قصة بعنوان “القطار” بقلم عبدالرحمن منصور
فتحت عيني مبكراً كعادتي، صليت الفجر وأمسكت بريشتي لأخط بيدي حروف رسالتي اليومية التي أبعثها لزوجتي، تلك الرسالة المكررة ذات الرداء الباهت التي لا تحمل في ثناياها سوى إدعائي بحياتي الجميلة وأنني لا آكل سوى الدجاج واللحم…فتحت باب بيتي لآذن ببداية يوم شاق جديد…نزلت إلى الشارع ووقفت،،فالشارع هو صديقي الحميم في تلك البلاد الفسيحة، وهو محل عملي..فأنا في مسامايا الوظيفي “شيال”.. ودوام عملي ينتهي عندما يهلكني التعب…وموعد تقاعدي عندما ينحني ظهري ويصرخ من فرط الألم..أعلم يا بني أن قلبك ينفطر وجعا من ألم بعدي عنك ولكنك يجب أن تعلم بأنك سعيد الحظ، بل حتي أوفر حظا ممن فازوا باليانصيب.. رزقك الله بأم كالجبل الراسخ الذي لا تهزه الريح ولا ينحني من نوائب الدنيا.. امك لا تختلف في صلابتها عن الفولاذ..حظك وافر أيها الصبي المشاغب،،رزقك الله بأم جميلة وكأنها جارة القمر..أم لعبت دورا البطولة في مسرحية حياتك.. أخبرتني أمك بأنك تريد بدلة حربية فانشرح قلبي بفرحة لم تحدث لي منذ يوم ميلادك..كنت أعلم أنك تشبهني يا ولدي… رجل أنت كأبيك..إياك أن تعتقد أنني لم أعلم أنك رغبت أن تعمل في المخبز.. أخبرتني أمك وأكدت عليها أن تخبرك بأن مسئوليتك الوحيدة الآن هي التعليم… أنا قادم إليكم في القطار الآن،، لا أعرف لماذا يصرخ الناس..يقولون بأن القطار يشتعل..ولدي كل المعطيات تقول بأن هذه نهايتي.. النيران تحرق كل شئ،،الناس تموت وتتفحم وأنا أكتب لك.. لست أسفا على شئ إلا على بدلتك الفاخرة التي لم أستطع إيصالها لك..النار تقترب بني ولا استطيع تفاديها.. النار تقترب ويقترب معها موتي…الناس تقرأ القرآن وأنا أكتب لك..الآن أستطيع أن ألقي برسالتي من النافذة علها تصل إليك في يوم من الأيام…والدك الذي يحبك
التعليقات مغلقة.