قرنقشوه
أسماء البيطار
/ قصة قصيرة /
بـ قلمي / أسـمـاء الـبـيـطـار
يااااه معقول صار لي عشرة أعوام و أنا أقضي الشهر الفضيل بعيداً عن الأهل و الأحباب ، مر العُمر سريعاً سريعاً ، و لكن لا يهم
فزوجي أكرمه الله لم يجعلني أشعر بالغربة ، و صنع لي فانوس زين به مدخل البيت ، و صار أولادي يتمتعون بروحانياته ، و أيضاً مظاهر قدومه ، و كان هذا الفانوس الكبير يسعد به الجميع من جيراننا ، فهو غريب على عاداتهم و لكنهم أحبوه ، و صاروا يتهافتون على كيفية صُنعه ، و منهم من حجزه كهدية عند مغادرتنا بلادهم
و ها هو القمر صار بدراً ، و ها هي الأصوات تعلو في الشارع
كعادتها كل عام بعد الإفطار في نفس الموعد
و لكن ما هذا ؟
أهذا الطرق على بابنا ؟
كان زوجي و ابني يستعدان لصلاة العشاء و التراويح بالمسجد .
فأسرعت لفتح الباب ، خصوصًا أن الطرقات كانت متلاحقة .
و عندما فتحت استقبلني عدد لا بأس به من الأطفال بهذه الكلمات
” قرنقشوه يو ناس ، عطونا شوية حلوى ، دوس دوس ف المندوس حارة حارة ف الصحارة ، شي و لا ما شي “
وقفت مكاني و لا أعلم ماذا يريدون في أيديهم أكياس صغيرة .
و لكن زوجي خرج مسرعاً و أنقذني، و في يده علبة المكسرات ، و التمر ، و أعطى لكل طفل منها في كيسه الصغير فهو يعلم عن عاداتهم الكثير .
طاروا من الفرح و جلسوا يتهللون و يضحكون .
و إذا بطفلة منهم ” يا خالة ” عاطينا ” بنتش ” تدور معنا بالقرنقشوه ؟
فضحكت و هذه المرة أنا من ناديت على زوجي .
التعليقات مغلقة.