موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة نقدية للناقد اللبناني سليمان جمعة للقصة القصيرة جدًا “نزوح” للأديب نزار الحاج علي

256


أبطال قصتي الذين اعترضوا على نهايتهم المؤلمة ،
بطريقة ما تسربوا من دفتري المهترىء.
بعد أشهر قليلة سمعت ضحكاتهم على صفحات كاتب مشهور .
نزار الحاج علي

الكتابة هي مشروع تغيير .
في واقعنا ركود وثبات مخيف من ناحية ، ومن ناحية أخرى تشظ وعبثية .
اذاً، نحتاج إلى رؤى تحرك الساكن وتلم المتشظي لنتجاوز واقعا يكاد أن يخرجنا من ساحة الإنتاج الفكري ؛
وليس لنا إلا الخيال من مبدع لواقع محتمل قابل للحياة .
وقد نكتب لتحسين ما كائن وجميل فنثبته ونمده بنسغ جديد ليكمل قشيبا مثمرا.
وقد نكتب لاعادة التوازن لما اختل من السلوكيات الاجتماعية على ضوء قيم عليا .
وقد نكتب لترقية ذواتنا ونعيش صوفية مشرقة تنشط الروح وتمتن عرى العلاقات بين القلوب .
وقد نكتب لنكشف عن ذاتنا ..ونحاورها ونقدمها لمطهرها .
ونقرأ لنكتشف كذلك ذواتنا وعوالم جديدة نحاورها لنتشارك السكنى فيها ..
كل ذلك داخل اللغة
ونصنا بلا مرجعية له الا ذاته..
وعندما نسكنه ونحاوره على ضوء موسوعتنا المعرفية العليا والمشترك الانساني يصبح نصا واقعيا قابلا للحياة ..يتعدى زمنيته لانه صار امتدادا في المكان اي اضفنا على العالم شيئا منا اي اتسع بنا العالم ..وهذا ما يشجعنا ان نأول ما نقرأ
اي نجعله قابلا للفهم والامتداد .
“نزوح “
عتبة نص ، قد لا يكفي معناها القاموسي الجامد ان يرشدنا الى حركة المعنى في نصنا .. ولا تستطيع ان تنطق به..وأظن اننا لا نختار المفردات ميتة
انما هي حركة المعنى في النص او شعاعة منه ، قد منحها النص حالها . .
اذاً ، نحن بضوئها الخافت لن يدلنا على النص العميق.
لها مرادف من النص هو :
“بطريقة ما تسربوا من دفتري المهتريء “
هذا نزوح بالتسرب من الملكية الخاصة في دفتر”ي”..ومن الاهتراء فيه .وما ينمي الينا من فقره يعتريه.
وهم ابطال قصت”ي”
كذلك اي النزوح كان من شقوق ..كالماء
ولكن “بطريقة ما “
توحي بالتدخل وانتهاز اهمالي فحصل التسرب بفعل فاعل..
اذن،
نزوح وهو الهجرة القسرية لسبب وجيه لا يسمح بالبقاء وهل يسمح شق ببقاء الماء ؟
فتلك حال فعل ، وبما انها في الكتابة فهي سرقة ادبية موصوفة ..ندرك الآن ان مفردة “نزوح” مفردة لا تستطيع تأدية دورها ولا تنير النص انما النص يضيئها ويفسرها بما قد حملت من جديد استعمالها.
هنا ، لا بد من تعيين وظيفة الكتابة هل هي اعادة توازن لخلل حصل أم هي مشروع تغيير ؟
لنرى ذلك بالعبور الى بنى النص المعرفية .
“ابطال قصتي “
هذه البنية تحيل الى كاتب قصة . بناها برؤية ما . “اعترضوا على نهايتهم المؤلمة “.
تحيل على رأي قارىء او ناقد .. فلم يرض بالقفلة المؤلمة . اي رفضوا رؤية الكاتب في مشروع تصويره لواقع ما فانتهى الى نهاية متشائمة مؤلمة..
