قراءة نقدية في ومضة قصصية للكاتبة السورية عشتار الخليلي بقلم عاشور زكي مصر تقاليد سبق عصره قيَّدوه بالماضي
قراءة نقدية في ومضة قصصية
للكاتبة السورية عشتار الخليلي
بقلم: عاشور زكي ( مصر )
تقاليد
سبق عصره؛ قيَّدوه بالماضي.
العنوان: ” تقاليد”
اسم جمع نكرة، مصدر من فعل رباعي مشدد العين ( قلَّد)، والتقاليد هي العادات المتوارثة التي يقلد فيها الخلف السلف. من التقاليد ماهو مصدر فخر، ومنها ما هو بال يحتاج لغربلة لتمحيص الغث من الثمين.
وقد كانت التقاليد سببًا في انهيار وعذاب الأمم السابقة على الإسلام: إذ كان ردهم حينما يُسألون عن سبب عبادتهم الأصنام والأوثان قولهم” إنّا وجدنا آباءنا لها عابدين”. وبالتالي كان التقليد الأعمى سبب كفرهم وهلاكهم.
صدر الومضة: ” سبقَ عصرَهُ”
سبق: فعل ماض ثلاثي صحيح يدل على التفوق والنبوغ والإبداع والابتكار والطموح لكل جديد وفريد نافع ومفيد.
نحن أمام شخص نابغة طموح سبق عصره ( الحاضر ) وتطلَّع إلى المستقبل الواعد المجيد.
هذا شخص فريد بعيد كل البعد عن كل تقليد أعمى ضال مضل…كلام جميل.
ماذا ينتظر هذا النابغة سابق عصره وأوانه؟
هذا ما يجيب عنه عجز الومضة.
عجز الومضة:” قيَّدوه بالماضي”.
هذا هو شرّ البلية..والمفارقة الصادمة.
خفافيش الظلام في كل زمان ومكان المتقيّدون والمقيّدون في غياهب الجهالة عاشقو التقاليد والتقييد والتكبيل والرجعية والتخلف الذين يجدون أن العيش في الماضي خير من معايشة الحاضر والتطلع إلى المستقبل..
نظروا خلفهم، فلا هم عاينوا حاضرهم، ولا عملوا لصالح مستقبلهم، فخسروا الحاضر والمستقبل، ولا يحيوا سنَّةً جيدة من ماضيهم التليد.
دعاة الرجعية قيَّدوا سابق حاضره وعصره المستقبلي الواعد الواعي بتقاليد بالية واهية أوردته الهاوية.
فلا جعلوه مفيدًا لنفسه، ولا مصلحا لقومه.
المفارقة: واضحة جلية بين داعي للتجدد ودعاة للتقليد. تناقض بين (سبق)، و(قيّد). والتضاد بين (العصر الحالي) و(الماضي).
أعطت لوحة سريالية قاتمة ونهاية مأساوية مقيتة للمستقبل الواعد في غياهب الماضي البائس الفاسد.
التكثيف: في أربع كلمات بسيطة صورت لنا الكاتبة المتألقة واقعًا مريرًا لضحية من ضحايا الظلامية والمتشبثين بالماضي التعس، المتأسلمين المتمسحين بالدين والدين منهم بريء كالدواعش والروافض ومن على شاكلتهم ملأوا الدنيا قتلًا وخرابًا باسم الدين الحنيف.
في الختام أحيي الأستاذة عشتار الخليلي على ومضتها القصصية الرائعة، وأتمنى لها دوام التوفيق.
وعذرًا على الإطالة… في أمان الله.
التعليقات مغلقة.