قرابتي الأدنون
شعر مدحت عبدالعليم بوقمح الجابوصي
ذُمَّ القرابةَ غيرَ من هوَ عالمٌ…..فالجهلُ داءُ قرابةِ الإنسانِ
دع عنكَ ذِكرَ قرابتي الأدنَينَ مِن….أبناءِ عمِّي ما هُمُ إخواني
فأنا الخبيرُ بطبعِهِم وخلالِهِم…. إنْ غرَّ غيري الاسمُ وابنُ فلانِ
ماالعمُّ إلا من أعمَّكَ فضلُهُ……وكفاكَ همَّ الدهرِ والأزمانِ
بينَ القرابةِ ساكنٌ لكنني…..أنا لستُ منهم إننا ضدانِ
إمَّا حقودٌ حاسدٌ مُتربِّصٌ….. أو جاهلٌ بالحقِّ والإيمانِ
أو ذو رياءٍ أو ضعيفٌ بي قوى…..واليومَ ينهشُ جاهداً جسماني
أو ذو غباءٍ أو بطيءٌ فهمُهُ……أو مترفٌ بالمالِ كم يلحاني
قد قلَّ منه الخيرُ لا خيرٌ بهِ…..وعن العُلا مُتأخرٌ بمكانِ
ما همُّهُ إلا الطعامُ ومشربٌ…..وتكاثرٌ بالمالِ كلَّ أوانِ
بل قامَ مُجتهداً يُفاخرُني بما…..قد غلَّهُ من زمرةِ الإنسانِ
وجميعُ ما جمعتْ يداهُ فإنهُ…..عندي كمثلِ التُرْبِ في الميزانِ
لولا مقامُ أبي وبي من فضلِهِ…..نعمٌ ولم أُحصِ لها بزماني
ما كانَ يرجو ما رآهُ مُحمَّدٌ……مني من الإمهالِ والإحسانِ
لم يذكرنْ هذا العييُّ مواقفي……لمَّا ارتمى وحملتُهُ بيدانِ
لمَّا بدا يومَ الكريهةِ مُدرجاً…..فرفعتُهُ وحطمتُ أنفَ الجاني
ولكم مشيتُ وراءهُ في محنةٍ…..وسكبتُ فيها الدمعَ من أجفاني
هذا ابنُهُ ورثَ السفاهةَ عنهُ لم…..يتباينا في القبحِ متفقانِ
لولا أبي ما كانَ يرجو ما رأى…..مني ولم أُرخِ فضولَ عناني
هاكم بنو عمي وهم أدنى الورى….مني وأبعدُهم عن العرفانِ
وأولاكَ هم ضُرُّ الزمانِ وكربُهُ…..وتحرَّكتْ من ذكرِهم أحزاني
كم قد سموتُ إلى المعارفِ والعُلا…..ودنوا إلى التزييفِ والكتمانِ
ورأيتُ من جاري البعيدِ مودةً…. ومن القرابةِ عُذتُ من جيراني
ما مرَّ يومٌ دونَ أنْ ألقى لهم……شرَّاً يفوقُ تصوُّرَ الإنسانِ
وعن المعالي قاصرونَ تباطئوا…..قد انكروا فضلي وسبقَ مكاني
التعليقات مغلقة.