قراءتان نقديتان برؤيتين معتبرتين لقصتي القصيرة جدا “زنبوكة”…
أبومازن عبدالكافي
قراءتان نقديتان برؤيتين معتبرتين لقصتي القصيرة جدا “زنبوكة”،
الأولى …
لشيخ النقاد العرب أستاذنا وشيخناالكبير المبجل
أ. أحمد طنطاوي.
والثانية …
للشاعرة والأدبية السورية السامقة
أ. حياة دولاني.
…………… نص “الققج” …………..
زَنْبُوكَة
…….
هُرِعَتْ إلَى زَوجِهَا مَذعُورةً؛
أَدْرِكْنَا يَا”مُزِيلْخُوفْ” وَلَدُنَا “إسْرَاتُوفْ” أَصَابتْهُ نَوْبَاتُ تَشَنُّجٍ غَريبَةٌ لَمْ نَعْهَدْهَا عَلَيْهِ مِنْ قَبْل، أَخْشَى أنْ يَكْونَ مَسْحُورًا أو مسَّه إِنْسِيٌّ ؛ لقد صَارُوا يُهَدِّدُونَ بَقَاءَنانَحنُ مَعَاشِرَ الْجِنِّ
عَلَى هَذَا الْكَوْكَبِْ.
- هَدِّئي من رَوْعِكِ يَا “زَنْبُوكَة”؛ مُؤَكَّدٌ أَنَّه غَفَلَ عَنْ تَرْدِيدِ الأَذْكَارَ الْمُحَصِّنَةَ مِنَ السِّحْرِِ والْمَسِّ؛ سَأَتْلُو عَلَيْهِ الرُّقْيَةَ الشَّرْعِيَّةَْ؛ فَشَيَاطِينُ الْإِنْسِ لَا يُطِيقُونَ سَمَاعَ الْقُرآنِْ .
قال أ. أحمد طنطاوي حفظه الله :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
إنه ببساطة تبادل الأدوار فى عالم
لا معقول نعايشه … حتى و إن بدا لنا
ظاهريًا أنه معقول من طول ما ألِفناه .
لا يجب أن نتعامل مع القصة القصيرة جدًا
كحكاية خالصة ، فليس هذا هدفها النهائى
المتمثل فى إثارة دوامات التفكير و التأمل ,
وخلق نوع من الاضطراب الذهنى المحمود
و المتعمد كما كان يفعل ” بريخت ” فى مسرحه التغريبى .
(و بضدها تُعرف الأشياء )
و قد يحتاج المرء أحيانًا أن يرى المرآة مقلوبة؛ فربما أدرك حينها وصغ العالم العكسى الذى يصيبه بالدوار و لا يفهمه كونه يمارس
الطرق الصحيحة للنظر .
اتخذت الصوفية الرمزَ نهجًا لها غالبًا، لأن من المعانى ما يدِقُ على الأفهام و يصعب ، و طرقها رمزًا و بالتمثيل يجسد المقصود …
و فى كتابات أخرى يحقق هذا أسلوب الصدمة بالتوسل بالغريب و غير المألوف .
حياك الله أيها الرائع فى سلكك هذا الدرب.
تهنئتى أستاذ عبد الكافي.
وقالت أ. حياة دولاني حفظها الله :
°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°°
إبداع وتألق .
.. ( زنبوكة )
عنوان لافت غير دال معبر عن عوالم
غير مرئية تجنح للخيال وللا معقول .
قصة مميزة بحرف مكين جملة وتفصيلا أفلح في توصيل الفكرة
بمسار شفاف يربط عالم الواقع بخيال مجنح عاكسا
الزوايابمنعكسات تطال البنية والكينونة.
كفراشة النور آل بها جنون الشغف
بالارتداد والعدم وكذا تضخم الأنا لدرجة الانفجار والتلاشي
فكما يشيب الشعر من هول مايرى ؟!
