موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قرن زيوس بقلم ضي الجلادي

224

قرن زيوس بقلم ضي الجلادي

إنطلق هارباً وسط الغابات قبيل فقدانه لحياته بلحظة ، عجز عن التوقف أو المضي قدماً ، آلت أنفاسه للضياع وهو قابض على بوقه العاجي النحيل يستحي طلب النجدة من سيد الغمام ، تتالت عدواته وقد تعلقت مقلتاه بكوخ الراهب المسن الرابض خلفه بأمتار ، ظل توماس يركض حتى توقف عنوة ليتبين كنه ما استقرت عليه قدماه ، أرض توسطت مقبرة العظام .
شهر بوقه عالياً وأخذت تروسه تعصف بعمق ، هل يرسل صاعقة استغاثة أم يحاول تدبر أمر الكارثة التي وقعت على عاتقه مذ أن دلف لأعتاب عالم ذخر بالراهبين الأشرار الذين حُملَّت أعناقهم بحبات شيطانية جُمرت من لهيب مستعر؟؟؟
هل يُخلص نفسه؟؟؟
أيقدم على هكذا فعل قد يفقده عاماً آخراً من حياته؟؟؟
لا مناص من ذلك على ما يبدو…..
وقتها زفر توماس في بوق من ستؤول سماؤه للنسيان ، صدح الصوت في الأرجاء معلناً قيام ساعة الحاقدين ، الآن سيهبط على أرضنا نيزك اتقد بسهام الرعب والظلام ، نفذت أنفاس تائه الغابات إلا أن صداها بات منتحباً يجول بقاع البساط الأزرق المنتثر بأحشائه زخات من شيات وأحلام .
ترقب الأخير استجابة من ناجاه ليحوم اليأس ويلتف حول الأعناق ، قال في هلع طُمث بهالات الموت :(لماذا لم يحدث أي شيء؟؟…إنه يتوق لحيواتنا فلماذا لم ينتهز هذه الفرصة؟؟….زيوووووس…زيووووووووووس…أنا أستنجد بك من أولئك الظالمين…أغثنييييي….) وانحدرت عبراته فوق سفح تجعد بالآلام ، لا مؤنس ولا صديق يُزيح عنه ليلك العذاب .
وفجأة سمع منتحب الغابات صوتاً انبثق من بين الأحراش…الأشجار وأسفل التراب ، لقد بُعث جيش إله الصواعق ليبيد بيدقاً جديداً اصطف أمثاله بمحاذاة حائط رملي متهتك استعداداً للوأد الملعون .
تحركت العظام لتدب الحياة في مفاصلها وتخرج له كائنات لا نظير لها من قبل من أسفل طبقات الأرض ووسط جذوع الأشجار لتحتشد وتنطلق متسابقة تجاه هدفها المرصود في مشهد مفزع لا طاقة للأبصار بها .
إنتصب توماس في ذهول وهلع ، لقد تحققت أمنيته وأخيراً ولكن وجب دفع الثمن ، وفجأة ودون سابق إنذار ضربت صاعقة أرض لاذت بالفرار خلف ظهر من زامن الخمسة عشر عاماً مضرمة النيران في كل مكان ليرتعد الأخير ويلتف مسرعاً لتقع حدقتاه على من طال غيابه وأرداه وحيداً تتراقص بهممه الأطياف ، كان الإله زيوس ، رب الصواعق والغمام .
تجمد توماس في مكانه ولم يُبد أي ردة فعل ، لم يكن لقاءهما الأول إلا أنه تيقن سبب ظهوره لتتحتم عليه جزية إنقاذه من راهب الكوخ الملعون ، فغر الأخير فاهه إلا أن زيوس وضع كفه الضخمة فوق رأس البشري الصغير وامتص عاماً من عمره المقيت ، عندها باتت الغابة كشموع الشتاء التي اتقد فتيلها بدهاء أسفل حبات الثلج المتساقطة من السماء ، وقال زيوس بصوت رعدي رنان :(إن احتجتني مرة أخرى فكر ملياً قبل استدعائي يا صغير…لقد نقُص من عمرك خمسة أعوام كاملة…اليوم لأنقذك من بطش ذلك الراهب الذي اشتهى تناولك على العشاء…ومنذ شهرين لأردع عنك قطيعاً من الذئاب الجبلية…وثلاث مرات توالت تباعاً قبل عام حين اختطفك الحارس الأحدب للجرس العملاق الذي توسط كنيسة بلدتكم..فمرة خلصتك من بين يديه…وأخرى لأفتح لك بوابة الملاذ الحديدية وأساعدك للخروج من هناك….والأخيرة لأقضي عليه أسفل جرسه البغيض…..لك الحرية في أن تبيد القرن…إلا أنني لن أتمكن من إغاثتك بعد الآن مثل باقي المتسلحين بقروني…فكما تعلم…أعوامكم التي أمتصها تشكل سهاماً لا مثيل لقوتها في الكون بأسره والتي عند اتحادها سوية في نهاية المطاف ستخلق وريثي من رحم المستحيل…بالأحرى أنا الآن أُجمِّع حياة ولي عهدي القادم….تحلى بالصبر أيها البشري ولا تكن عاقاً كمن سبقوك….) حدج زيوس تائه الغابة بنظرات مرعبة ملؤها الغضب والخذلان وارتفع كالصاعقة عائداً لمملكته بعد أن ذخر صغيره المرتقب بعام جديد ليتبدد ذعر توماس ويعود لمغارة تنينه الرضيع بسلام .
مرت الدقائق طوال والأخير يفكر في حل لمآزقه التي لا تنتهي وما إن تقع حتى تستهدف إما حياته كاملة أو عاماً منها ، وفجأة ارتف صوت انفجار أودى بصخور الجبل لتسد باب المغارة وأحيطت جدرانه بظلال مشعوذات جئن من حيث لا يدري ، لا زال صديقه غضاً فلا قوىً يمتلك ولا أسناناً ليشتبك بها في القتال ، وقتها صرخت إحداهن: (بعثنا الكاهن الملعوووون…ههههههه….لن تستطيع الهرب هذه المرة..ههههههه) .
لم ينبس المخاطب ببنت شفة ، يبدو بأن هناك مؤامرة ما تحاك هاهنا ، من ذاك الكاهن الذي لا ينفك عن إلحاق الأذى به وبرفيقه وقد ترصد سالب الأرواح بهما ولا يسأم من ملاحقتهما وقد ضاقت بهما السبل إلى مغارة نأت عن جميع من في القرية؟؟؟ ترى هل آن أوان استدعاء قاهر الأشرار أم أنه لم يعد يمتلك سوى عام واحد وهو لا يدري؟؟؟؟؟
لقد اقتربت ليلة تشكل وريث مملكة الصواعق والغمام….فهل ستفنى روح لتولد أخرى أم أن الإغاثة لم تقتصر يوماً على زيوس وحده؟؟؟؟

التعليقات مغلقة.