قصة قصيرة احلام وردية
قصة قصيرة
احلام وردية
عبد الصاحب إبراهيم أميري
باتت حياة الصبي صالح بعد حلول العام الدراسي الأول عامرة . تحمل التفاؤل والحب والأمل تصاحبها احلاما وردية. الحلم لم يترك صالح حتى لحظة، واحدة،. يحلم ان يكون شيئا ادا في حياته، خاصم الصبي اللعب وانشغل بالدراسة جادا
قرر ان يكون او لا يكون
سباقه كان حقيقيا . سبق اقرانه لكثرة الأسئلة،. التي يطرحها على أخوية، تعلم جدول الضرب،. في الشهر الأول من العام الدراسي، وتفوقه على اقرانه الطلاب بالصف بات جليا
اما قضية بيتهم ومسكنهم ، فلا زال غير مستقرا، سقف منزلهم يبكي مع كل زخة من زخات المطر، ،
عيون امه لازالت دامعة أثر الفراق والموت قبل سنتين فقدت ابنها الصغرى والهجرة، أشعلت قلبها نارا.، حتى تلك الاغاني التي كانت تسمعها من مذياع بنت خالتها.
-غريبه من بعدعينك يا يمه
محتارة بزماني
ياهو اليرحم ابحالي يايمه
لا تسد اوجاع الغربة، بل تشعلها نارا،
- ابو صادق ما اتحمل فراق نورية، الفراق راح يقتلني
-شنو اسوي
-لازم اروح اشوفه
-وصالح اشلون ومدرسته
-ما ادري، خليه عند إخوته، يضل قلبي يمه،
أخذه، مدرسته اشلون،
بعدين هو ما يقبل اعوفه واروح،
عاش صالح أياما عصبية، تركته أحلامه الورديه و ولت ، لا حل أمامه سوى ركوب القطار بمعية أمه، حاملا كتبه التي تالف معها توا ، عسى أن يصيد عصفورين بحجر،
انفتحت اسارير صالح لزيارة أقبلت، ولقاء اسعده، عاد إلى أحضان اخته، يضحك ويبكي ويرسم شطا وبلما، ويأخذ اخته لنزهة افتراضية، ينام على يديها، يستيقظ اذا ما تحركت، أو نطقت، وانتهى الشهر سريعا، اصطاد عصفورا واحدا بالحجر وظلت الكتب في محفظتة المدرسية، دون أن يمسها الحجر بسوء، أو تشم قليلا من نسيم بغداد،
قرروا العودة، بعد جدل عنيف بين البصرة وبغداد، ومحور الجدل، مستقبل الصبي الذي أوشك ان يضيع، ركب القطار كاي اسير يخسر حربا ويقع في الأسر، وبدأت الحكاية من اولها،
،،،،،،،،،،،
أصبح الصبح ذلك اليوم بعسر شديد،
-كيف يقنعوا المدرسة، بغياب طال شهرا. دون عذر معقول
فريق التفاوض، وضع أمامه كل الاحتمالات الممكنة، وجهز الاجوبة، وصالح يبكي ويضحك
-“خالة ام صادق، يقبلني المدير
-يمه راح تقتل نفسك، يقبلك
-” واذا ما قبل
-يقبلك
ما أن رأى المدير صالحا، هدَم كل الأفكار الجاهزة للتفاوض والحديث، بجملة واحدة،
-انتم تعذبون الصبي، يصعب عليه المواصلة
دخل صالح وسط المعركة الخاسرة، ضرب اقدامه على الأرض ضربات متوالية يصرخ ويستغيث ودموعه لا تهدأ
-استاذ الله يخليك
-ابني ما تقدر تواصل، ثم اني لازم عندي دليل، حتى اقبلك، خليهه على السنة الجاية،
كانت هذه الكلمات بركانا احرق كل شيء،، صرخ الصبي من أعماقه، وترك المدرسة يركض دون أن يعرف لنفسه طريقا، أو هدفا. تلاشت كل أحلامه الوردية وانهارت، وبقى تحت رحمت نيران البركان، عجلات عربة مسرعة، رسمت نهاية هذا المشهد،
فتح صالح عينييه في مشفى البصرة،. ليجد ساقة ، قد غلفت، وبانت ثقلية يصعب عليه حراكها والى جانبه عصا يعتمد عليها في السير، وابتسامة ابويه،
واحد معلمي المدرسة
-المدير اتأثر من الحادث، ان شاء الله ابنكم من تتحسن حالته، تعالوا للمدرسة، عسى أن يستطيع أن يجد حلا،
هذه الكلمات أعادت نسيم الهواء العليل إلى جسد الصبي المتاكل من الأحزان والخوف والاضطراب ،خفت عوارض الألم
اعتمد على العصا، ينتظر يوما باسما
اتجه فريق التفاوض بزيادة عضو اخر، الإ وهو شقيقة الأكبر منه سنا والذي لا يزيد عمره عن السادسة عشر،
شغلوا مكتب المدير، رحب بهم ترحيبا حارا. وطبع قبلة على خد الصبي
-إبني معلمكم هوايه مدح شطارتك، عرضت حالتك على مديرية التربية، أمامك إمتحان
اذا نجحت به، راح ترجع لصفَك
، بس لا تقلق من الإمتحان ، انت سبع
، بدأت مراسيم الامتحان بسرعة، طلب منه معلمه ان يفتح كتاب القراءة ويقرا من آخر درس كان حاضرا،فيه، قرأ قراءة سالمة، امتدحه المعلم وطلب منه أن يقرأ من الدرس الذي وصلوا اليه.
اصفر وجه الصبي صالح. فان ذلك كان أكبر من حجمه، فلاشك فيه حروفا لم يسمع حتى الآن طريقة نطقها،
قرأ صالح الدرس المختار كما فهمه، انتهى الإمتحان بنجاح وحصوله على سبع درجات من عشر، اعتمد صالح علي عصاه متجها للصف مرة ثانية، مصطحبا معه أحلامه الوردية
النهاية
التعليقات مغلقة.