قراءة نقدية
بقلم عاشور زكي وهبة(مصر)
والومضة القصصية القصاص للأستاذة سعاد حموش الحافيظي المغرب
القراءة النقدية
العنوان ( قصاص) من اقتصّ أى أخذ القصاص.
والقصاص لغةً أن يوقّع على الجاني مثل ما جنى النفس بالنفس والجرح بالجرح ( المعجم الوجيز)
وفي القرآن الكريم ( ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.. )..هل العنوان كاشف للنص؟
ندخل في الومضة لنتعرف إن كان كاشفًا أم لا.
الصدر: ابتلعَ الحقَّ.
القصاص يقع على من أذى شخصًا أذى بدنيًا يستحق عقوبة القصاص كأن يكون فقأ عينًا أو كسر سنًّا أو جرحه جرحًا..إلخ.
نحن أمام شخص ابتلع حقًّا لشخص آخر دونه في السن أو المرتبة أو القوة أو السلطة أو المكانة…إلخ ولم يستطع أن يسترد هذا الحق بالقوة كما أُخذ منه بالقوة كأن يكون يتيمًا أو أرملةً مثلًا ذات صلة قرابة بهذا المبتلع للحق.
الابتلاع صفة الثعبان في الأكل..إذ أنه يبتلع فريسته بالكامل بعد لدغها بسمّه.
الثعبان يلدغ ويبتلع فريسته..صاحبنا ابتلع حقّ فريسته كأن يكون مالًا أو عقارًا وضمّها بالتزوير أو التدليس والرشوة إلى ممتلكاته.
هل يستحقُ القصاص من الحاكم أو المُشرّع أو العرف؟
إنه بمثابة سارق نصّاب يستحق قطع اليد على ما أعتقد…فهل خدم العنوان الومضة؟!
قال تعالى: ” إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارًا وسيصلَونَ سعيرًا.”
إذن هذا الظالم عقابه والقصاص من الله الحكم العدل في الدنيا وليس من الحاكم الدنيوي الذى ابتلع الطعم لأن الظالم أثبت بالتزوير والتدليس أنّ هذا الحقّ ملكه ورثه أو اكتسبه أو اشتراه من المظلوم الذي ليس لديه أوراقًا ثبوتية.
وما هو القصاص الرباني؟
هذا ما يحدثنا به عجز الومضة: اهترأت أمعاؤه.
نعم هذا ما أثبتته الأية الكريمة..من يأكل مال اليتيم كمن يأكل نارًا في بطنه تهتريء منها أمعاؤه..ليكن الجزاء من جنس العمل فعلًا كما أخبرنا عنوان الومضة ( قصاص) في الدنيا إلى جانب السعير في الآخرة..وقانا الله وإياكم من نارٍ في البطون نتيجة أكل مال الضعيفين ( الأرملة والمسكين اليتيم) ومن سعير في الآخرة جزاءً وفاقًا على هذا الظلم الشنيع.
بهذا تكون الوامضة قد أجادت في اختيار الألفاظ والمفردات الملائمة مما جعلها تستحق المركز الأول بجدارة في المسابقة.
كما أن الومضة تشكلت من خمس كلمات مع العنوان مما جعلها مكثفة للغاية.
وفق الله الجميع لما فيه الخير.
الومضة..
قِصاصٌ
ابتلعَ الحقّ؛ اهترأتْ أمعاؤه.
بقلم: عاشور زكي وهبة
التعليقات مغلقة.