قصة قصيرة بعنوان تشبهني بقلم إيمان أحيا
رن جرس انتهاء الحصة الثانية ،تهلل الاطفال فهم يعلمون جيدا ماذا يعقبها ، ينتظرونها بشغف حصة الالوان هكذا كانوا يسمونها لايهمهم تسمية المدرسة لها “بحصة الرسم ” وكأن هذا جل ما يعلمون الألوان .
دخلت المعلمة، القت التحية وسرعان ما غرقت في سيل من سؤال واحد من افواه الجميع :ماذا سنرسم؟ هدّأت الجميع وطلبت منهم أن يرسم كل منهم ما يريد لا يوجد موضوع محدد ،هكذا اخبرتهم؛ كانت ترغب بشدة في الذهاب في رحلة لاستكشاف هذه الادمغة وأن تطلق العنان ليس لهم ولكن لنفسها لترى إلى أين سيأخذونها هؤلاء الصغار ؟
في البداية بدا الاطفال تائهين بعض الشيئ لايعلمون نقطة الانطلاق ربما لاعتيادهم على تحديدها من قبل الكبار ،ولكن لم يمر الكثير من الوقت حتى بدأ كل منهم يسرح في عالمه ،يُعدون اقلامهم لينطلقوا في هذا الفضاء الأبيض ، ظلت تراقبهم بين الحين والآخر ،هناك من يرسم أشجارا وزهورا، ومن يرسم سيارات وشوارع ،ومن يرسم سماء تملؤها طيور وتزينها شمس ضاحكة، ومن يرسم نهر ومراكب ،ويبدوا أن احدهم ضاق ذرعا بالأرض ويحلم ببيت في الفضاء وبالتحديد على سطح القمر لايعلم شيئا عن الجاذبيه ولاتعنيه في شيئ فقد تملك بيته هناك على كل حال ، وها هو طفل يرسم بيتا آخر ولكن على الأرض بيت عادي أو هكذا ظنته عندما كادت أن تكمل المرور، ولكنها عادت لتدقق النظر سائلة نفسها :لما لا يشبه هذا البيت بيوت الاطفال التي اعتدتها؟ كان كثير الطوابق باهت اللون تفحصت ألوان الطفل لم تنتهي ، ففطنت إلى أنه تعمده هكذا ،ترى لماذا ؟ ولماذا يرسم في هذا الجزء الضيق ويترك كل هذا الفراغ ؟ توقفت لتعرف ما الذي يرسمه هذا الطفل، توقف الطفل بدوره عندما لاحظها ،ارتبكت وتصنعت النظر إلى الجميع ، مسحت على شعره طالبة منه أن يكمل رسمته، عادت إلى مقعدها يأكلها الفضول لمعرفة ماهية هذه الرسمة ، نسيت الجميع وبقي عقلها مع ذلك الطفل رغم أنه لا يبدو انه يرسم شيئا خارق ولكنه ليس شيئا عاديا ايضا هكذا شعرت،ولم يكن امامها سوى الانتظار .
أكمل الطفل رسمته،رسم في الجهة المقابلة مبنى موازيا ولكنه مليئ بألوان الطفولة يبدو انه يحب اللون الازرق فجعله لطلاء المبنى بالكامل، والاصفر للنوافذ وبجانب كل نافذة أصص تملؤها أزهار تكسو المبنى روح أخرى تدب فيها الحياة، وفي أسفل البناء حديقة صغيرة لكنها جميلة تملؤها اشجار خضراء يبدو أن هناك من اعتنى بتقليمها، وزهور كثيرة تمتزج الوانها ،وفراغ يقسم الجمال نصفين يؤدي إلى الباب الرئيسي للبناء الذي طلاه هو الآخر باللون الأصفر، وسور صغير يحمي هذه الحديقة ، ولكنه لا يشبه ذلك السور حول حديقة ذلك البناء الباهت والتي لم يكن بها الكثير من الأشجار وألوان الزهور، فقط بعض الأشجار المتناثرة، وزهور على استحياء تفتحت، والكثير من الفروع الجافة لبعض الأشجار تجاوزت سور الحديقة، وباب حديدي مغلق معلق عليه لوحة كبيرة كتب عليها “دار ايتام” ونافذة تشبه البناء كتب عليها غرفتي ..
التعليقات مغلقة.