موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة أحلام موءودة للقاصة العراقية زينب عبد الكريم التميمي ورؤية نقدية للناقدة الأستاذة منى علي

633

قصة أحلام موءودة للقاصة العراقية زينب عبد الكريم التميمي ورؤية نقدية للناقدة الأستاذة منى علي

القصة يتبعها الرؤية النقدية ..

أحلام موءودة… قال ابن المعتز في فصوله:( لا أدرى أيهما أَمَرْ، موت الغنى أم حياة الفقير ؟! ).
وها نحن أمام نص ينقل لنا مأساة حياتية لطفل برئ وقع تحت رحمة الفقر. هكذا بدأت الناقدة منى على رؤيتها للقصة فهيا لنتعرف على القصة و النقد

أحلام موءودة
بقلم / زينب عبد الكريم التميمي

بثياب رثة بالية كان يمسك بطرف خيط طائرته الورقية يحاكي السماء علّها تُهطل فرحا وعلى أشعة الشمس الملونه كان يرسل أحلامه الى الله علها تصل .هكذا كان يظن وهكذا كان يقضي نهاره بعد أن يعودَ متعباً من بيع المناديل الورقية في الطرقات ,
يعود مستدرجاً خطاه الى طائرته متلهفاً
بكل نشوة الطفولة التي داهمتها الحياة وأثقلتها بوافر التعب والضيق . لم تكن أحلامه كبيرة فهي صغيرة بصغر حذائه الذي لم يبدله منذ زمن , وبصغر تلك الغرفة التي كانت تضمه مع أمه وأخواته الثلاث .كانت أحلام محمد مبهجة تتوسم بأفكار بسيطة طالما داعبت عقله . كان كل حلمه بيت أو كوخ صغير من الخشب, على نهر صغير يعانق سقفه أمشاق النخيل وعلى مرآى منه حديقة صغيرة ومزلقة تودي به الى النهر كلما عاد من بيع المناديل ليهرب اليه من شمس النهار ..حلم مترف بالخيال يكاد يفيض به رأسه الصغير , حلم صغير كان أكبر منه .أكبر من واقعه المرير.
هاهو الصباح يطل عليه مرة أخرى وعليه أن يعود لتلك المهمة .أستيقظ وفي جعبته إشمئزاز كبير . فقد حاول أحدهم التحرش به الليلة الماضية .الأمر الذي أخفاه عن أمه .
“أمي لااريد النزول اليوم” قالها وشفاهه ترتجف خيفة أن يفتضح أمره.فتسارعت لترد : لم ياطفلي الحبيب ؟
: الطقس مشمس جداً وأنا تعب .
: ولكن لا طعام في البيت .
قالتها وعبرة.تكاد تخنقها ثم إحتضنته ,
مسدت على رأسه الصغير
: لاعليك سأتدبر أمري .
إحتضنته بكل قوة كادت أن تضيق عليه نفسه, كانت حضنة تود من خلالها لو أنها تستطيع أن تنقل إحساسها بألمه وإمتعاقه من هذا الوضع المزري . أما هو فأحسها وكأنها ذلك الكوخ الذي حلم به
الملجأ والأمان . الحضن الدافيء الذي سيحميه .لا من البرد والحر بل من شراذم نفوس ضعيفة كانت تنتظره في أزقة المدينة . عانقها قائلاً : إذن سأبقى اليوم في المنزل وسأطيّر طائرتي الجميلة أمي .
قَبلّها على جبينها ثم همّ راكضاً للسطح عائداً الى أحلامه وكأنه يرى فيها الخلاص.
إنتهى اليوم وانتهى عذره الاول في التمنع من النزول وها هو الليل بدأ يجر خيوطه لييزغ فجر يوم جديد وكالعادة إستيقظ مبكرا فقد اعتاد على النهوض. لم يعرف قط النوم الى الظهيرة حتى بات موعداً محتما للنهوض لايحتاج حتى الى منبه.
فتح عينيه ولم يلبث هنيهة حتى تذكر ذلك الوجه القبيح الذي ينتظره في الشارع و بدأ يفكر في عذر آخر يقنع به والدته للهروب منه.لكن؛ ماجدوى التفكير وهو يعرف أن البيت يفتقد الى الطعام …. أمه وأخواته…كيف
له أن يتركهم للجوع ؟.
لم يكن طفلا عاديا,
لقد تخطى عمره بكثير ,تجاوز الطفولة
التي لم يتذوق لها طعما , طفولة مذبوحة ,وما أن مر نصف ساعة حتى كان في الطرف الاخر من الشارع يمارس بيع المناديل وينادي بصوته الطفولي “مناديل للبيع .مناديل للبيع” وفجأة لمح ذلك الوجه البشع يقترب منه حتى بدا له كشيطان , فأخرس صوته ولم يعد يسمع له صوت البته.وبينما مر.ّالليل كانت الأم تنتظر صغيرها أن يعود فقد فات موعد قدومه المعتاد , كانت تنتظر وكل مافيها مضطرب , دقات قلبها , رعشة يديها واصفرار وجهها وماهي كذلك حتي رن الهاتف
: ألو , سيدتي وجدنا جثة قرب النهر المحاذي للكوخ موثقَ العينين ويديه مربوطة بجذع نخلة وكان يحمل في جيبه ورقة عليها رقمك هذا فهل لك ان تاتي .

الرؤية النقدية بقلم منى علي..

أحلام موءودة… قال ابن المعتز في فصوله:( لا أدرى أيهما أَمَرْ، موت الغنى أم حياة الفقير ؟! ).
وها نحن أمام نص ينقل لنا مأساة حياتية لطفل برئ وقع تحت رحمة الفقر.
البعد النفسي لبطل العمل استدرك كافة الأبعاد الذاتية لذهن القارئ وسط فيض سردى مترابط الأفكار، حيث يسير على وتيرة تنقلية تتصاعد برفق حتى ثلث العمل تقريبا، ثم تتقارب المسافات التشويقية رويدا رويدا محدثة إثارة للحفيظة بشكل مستحوذ على الانتباه.
تعددت الصراعات الخارجية والداخلية:
الخارجية بين الأسرة وقسوة الفقر، وبين المغتصِب والضحية.والداخلية وتمثلت في المونولوج الداخلى الراعب للطفل محمد بطل العمل.
الصراعات وصلت للذروة حيث الطفولة المذبوحة والحقوق المنتهكة ليمثل عقدة قاسية القيد صَنعت بركان غضب لا ينطفئ لدى القارئ، ولم تُحل.
بنية الحبكة اجتمعت مع النهاية الدلالية لتُعْلِم القارئ بطريقة غير مباشرة ما حدث للضحية تفصيليا، وليضعا العمل فى دائرة الدراما المأساوية التي تعد من أقدم أشكال الدراما حيث تُقدم نماذج لمحنة البشر ومعاناتهم.
العنوان كعتبة أولى للولوج لمفاد ومغزى النص عبر عن مكنون العمل حيث كان البوابة التنويرية لفحوى القصة، ورغم اتسامه بالإيحائية إلا أنه لم يكشف عن نوعية الحلم الموءود. فما أكثر أحلامنا الضائعة.
نص آسِر يعرف كيف يسيطر على عاطفة جمهوره من خلال قلم محترف.
شكرا للأديبة البارعة الأستاذة/ زينب عبد الكريم
وإلى المزيد من الأعمال الإبداعية.
بقلمي
منى رمضان

التعليقات مغلقة.