هل نستشعر في ذلك ان الكتابة نقد لواقع لهدف تغييره لان النقد اول التغيير .
وبعد التسرب ، ولمدة قليلة ..”سمعت ضحكاتهم على صفحات كاتب مشهور “
هنا مكان النزوح ومحطه.، “على صفحات كاتب مشهور ” . فنلاحظ ان الاعتراض على ملكية خاصة لكاتب مغمور فقير وعلى رؤيته ..اما لدى الكاتب المشهور الذي سرق الرؤية يتحول الالم الى ضحكات ..اي يفرحون بنهايتهم المؤلمة ..اي النقد ينحاز للشهرة .. ويكون رأيه لاموضوعيا ..وغير معلل الا بالشهرة كما اسلف القدماء في طبقات الشعراء .
الشهرة او الاعلام يغطي ويخدع ويصادر النقد لانه سيكون امام رأي عام يؤمن بشهرة الكاتب المنتحل لرؤية كاتب لم يعرّف به الا ناقد متذبذب في رأيه .
هنا نسأل عن معيارية او وصفية اسلوبية .
وفي الحالين عصمة النقد من الذاتية او يقلل من سطوتها.
لنعود الى حركة المعنى في النص
وهي جمالية النص .
اهمل كاتب ملكيته فسرقها آخر مشهور ؛
الناقد رفض قفلتها عند الاول وعاد فقبلها عند الثاني.
وبذاتية الاول التي برزت في ياء المتكلم في: قصتي ودفتري وبتاء الفاعل في سمعتُ.. هي التي اشهرت حقها وحضورها في النص كمعادل للرأي العام.
فهل الشهرة هي معيار او وصف لجمالية الادب؟
هل النقد ذاتي ام موضوعي وما هي الضوابط .؟
لماذا نهمل ملكيتنا الفكرية ومن يرعاها؟
هذه الفوضى في النقد،و في الكتابة تضيع حقوقنا الفكرية ..وتوهم الناس بحقيقة مزيفة وهذا هو الاهم ..اي ان هناك تخريب للذائقة الادبية يفتعلها الناقد الذي يخون موضوعيته او انه غير مؤهل لذلك .
واذا عدنا لبناء الققج، نرى ان اختيار التراكيب بمفرادتها كان دقيقا يعني مؤديا الى تكثيف جميل غير معتمد على انزياحات بلاغية ..الا في تشيء الابطال الى مادة سيالة تتسرب من دفتر صارت حروفه ماء.
صورة موحية تمد في الخيال بزهد في الكلام ..
وكذل التجسد لابطال من ورق وتماهي البطل مع الناقد او القارىء ..أليست هذه التحولات تكثيف اقتصد في الكلام واوفى المعنى.. وكذلك الضد في الضحكات التي هي خبث او فرح مراوغ مزيف..
لان بناء النص قائم على الازتحال والتزوير اذن روحية النص تنطق به ويجب ان يتلبس المعني التراكيب وسير حركة النص..اي ليكون متماسكا متناغما مع روحيته.
ما الذي سمح للكاتب ان يشكل ذلك التقابل بين مغمور ومشهور بين قبول ورفض وبين مؤلم ومفرح ..اي بين حق وباطل ..بين ضفتي نهر الحياة . هو الواقع الفاقد للقيم …الساكت عنها . فحولها الكاتب الى لغة اي كيان فيه مرض يجب استشفائه بالرفض المضاد اي ما رفص في الاساس هو الصحيح الذي اهمل صاحبه ثقته بانتاجه ..
ورفض قبول المشهور لان الشهرة لا تحدد الصواب ..
فليس قبول الرأي العام يكون دائما صوابا . والا لكان رفض رسالة الانبياء والمفكرين امرا سليما. .
سليمان جمعة

التعليقات مغلقة.