موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قراءة نقدية وتحليل موضوعي لقصيدة الشاعر المصري سالم أحمد بقلم أحمد بدوى العميد

119

قراءة نقدية وتحليل موضوعي لقصيدة الشاعر المصري سالم أحمد بقلم أحمد بدوى العميد

مطلع القصيدة

رُدُّوا على النُّعمانِ خيــرَ خِصالي
وهَبُــــوا لعبلـةَ فـرحــةَ العُـذّالِ

فلقدْ ذرفْتُ الدمـعَ فـــوقَ تـرابِها
وبَـدَتْ تئـنُّ حجــــارةُ الأطــلالِ

رنَّمتً فـي كُلِّ المحـافلٍ باسمِـها
سطَّــرتُ فـيها أعــذبَ الأقــوالِ

كمْ بِتُّ أرعـىٰ النجمَ في أرجائِها
وتمَلَّكـتْ قبـل اليميــنِ شمـالي

تحدثت فيها عن التوازن العاطفيِّ وكبح جماح التكلف والإسهاب البديعي، وكيف استهل أبياته باستدعاء الحقبة الزمنية عن طريق أبطالها ودللت على ذلك من خلال نقاط تاريخية محددة على رقعته البلاغية المتينة.
وحِرفيَّته فى الشطر الثاني من البيت الثاني ليخرج لنا باستعارة، ثم لم تلبث أن تراجع حكمك على البيان؛ لوجود الفعل (بدا) لتشعر بعدها بـ (كأن)، لتجد نفسك أمام (كاد)،وكيف أنه لا يطلق العنان للخيال المطلق فى حالة لها وقْعٌ فى الكيان ككل.
وقلت إن البيت الثاني كتب بدون تجويد أو تنقيح، وجاء من الدار إلى النار.

ومما أشرت إليه فى البيت الرابع أنه بيت كُتب على خلفية المكانة التاريخية لأمة عظيمة عريقة، فجاء ما معناه
أن لنا الحكم بمشيئة الله والرعاية مدَّ البصر أرضًا وسماءً ، واستحضرت فى ذهني الخارطة النجمية التى شُيِّدَت على انعكاس نقاطها الثلاثة الأهرامات الثلاثة، وكيف كان لنجم (الشعرَىٰ) دور فى تحديد الاتجاهات الأصلية، والحالة هنا تتسع لطرح العديد من الاستنباطات.

إلى أن أوقفني بيته:

نخل العـراق سـما وردد شامـــخا
ترنيمـــة الأبطــال فــــي إجـــلالِ

وقد أشرت أن الفعل (سما) بالتحديد له توظيف خاص به، ربما يراه الشاعر فى مكانه، ولكن يبقى المعنى هو الضابط، وهذا الفعل تحقيقًا يكون للأنبياء والرسل، غير ذلك فهو للمعنوي.

وآثرت أن يكون الرد على نطاق بلاغي أعمق وأوسع،

فأقول :
تتعدد الواجهات النقدية، وتتشكل نوافذ الإبداع الحقيقي بطَرق أبواب المنهجية التي تسبر أغوار البيان والبديع والمعنى، للكشف عن اللؤلؤ فى دواخل الجسوم الأدبية الصخرية الصلبة، وهذه وظيفة النقد الحقيقي، البحث عن الجوهر، وطرحه على مائدة الإبداع؛ ليتم تصنيفه وتحديد المستوى الذى وصل إليه.
ولابد من تفعيل الموازنة بين النقد والنص الأدبي، فربما وجدت فتحًا أدبيًّا جديدًا يتطلب فتحًا نقديًّا يسير بمحاذاته، وربما كان المستوى الأدبي دون النقد، فيسقط النص، ويسقط النقد، قولًا واحًدا.
فى قصيدة أقل ما توصف به أنها قمة بلاغية من قمم امرئ القيس، مطلعها:

سَما لَكَ شَوقٌ بَعدَما كانَ أَقصَرا
وَحَلَّت سُلَيمى بَطنَ قَوٍِّ فَعَرعَرا

كِنانِيَّةٌ بانَت وَفي الصَدرِ ودُّها
مُجاوِرَةٌ غَسّانَ وَالحَي يَعمُرا

بِعَينَيَّ ظَعنُ الحَيِّ لَمّا تَحَمَّلوا
لَدى جانِبِ الأَفلاجِ مِن جَنبِ تَيمَرى

تتجلى آيات السمو، وتوظيف اللفظ، باستخدام الفعل (سما) على المعنوي وهو الشوق، ويوجه إلينا الشاعر رسالة من أعتق المنابر الشعرية، ويصيح فينا قائلًا:
لقد أصَّلت بالفطرة العربية السليمة لقاعدة بلاغية مفادها؛ سلامة المعنى من سلامة المبنى، فتتحقق أركان الشعر، والمعنى الدقيق مقترن دائما بالتوظيف اللفظي الدقيق.
وهناك ألفاظ بشكل أو بآخر يجب أن تتجه للجهة الصحيحة فى التوظيف كالفعل (سما).