فنرى في قصتنا هذه تمكن مبدعنا الكاتب الفاضل؛ قد أفلح ونجح في إسقاط الحاجز الزمني والانتقال برشاقة الحرف ومعانيه العميقة لاختراق البعد الزمني، التقاطة ذكية
لرؤية المتناقضات على سطح البسيطة بأبشع صورها لنتساءل معاً مابعد غزو الفضاء؟! وإفساد طبقة الأوزون وتلويث الثرى وما ينبت من غذاء ..
وكأن العالم كله يتجرع كأس سمِّ سقراط مُتَرَّعةً بأيدي مردةِ الإنسان؛
تتعوذ من هولها آل الأبالسة ممن يهدم وقد خُلق للإعمار؛ تساؤل يجيب عليه المعنيون بذلك هذا لو كانوا على قيد حياة .
تلك قراءتي للنص “زنبوكة” الذي
فيه من الدهشة والإبداع كفكرة ومضمون مالم يُطرَق من قبل بهذه الطريقة؛ حسب معلوماتي المتواضعة .
ولي تعقيب أقول مستعينا بالله القدير :
بجزء من رؤيتي ولكل قاريء ذائقته ورؤيته فيما يحتمل النص من تأويل.
أقول بسم الله…
كما قال شيخنا المبجل
أ. أحمد طنطاوي :
(و بضدها تتميز الأشياء)
فبدلا من القدح فيما وصل إليه عالمناالإنساني الذي كاد يفقد إنسانيته في بحر لجي مظلم من المادية والعدوانية والتخبط والتيه مبتعدا عن منهج إصلاحه وسلامه في هذه الدنيا؛ والذي وضعه له الخالق الأعظم جل وعلا لإصلاح حياته وآخرته إن كان ثمة إيمانٍ راسخ بالبعث والنشور والحساب والجزاء.
وضعت يدي على معضلة أصابت المجتمعات وخاصة العربية منها وهي التخبط في دياجير الظلام والخرافة والسعي وراء الحل في كل السبل إلا سبيل الحل الأمثل وهو التصالح مع منهج الحياة الرباني الذي وضعه الخالق الصانع لمخلوقاته وعلى الرأس منهم الإنسان سيد الكائنات.
راحوا يعلقون كل كبواتهم ومصائبهم على عالم آخر مواز ومكلف مثلهم وسيحاسب أيضا كماهم سيحاسبون.
وإن كان السحر والنفث في العقد قد ورد في القرآن؛ إلا أنه في آياته أيضا ورد الحسد والغل بين البشر أنفسهم.
وعمت الفوضى في الإعلام وخصصت قنوات للسحرة والنصابين ليسطوا على أموال الناس باسم العلاج من السحر والمس من الجان والشياطين.
وهام الناس على وجوههم يطلبون النجاة في مناهج هؤلاء المبتزين من البشر.
وبالبعد عن المنهج الرباني الإنساني القويم وتجاهله بل ونسيانه التمسوا الحلول.
وروج لذلك المنتفعون من شياطين الإنس ممن يبغونها عوجا ولا يريدون لمنهج الله حياة في حياتنا.
والحل بسيط و بين أيدينا….
ولكنا نميل دائما للضلال ونتبع المضلين.
أردت عمل صدمة بعكس الوضع.
لقد صرنا نخاف على أولادنا وبناتنا حقا من شياطين الإنس الذين يتناسلون في مجتمعاتنا مخلفين أبالسة أشد ضراوة على أولادنا ممن أنجبوهم؛ لدرجة أن تملكنا الخوف عليهم في ضروريات خروجهم للشارع؛ فنظل في قلق عليهم واضعين أيدينا على قلوبنا لحين عودتهم للمنزل مرة أخرى سالمين من الأذي؛ فنحمد الله كثيرا على سلامتهم.
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
والله خيرٌحافظا وهو أرحم الراحمين.
………………… …………………
الأحد 7/3/2022m
الموافق …
3 من شعبان 1443هجرية.
التعليقات مغلقة.