“قصاص المِقلاع “ق ق ج بقلم / أحمد عثمان
ذراعه النحيلة – كبدنه – في دورانها بالمقلاع؛ تفوق قوتها أذرع مِروحية، وسرعة تخفِّيه لا تدانيها روغة ثعلب عفي .. من خلف الحطام يرمي ويختفي ..
هذه عن روح أبي الذي قضى في سجونكم ..
ثم يرمي الثانية
وهذه عن روح أمي التي دفنتُها بالأمس جراء قصفكم ..
رَمْيتُه نادراً ما تُفلت هدفها .. ضجَّ منها جند المحتل .. ارتعاشة السلاح في أياديهم، وعشوائية رصاصاتهم لم تنل منه، ولم تردعه .. خمس إصابات حصيلته هذا الصباح، آخرها فقأت عين ذاك الذي انبرى يطارده ..
وهذه عن قيد أخي أسيركم، وهذه عن عشيرتي التي تحت حصاركم، …
مع كل رمية كان يصيح مردداً:
وهذه عن ..، وهذه عن …
مُعدِّداً فِداءاته “عن بلدتي التي هدَّمتم دورها، عن بيارتي التي اقتلعت جرفاتكم شجرها، عن عنزتي الي قتلتها وصغيرها رعونة سياراتكم، و … “
عقب انقشاع غبار القصف الصاروخي؛ كانت يمينه – فوق الركام – مازال كفها يقبض على مِقود مقلاعه …
التعليقات مغلقة.