موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

“قصة الحياة في إبتكارات الفنانة منى علي”دراسة نقدية لنيفين الرفاعي

208

قصة الحياة في إبتكارات الفنانة منى علي  

دراسة نقدية لنيفين الرفاعي

الجزء الأول


يحضرنا دوما تساؤلات تأملية على شاكلة : ما الذي كان هناك قبل الوجود والعدم ؟ ..  أو ماهو السر الأعظم في لغز الحياة الأساسي ؟.. و كيف للإستبصارات الحسية أن تكتشف طاقات الوجود في المحسوسات؟.. ، و في حقيقة الأمر يحمل هذا التأمل والإهتمام بالعالم الخارجي نوعاً من التعبد والزهد عن الأشياء إلى ما هو خير منها ، ويزيل الأتربة عن تداخل سيال للوعي البشري مع الطبيعة في ظل ثقل عقلانية زمن جفاف الآلة ، في وحدة بهيجة بروحية متيقظة تتمتع بالبراءة والبكارة بلا حدود .

د. منى علي رجب


 
تمرق تلك الخواطر الأبدية في ذهنك عند رؤيتك لأعمال الفنانة ” منى علي ” للوهلة الأولى ، حيث يحتل مجال رؤية عينيك تكدس العناصر في التكوين ، و يومض في عقلك ضجيج زخم التفاصيل ، و يكتسب وجدانك نوعاً من الرجفة لشعورك بحالة من الوله تجاه الطبيعة الأم وما تحمله من أسرار الكون ، وكأنها تحاول البوح بالجوانب المعرفية والتعبيرية الصادرة عن طريق الحواس ، فالطبيعة أهم مصدر للخامات (غير المصنعة على وجه الخصوص ) ، وهي مخزن لكم هائل من المواد المتنوعة من جماد ونبات وحيوانات ، منطوية على ثراء عريض من الصور الكامنة فيها قبل أن تحمل صورة بعينها، والتي تترجمها طاقة الرؤية الفنية الإبداعية الخاصة بالفنانة كقوة مسيطرة فاعلة وتصلها إلى المتذوق بالتعدد التقني و التطويع التجريبي للخامات المختلفة ، متخذة منهج البحث في المواد التي تحقق أفكارها اللاهثة بتشكيل مادي ؛ فتعاملت مع الخامات الطبيعية البكر متخذة إياها وسيلة من وسائل التعبير مدركة مدى الإستفادة منها عملياً ، وكيفية تحويلها لشيء له قيمة ووظيفة.


 
“علي ” طاقة إبداعية محمومة سريعة الخطى في دروب الحياة المتشعبة ، كرست الكثير من جهودها في مناح إنسانية وإجتماعية عديدة ، يحتل فيها الفن الكيان الأعظم ، والذي وضعت خطواتها العريضة الواثقة بداخل حقله في الغالب منذ بداية الألفية الثالثة .. تبحث عن شيءٍ لا تحدد معالمه ، وترنو للحاق بمطلق مثالي غامض يشعرها بالرضا.. لها عينا طفل بتلك الحيرة و ذاك الشغف في إحساس التبحر داخل المحسوس والمتعين والذي يراه للمرة الأولى ، يثقل ضميرها إحساس بأنها متأخرة عن كُنه ما ، و كأن أمامها الكثير تريد اللحاق به كي تكتشف بواطن كل ما تقع عليه عيناها في محيطها ، وتستبصر الكامن فيها من جمال ، ذلك لترضى لوهلة من الزمن .. ثم تعود لإحياء إرهاصات توصلت إليها وتجعل منها إحتمالات جمالية لتجربة جديدة .. تشعر دوماً بأزمة المعادلة المعضلة في حياتها ؛ حيث مساحة الزمن الضيقة على تدفق سيل أفكارها الفنية ، منذ أن بدأت تلك الأخيرة في الخلاص من وجدانها ، بعد مضي حقبة طويلة من الزمن نسبياً مكث وترعرع فيها مجال دراسي لم تستهويه نفسها ولم تتخيل فناء عمرها وعطائها فيه ، فسعت لتغيير قصة حياتها بإرادة الإبداع ، وخرج ماردها من قمقمه لتبزغ الأقدار الحتمية وتطفو للسطح بإظهار مثير جمالياً.


 
كثر إنتاج “علي ” ، و تنقلت من حقل من حقول التقنية لآخر ، مع نبذ مبدأ التخصص الشُعبي ؛ فاتجهت للألوان بأنواعها في التصوير على الأسطح المختلفة ، لتكون لها أعمال بخامة الألوان الزيتية ،الأكريليك ، الباستيل و الأحبار أو الأصباغ ، وتتحول إلى التعبير بالكولاج واستخدام الملصق من الخامات ، ثم الموزاييك والمونة الملونة ، والزجاج الملون والأزملت و أخيراً الخشب والنحاس .. و في أحيانِ تتجه إرادتها الإبداعية نحو المنحوتات والمجسمات ، في ضرب من التجريب يمتاز بالجَدة في طَرق جريء لتطويع ما يتوفر من الخامات ، لتؤثر التعبير عن القِدم في تفضيلاتها الجمالية ، فيغرد فؤادها عند تلمسه في أعمالها ..وتصبح لها ممارسة تمتاز ببراعة الإستهلال في أعمالها باختيار موفق للمسطحات والتي تستقبل إحساسها بالشجن ، وتتخذ بحسم قرار التوقف عن الدفق الوجداني لترك براح بوّاح بما لم تبح ، له ملمح شجن واعِ وأثر باقِ.


 
من خلال دراستها هضمت “علي ” خصائص الخامات و المواد المتنوعة وأخضعتها لسيطرتها بعد إستيعابها لإمكانياتها ، وصاحب عملياتها الإبداعية تفكير يرتبط دوماً بطبيعة المواد ، سواء كانت حجراً أو زجاجاً أو خشباً ، واستطاعت بفلسفتها الخاصة أن تحدث علاقة وفاق وتعاون مثمر مع الطبيعة ، وكلما تعمقت في معرفتها بالخامة ، توسعت أفكارها التخيلية وتكامل معها العمل الإبداعي أثناء تنفيذه.
في بداية رحلتها مع الفن كانت تصور الطبيعة بطريقة أكاديمية متمعنة في أعمالها التي استخدمت فيها الفرشاة ، و صورت فيها العديد من الدراسات المتأنية للشجر والعناصر النباتية مع بعض المسطحات المائية والسماء وربما مع بعض النماذج البشرية ، 

التعليقات مغلقة.