قصة الحياة شعر وجيهة السطل-1964
وهذه قصيدتي من كنز الذكريات.. كتبتها وكنت في البكالوريا. وألقيتها في احتفال المدرسة بعيد الشجرة عام ١٩٦٤م
نادت و كان نداؤها يتلعثم
تحت الثلوجِ رقدتُ هلّا ترحموا
أكلَ الصقيعُ نضارتي و أذابَها
والطفلُ في الكوخِ العتيقِ يتمتمُ
يا أمِّ كم هو باردٌ هذا الشتا
إني بدفءٍ يا أميمةُ أحلم
لا تتركوني في الفلاة وحيدة
أشكو صرير الريح و هي تدوِّم
شكوى الصغيرِ تغلغلتْ في مهجتي
هيا اقطعوا جسدي فإنه بلسم
لا تتركوني في الفلاةِ وحيدة
و تعذّبوا طفلًا ببردٍ يقضم
أغصاني السمراءُ تنثرُ نارَها
فدعوا الصغيرَ بدفءِ ناري ينعَم
****
ماللشُّجيرةِ لملمتْ أوراقَها؟
و بدا الضياءُ بزهرها يترنَّم
ماللشُّجيرةِ أشرقتْ أوراقُها؟
وبدَت ضحوك الوجهِ وهي تسلِّم
هذا الربيعُ كسا الشجيرةَ حُلَّةً
خضراءَ تزهو، بالرُّواء وتبسِم
فالظلُّ يهمسُ عاشقان بقربِه
و الطيرُ يشدو في الغصون ويحلُم
و إلهةُ الأشعارِ ألقَتْ وحيَها
فأوى إليها شاعرٌ لا يسأم
فأضاءَ نورُ الله في أعماقِه
و تدفّقَ الشعرُ ابتهاجًا يبسِم
و أحبَّ دنياهُ و كان عدوَّها
والحبُّ في شرعِ الطبيعةِ مُلهِم
الزهرُ أثمرَ، و الجَنى قال اقطُفوا
يا عاشقِين من الجنى ما شئتمُو
غنُّوا بقربِ شُجيرةٍ معطاءةٍ
و كلوا رحيقَ حياتِها و تنعَّموا
و حذارِ أن تنسَوا، فإن حياتَها
كانت لكم زادًا، وألا ترحموا
لا تقطَعو الأشجارَ فهي رجاؤكم
وتذكّروها في المواسمِ قلِّموا
في عيدِها ردُّو إليها فضلَها
ردُّ الجميلِ على الأنامِ مُحتَّم
هيا اغرسُوا شجرًا و غنُّوا للمنى
إنا بيومِك يا شجيرةُ نُكرم
شعر/ وجيهة السطل-1964
التعليقات مغلقة.