موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة قصيرة : الديدان بقلم أحمد التهامي قاسم

113

قصة قصيرة : الديدان بقلم أحمد التهامي قاسم

ظلت القوارب المطاطية تتمايل وتتراقص فرحة بنا نحن الجنود البواسل الشجعان متناسقة متناغمة في صفوف متحدة متراصة ومتجاورة كسينفونية ربانية رائعة وخالدة فوق سطح مياة قناة السويس العريقة.. متشابهة تماما بطابور البلهارسيا الطويل اللعين بالوحدة الصحية بالقرية والمدينة.. نحن الأطفال الأبرياء أبناء الفلاحين الفقراء الغلابة البسطاء المساكين الذين تشبعنا جميعا باللعب والعوم طوال النهار في مياة الترع والمصارف وتشبعت بنا ديدان البلهارسيا اللعينة بالوراثة أيضا عن طريق ري المحاصيل الزراعية المختلفة طوال العام كالأباء والأجداد الكادحين على مدي سنوات بعيدة.. ولاندري كيفيه الخلاص منها تماما، كالعدو الاسرائيلي الصهيوني الغادر اليهودي الكافر الملعون.. ولامناص منه ومنها للأبد إلا بالموت أو الكفاح الدائم والاستشهاد البطولي.. نظل يوميا متراصين متشبثين بشدة باعمدة السرير الحديدية القديمة السوداء.. وأحيانا بالتمرجي نبكي هلعا ونصرخ خوفا ونرتعش متوجعين من شدة الألم والحقن المختلفة القصيرة والطويلة.. وتظل تتراقص أجسامنا الضئيلة المتشابهة وأبداننا النحيلة كعيدان الذرة الصفراء من تكرار الهزال والدوار والإعياء والإغماء الشديد المستمر.. وتظل تهتز المنازل والبيوت والأرض من تحتنا على صوت غارات المدافع والصواريخ والقنابل من فوقنا.. مع نبرات الصوت الشجي الحزين المؤثر للمطرب محمد حمام رحمه الله وأغنيته الشهيرة يابيوت السويس يابيوت مدينتي لاستشهد تحتك وتعيشي إنتي كلمات الأبنودي وتلحين ابراهيم رجب.
تنتفض قلوبنا وتتسابق أيدينا وتنطلق سواعدنا بالتجذيف.. تتلاطم الأمواج العالية لنشق ونتسابق ونعتلي بالصعود بكل قوة لقهر تلك الأسطورة الوهمية وهذا الخط المزعوم بارليف المنيع بخراطيم المياة القوية المتدفقة بقوة وغزارة كالسيل المنهمر وكأسراب البلهارسيا تماما التي كانت تنهشنا.. فرحين مهللين ومكبرين.. متذكرين نظرات التحدي.. مع كلمات طبيب الوحدة الصحية المطابق تماما لكلمات قائد الكتيبة الحربية.. بكل ثقة وقوة وإصرار وتصميم وعزم وإراده وصلابة فولاذية نادرة جدا.. لابد وحتما من القضاء علي هذه الديدان القذرة بكل أنواعها قبل القضاء علينا جميعا.. ولاخلاص ولامناص منها إلا بالقتال الدائم والتحدي المستمر والاستبسال الشجاع القوي المصري المستميت.. إما قاتل أو مقتول.. مع النهوض الدائم المستمر والتضحية والفداء والاستشهاد المحبب الفريد والمطلوب دائما.. والتعلق الشديد والتشبث دوما بكل قوة بحبات وذرات الرمال الذهبية الغالية لأرضنا الطيبة سيناء الحبيبة، مهبط الأديان الكبري والرسالات السماوية وبأرض الفيروز الربانية المباركة الخالدة على الدوام بإذن الله تعالى.

التعليقات مغلقة.