موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة نقدية بقلم الناقد اليمني أ.نجيب صالح طه/ أمير البؤساء مرورا بثلاث ومضات قصصية لكاتبها الأردني أسامة الحواتمة.

158

قراءة نقدية بقلم الناقد اليمني أ.نجيب صالح طه /أمير البؤساء مرورا بثلاث ومضات قصصية لكاتبها الأردني أسامة الحواتمة

ثلاث ومضات قوية، تعكس أسس وشروط الومضة باقتدار وتمكن لافت وهن:

ومضات قصصيّة
تَمَنهُج
صنعنا صنَّارة؛ فَغُرَتِ التَّماسيح.

عمق
غَرَّهُنَّ الطُّعم؛ غرق السَّمك.

إتاوة
امتلأت شباكنا؛ تجشّاتِ الحيتان.

أسامة الحواتمة

ثلاثتهن في منتهى الروعة، والدقة، ويصببن في غرض واحد إجمالا…
لكني سأقف هنا وبتقطعات وقتية شاغرة التوظيف، عند ومضته:

( عمق ).
تعالوا بنا لنقرأها جميعا، وقد جفت قراءات الومضات، ليهتم بقراءة الققص والروايات..

عمق
غرَّهنَّ الطُّعم؛ غرق السَّمك.
(كيف يغرق السمك هل هو مجاز أم استعارة غير منطقية؟).
هكذا تساءل الكاتب نفسه بعد كتابتها!
وكان سؤالا تقريرا على حقيقته، وبصدق تام.!
فالكاتب حين يكتب، قد لا تدرك قدراته الإبداعية، كل ما سيقوله النقد وأدواته وهذا يشملنا جميعا…
فأحببت بهذه القراءة المتواضعة، أن أجيب عن سؤاله.

العنوان : عمق.
مصدر- نكرة- مفرد.

جملة السبب.
غرَّهنَّ الطُّعم.
فعل ماض وفاعله، والضمير المتصل (نون النسوة من حيث الدلالة لا الإعراب)، ومفعول به.
وفي عرف الومضة هما
كلمتان فقط.

غرَّهنَّ الطُّعم.
من الإغراء هنا لا من الغرور، والإغراء كل ما يكون سببا لجلب المنفعة المؤقتة الذاتية أو الجماعية المصحوبة بالوعود الكاذبة والشعارات البراقة التي تلفت انتباه كل السطحيين ذوي المنافع الخاصة الآنية التلذذ، كالبهائم التي سرعان ما تستجيب للطعم دون علمها بالمنتظر لها، أو بفطرتها المجبولة على حسن النوايا ،دون تفكير وهنا يبدأ الظهور للعنوان:
دون عمق
في إعمال الفكر، أو عمق واستغراق شامل في التمنفع والمصالح الذاتية وفي كلا الحالتين تبرز أو يبرز عنصر المفارقة جزئيا، وكذلك التكثيف، بعد إيحاءات قوية تم شرحها..
وبراعة الكاتب في قوله: (غرَّهنَّ )
غير مقتصرة على ما سبق…
فلو قلنا لماذا لم يختر ( غرَّهم) بالتذكير بدلا عن التأنيث ولن يحصل أي فساد معنوي أو تركيبي حالة الوصل بما بعدها ( غرَّهم الطعم؛ غرق السمك )؟
عبارة سليمة جدا …
فلماذا قال ( غرَّهنَّ)؟
الكاتب واضح التمكن من المعرفة اللغوية والمعنوية ووفق جدا في تأنيث الخطاب لأن المغترين بالطعم عادة يكونون فرائسَ مؤنثة، وإن كانت مذكرة تكون قد ضعفت ،وفقدت خصائص قوتها وذكوريتها ذات البأس والشجاعة والقيم والمثل فباتت فرائس أيضا…!
(؛ ) فاصلة منقوطة
ثم
جملة السبب: غرق السَّمك!
( غرق) فعل ماض أيضا في جملة النتيجة، وتقابلنا،
المفارقة والدهشة وهي المكون الأخير في الومضة وتبدوان هنا واضحة وصارخة بقوة…
وهل يغرق السَّمك..؟
-نعم،
وفقا للعنوان الموفق جدا الذي اختاره الكاتب (عمق).
التفكير السطحي السابق، لابتلاع الطُّعم كانت نتيجته غرق السمك..!
بل أن براعة الكاتب قد جعلتنا نضع احتمالا كبيرا بأن السمك قد أصبح طُعما لآخر…!
عودة لجملة النتيجة وهنا دلالة الترابط المعنوي بين جملة السبب والنتيجة، وهذا ما يحقق شمولية المعاني وترابطها .
مجددا هل السَّمك يغرق..؟

إنه المجاز اللغوي أو البيان اللغوي في التشبيه( البليغ) المحذوف المشبه، وأداة التشبيه معا
غرقت الطّرائد كالسّمك..؟
اختزالات لفظية ومعنوية كثيرة، وهذا مما تعنيه الومضة المحكمة.

ابقوا معي…

أعلم أن منكم من يقول مثلا : مازال الغموض قائما..!
أويغرق السمك..؟
في عمق/ أسامة حواتمة الأدبي، وومضته المكتملة

  • نعم يغرق.
    السمك حين يموت لا يطفو على السطح، وقد يغرق في بطون أخرى؟
    وهذه من المعاني الهادفة للومضة…
    كل من غرّه الطُّعم، سيصبح هو الطُّعم وسيغرق، في بطن مُغريه وإن طال الزمن..!

فكونوا أحرارا ولتهتموا بالشأن العام، وابتعدوا عن المصالح الذاتية التي ستوقعكم في فخاخ الصياد…
هل انتهينا؟
-لا..
بقي أن نشير لبراعة الكاتب…
حين اختار السمك، ولم يقل مثلا: غرق المبتعلون أو غرقت الفرائس…
براعة قوية قد لاتكون موجودة في ذهن الكاتب، وإنما إجادته وملكته اللغوية مكنته من ذلك لكن النقد الموضوعي -حسن التوظيف للمعنى- علم البديع، يقول :
السمك لا يعيش إلا في الماء، يختنق حين يخرج، لا أوكسجين ينفعه على اليابسة وكذلك مَن سلم نفسه لآخر وانساق لطُعمه، سيتحكم به وبأنفاسه كيف يشاء، وإن حاد حاد في بطنه ليكون طُعم الطُّعم..!

ويقول النقد أيضا للأستاذ أسامة حواتمة..
بوركت وبورك قلمك.
ومضة مكتملة ومنطقية جدا.

التعليقات مغلقة.