قصة قصيرة أحوال …بقلم سامح الشبة
قصة قصيرة أحوال …بقلم سامح الشبة
البيوت الحديثة كثيرة بالمدينة ، فقد بنيت على مساحاتٍ شاسعة ، حتى أن أحد أبناء المدينة الأثرياء قد بنى منزلاً متعدد الأبواب ، يظنه بعض الزائرين أنه بيت أحد أعضاء المجالس المحلية أو الشعبية باستراحته الواسعة التى تسع لأكثر من خمسين بالمائة من القيادات الحزبية فى المحافظة ، ويظن البعض الآخر أنه بيت حديث جداً يشبه بيوت العاصمة من حيث طلاءه بألوان تلفت الأنظار وتسحر الألباب .
وتتوسط المدينة كافتيريا ” السهر ” ، ينزح إليها دائماً فى الهزيع الأخير من الليل أصناف من رجال المدينة ، يتسامرون حتى الضحى ، يلعبون ” الشطرنج ” ويدخنون ” المعسل ” ، فقد عرف سكان المدينة أن الدخان الكثيف الذى يأتيهم رائحته المختلطة بالسجائر والمعسل عبر نوافذ بيوتهم قد جذبته الرياح إليهم كما تجذب كافتيريا ” السهر ” الساهرة شباب المدينة .
يتحدث الساهرون فى هذا المكان الساهر عن الانتخابات المحلية ، وأياً من المرشحين يستحق الفوز بالحصانة ، يتحدثون عن مباريات الدورى ، وأياً من فريقى الدولة يستحق الفوز بكأس الدورى هذا العام .
تتعالى الضحكات ، تتعالى المناقشات ، يشح بين الحين والآخر الحديث عن أمور الحياة اليومية .
يتساءلون :- ” ماذا تظنون أن يحدث من جديد ” ؟!
يقولون حيث اعتادوا القول :- ” لم نخسر شيئاً ولم يصب المرض أحد … والحمد لله على كل حال ” .
اعتاد صاحب السهر أن يغلق أبواب السهر فى السابعة صباحاً من كل يوم ، جاءه ابنه ليأخذ المصروف المعتاد عند ذهابه لمدرسته الابتدائية ، انطلق ولده إلى حصصه الدراسية تاركاً أبيه يواجه معركة كبرى بينه وبين الوحل ، يسير بحذر حتى لا يسقط فى الطين كما غاص صغيره بالأمس ، ولقى ما لقى من أمه ، فهو يخشى أن يكون مصيره نفس مصير ولده ، ليس من أمه ولكن من زوجته هذه المرة !
” يا صباح الخير …. “
التعليقات مغلقة.