حسنٌ ..
هذا كلام جميل، لكن ما الجديد ؟

أقول لك:
فى قصيدة مطلعها

أَلا عِم صَباحاً أَيُّها الطَلَلُ البالي
وَهَل يَعِمَن مَن كانَ في العُصُرِ الخالي

يقول فيها امرؤ القيس:

سموتُ إليها بعد ما نام أهلها
سموَّ حَباب الماء حالًا على حال

هل خالف الشاعر هنا ما أصَّل له(السمو للمعنوي) ؟
هذا سؤال يطرح نفسه.
لي هنا رأي نقدي متواضع أدلل به على عبقرية الصورة وخدمتها للفظ، على عكس المتعارف عليه.

اللغة العربية محكومة بوجود المعاني، المعبَّر عنها بالألفاظ، ولكن هل فعلًا(اللفظ شغال خدام عند المعنى)؟
نحن لم نخرج من الدائرة؛ فالضابط هو المعنى، وكأن امرأ القيس يقول لنا :
لقد ألقيت عليكم صورة حسية تتمثل فى لفظة (حباب)،تتلاشى وتتماهى تمامًا تمامًا مع مادتها وهي (الماء)، وهذه حقيقة وطبيعة، فأصِل بالمستوى البلاغي بالصورة من الحسية الواضحة إلى شيء معنوي لا وجود إلا لمعناه، فكنت لا شيء (شكلًا وموضوعًا) أثناء تحركي، وكان اللعب هنا على استخدام الصورة ككل، لا على اللفظ مفردًا، وهذا تفَرُّد وتمكن،
ولو كنت استخدمت لفظةً غير (حباب)، لتركَت أثرها .
فلا موج يصلح لأن له أثر على الضفة أو الشاطئ ، ولا الهواء لكونه عاملًا فى التغيير، حتى الأنفاس لها أثر وهذه حقيقة علمية.
فماذا تترك الفقاقيع مع مادتها !!!!!!!
لتقف قصائدي على رؤوس الأشهاد صادحة بسمو اللفظ والمعنى والمبنى، مؤصلًا من خلالها لألفاظ يجب أن توضع فى مكانها الصحيح .

هكذا قرأت رسالة امرئ القيس.

وفي قصيدة للأخطل يرد بها على جرير
مطلعها:

كَذَبَتكَ عَينُكَ أَم رَأَيتَ بِواسِطٍ
غَلَسَ الظَلامِ مِنَ الرَبابِ خَيالا

وَتَعَرَّضَت لَكَ بِالأَبالِخِ بَعدَ ما
قَطَعَت بِأَبرَقَ خُلَّةً وَوِصالا

وَتَغَوَّلَت لِتَرُوعَنا جِنِّيَّةٌ
وَالغانِياتُ يُرينَكَ الأَهوالا

يَمدُدنَ مِن هَفَواتِهِنَّ إِلى الصِبا
سَبَبًا يَصِدنَ بِهِ الغُواة طُوالا

والتى فيها يضع النقاد_ قديمًا وحديثًا _ فى اختبار القدرات، لفك شيْفرات نزالية دارت بين شعراء البلاط

بالبيت:

منَّتْك نفسك أن تساميَ دارِمًا
أو أن توازن حاجبًا وعقالا

فالتمني خدَّم على التسامي فى عدم تحقيق الحدث، فجاء المعنى على المعنوي.
ومن النقاد الأجلاء من قال لى:
إذن؛
حكمت على الفعل (توازن) بأن أخذ حكم ما قبله (تسامي)،
قلت له:
اقرأ من سورة لقمان قول الله تعالى بعد أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان المردود الرجيم

“إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ”

ومعلوم أن الغيبيات خمس، ولكن سؤالي
هل نزول الغيث، وتحديد جنس المولود، أخذا ذات الحكم المطلق الذي على ما قبلهما وما بعدهما ؟

فهما غيبان نسبيَّان وقعا بين غيب مطلق وبين غيبين مطلقين .

كل عام وأنتم بخير

التعليقات مغلقة.