موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة قصيرة ..” اختباء”… حسين الجندى

215

قصة قصيرة ( اختباء)

بقلم حسين الجندى

دخلتْ إلى غرفته متسللةً وكأنها طيف واختبأت في مكانها المفضل وبدت من نظراتها إليه أنها تُكِنُّ له أسمى آيات الامتنان وتعبر له عن إحساس جارف بالحب…

والمثير أنها تفعل ذلك كل يوم تقريبا وهو لا يشعر بها البتة!!!
والأكثر إثارة أنها لا تُطَوِّر من أمرها وكأنها قانعة تماما به ولا تريد أكثر من ذلك…
ولكن كان أكثر ما تخشاه هو أن يفتضح أمرها…
وذات يوم تجهَّزت كعادتها للقاء المرتقب وكلها شوق ولهفة ولكنها لم تكن تعرف سببا للرجفة التي اعترت أوصالها فجأة وكأنها أُصيبَتْ بنزلة برد حادة أو خرجت لتوها من سهل سيبريا الثليج …
وبالكاد استطاعت أن تتماسك وكَنَّتْ في مخبئها المعهود…
ولكن حدث ما لم تتوقعه على الإطلاق…
فقد دخل وهو يحمل بين يديه جسدا بثوب أبيض!!!
حاولت أن تُكَذِّب عينيها ولكنها لم تفلح…
نعم هي للأسف أمام واقع أليم …
وعبثا حاولت أن تنسحب خفية من المشهد!
فالباب موصد هذه المرة بإحكام …
ولِمَ لا وذات الثوب الأبيض بالداخل…
فأُسْقِطَ في يديها ورضخت للأمر الواقع المرير…
ومرت الليلة عليها كالدهر …
حتى النوم فارقها و كيف لمثلها أن يغفو…
سمعت بين الفينة والأخرى تأوهات وصريخا ينبعث من ذات الرداء الذي كان أبيضَ فقد استحال إلى الأحمر القاني!

أصابتها السكينة وغشيتها الرحمة فغلبها النوم ولم تفق إلا مع أنوار الصباح …

نهضت من مكمنها مسرعة وهي تجاهد أن تنسى أو تتناسى أحداث البارحة الأليمة على نفسها …
تعمَّدتْ ألا يقع نظرها على مكان الجريمة التي أدمت قلبها فتحاشت السرير تماما ولكن فضولها أجبرها على إلقاء نظرة على ضرتها ظنا منها أنها ما زالت نائمة قريرة العين…
ولكن وجدت شيئا أفزعها فزع السنين …
وجدت السرير ملطخا بالدماء ولا ينام عليه أحد!!!
فخرجت سريعا لا تلوي على شيء …
وبمجرد وصولها إلى الشارع وجدت هرجا ومرجا وتدافعا شديدا وكأن اليوم هو يوم القيامة!!!
وسمعت صيحات بها مزيج من الألم والرعب …
ولون الدماء يغطي كل مكان وقبل أن تعرف سببا لكل هذه المجزرة وقع نظرها عليه وهو يمشي مع جمع غفير من رفاقه وكان فوق كتفه طرفا من نعش ترقد بداخله زوجته والتي أُصيَبتْ برصاص الغدر القاتلة وهي بين ذراعيه ليلة الدخلة…

وعبثا حاول إنقاذها فلم يجد مستشفى إلا والغادرون يحيطون بها…
يمنعون الناس من الدخول فقد كان هدفهم شيئا واحدا لاغير …
الموت ولا شيء غيره !!!
فتوجه بها ليلة البارحة وهي تتزف إلى منزله لعله يستطيع …
ليته يقدر…
ولكن القدر كان أقدر…
ولم ينفعه ما تعلمه من الطب فالله قد اختار لها الشهادة…
وله الصبر …
لعله يصبر…
ليته يقدر…
والله علي ذلك أقدر!

لقد عذرته بعدما فهمته!

بعد أيام…
عادت لتمارس عادتها…
لكنها لم تختبئ هذه المرة كعادتها بل ظهرت له وارتمت في أحضانه تغرقه بدموعها …
احتضننها بحنان فقد تشمَّم فيها ولأول مرة رائحة زوجته الأولى والتي توفيت بالمرض الخبيث منذ عدة سنوات بعد قصة حب تحاكى بها جميع الأهل والأصحاب…

يا له من مسكين!
يعيش في زمن يفقد فيه كل من أحب إما بالمرض الذي صار يعشش في كل البيوت…
وإما برصاصات الغدر والتعادي والذي صار هو أيضا يتغلغل بين النفوس…

وقبل أن يدعها لحالها نظر مليَّا إلى عينيها فخُيِّل إليه أنها تودعه الوداع الأخير …
تَفَلَّتتْ من بين ذراعيه…
وصدر عنها صوت مُوَاء حزين
ودمعت عيناها وهزَّت ذيلها رافعة له بامتننان …

وانصرفت للأبد !


التعليقات مغلقة.