موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة حياة : سعاد أسعد ” الجزء الثاني” تأليف و أداء و إخراج حسين الجندي

278

قصة حياة : سعاد أسعد ” الجزء الثاني” تأليف و أداء و إخراج حسين الجندي

نص القصة : قصة قصيرة (سعاد أسعد) الجزء الثاني..

لكنها هذه المرة لم تفقد الوعي بل،فقدت النطق!

مر شهر على تلك الأحداث،وسعاد تواظب على جلسات العلاج النفسي في إحدى المصحات الخاصة..

في ركن حديقة المصحة جلس الأب مهموما يلعن اللحظة التي فكر فيها في تلك الخطة البائسة..

وبينما هو غارق في خواطره الأليمة، سمع صوت صرخة ألم عاتية وكأنها آتية من قاع محيط!!!
إنها صادرة من حَنْجَرة سعاد؛
لقد قطعت شرايينها..
أرادت أن تنهي عذابها،تتخلص من مأساتها..

لكنها لم تفلح؛ تم إنقاذ الجسد،
لكن لم يتم إنقاذ الروح؛عقلها الباطن يأبى الإفاقة،
لم يجد سببا للحياة؛فظل في سباته العميق..

شهر يعقبه آخر وهي على نفس الوضع جسد شبه حي وعقل يأبى الانتباه!
استحالت جلدا على عظم..

احتار الأب وتاهت فكرته وشت عقله؛لم يستطع قلبه المكلوم أن يتحمَّل ذنب ابنته؛ فمات تاركا سره وراءه ..

(ومتى سأحصل على لقب مطلقة؟!)
ظلت تلك الجملة تتردد في أذن عمر حتى جعلته يدور حول نفسه كطائر ذبيح،حقق لها مرادها لعله يستريح..

وبعدها هام على وجهه في الطرقات لا يلوي على شيء،
توحَّد مع الشارع حتى ضاعت معالمه وملامحه..
لحية كثَّة وثياب رثَّة وعقل مُشوَّه..
حتى كان القدر معه رحيما!
تحت عجلات إحدى السيارات المسرعة كان مصرعه..

انتظر الجميع صعود الروح إلى بارئها؛ قرر الأطباء أن ينزعوا عنها الأجهزة والمحاليل…

شخص واحد فقط عارض ذلك وبشدة!
هو منير زميلها في العمل وطالما كان يحنو عليها ويعفيها من الأعمال الشاقة..
نعم كان يفعل ذلك رغبة منه فيها..
لقد أحبها في صمت!
ألجمته عاهته أن يُصَرِّح لها بحبه..
كان يراها في عينيه ملكة مُتَوَّجة!
كان يراها من الداخل فيجد فيها جمالا أخاذا وروحا طاهرة..
ابتسامتها له كانت تسحره وتظل محفورة في عقله الباطن يستصحبها في منامه وخلواته..
لم يجرؤ يوما أن يربط مصيرها بمصيره وهو ذو العرجة الواضحة..
لقد استكثرها على نفسه!

ظل منير قابعا مرابطا في المصحة لا يتركها إلا بعد انتهاء الزيارات..
وهكذا كل يوم..
حتى جاءت اللحظة الفارقة!
وقف منير أمام سرير سعاد راجيا الطبيب ألا يفعل!
لم يلتفت أحد لتوسلاته..
بل تساءلوا:
من يكون؟!
لم يأبه بأحد!
فكل همه أن يتركوا له الفرصة لإعادتها إلى الحياة..

وافق الطبيب على مضض شريطة أن يمهله يوما واحدا..

استحضر منير كل ما يملك من حب تجاه سعاد..
شملها بأمواج حنانه ورغبته الجامحة في بعثها..

غاص في روحها،
ناجاها بكل ذرة في كيانه..
قابلها هناك في حديقة غناء يفوح منها العبير وتتراقص حولهما الأزهار ويُسْمَع خرير ماء الجداول الرقراق يعزف أرق الألحان متناغما مع تغريد البلابل والكروان..
لم يكن للغة الجسد فيه أي موقع فقط يسوده جلال الروح..

بدأت أصابع سعاد تتحرك!
أعلنت الأجهزة عن حلحلة في ذبذبات المخ،
جرى منير فرحا إلى الممرضة والتي بدورها استدعت الطبيب،وصل الطبيب في التو وبدأ في تَفَحُّص سعاد،
لحظات ونظر إلى منير ثم أطرق برأسه قائلا :
البقاء لله؛ماتت سعاد!

وقف منير مذهولا..
انهمرت الدموع من عينيه،
لم يصدق..

(ولكنها أفاقت يا دكتور!)
قالها بحرقة..
انتظر من الطبيب أن يرد عليه ولكنه تركه وانصرف و قامت الممرضة بتغطية وجه سعاد!

لم يتبق أحد في الحجرة سوى منير وجسد سعاد المُسَجَّى..

لا يدري سر يقينه التام بأن سعاد ما زالت على قيد الحياة..
لكن كيف وقد أعلن الطبيب وفاتها؟!
نعم هي حية؛لقد أخطأ الطبيب بلا شك!
كشف وجه سعاد..
نظر إليها بمرارة وقهر..
دفن وجهه في وجهها وهز كتفيها بقوة،
استحثها أن تنهض من رقدتها..
لم يقتنع لحظة بأنها ماتت،
لكنها لم تُحَرِّك ساكنا..

مر شهر على وفاة سعاد وعادت الحياة إلى طبيعتها..
شيء واحد لم يكن طبيعيا بالمرة!
شيءٌ علَّم العالم أن الحب لا يموت وإن ماتت الأجساد..
علم المحبين أن يقتحموا من يحبونهم ويعلنوا لهم حبهم مهما كانت العواقب..

منير يزور قبر سعاد يوميا ويضع وردة حمراء على قبرها ويتواصل مع روحها ويناجيها..
و ينوح بكلمات عاشق الروح:
وأبيع روحي فدا روحي…
وأنا راضي بحرماني…
وعشق الروح مالوش آخر لكن…
عشق الجسد…. فاني.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

استمع الآن للقصة :

التعليقات مغلقة.