قصة قصيرة تأمل شاحب بقلم لما حسن
الشمس ترسل بظلالها الذهبية على التلال والهضاب الوادعة تسرق بعضا من بهاء وصفاء شجيرات مخضرة صاخبة بزقزقات عصافير
أنه مساء ربيعي بنسمات باردة تدريجيا … ….
نوار ابنة الخامسة والعشرون عام بهوسها الدائم
للتأمل وقطف زهور بنفسج ورياحين من عناق الحقول الخضراء و البساتين
تناظر الأفق البعيد تلثم وجه السماء بنظراتها الحانية لعلها تمسح ندوبات شمسها الحارقة على بشرتها السمراء في أمسها القريب …..
تأملها هذا اليوم وهذا المساء ليس ككل الايام الباقية
أنامل الغيب تعبث بمخليتها الخصبة
حتى نكهة قهوتها و مذاقها المحبب تغير وأصيب بكأبة خريفية لعله الحنين او رذاذ الندى عانق عدسات نظارتها الطبية فحجب عنها متعة الرؤية والإلهام حاولت محاكاة قطعان غيم المتدلية من عريشة السماء كما كانت تفعل دائما…… تمعنتها جيدا كانت تاخذ أشكال متعددة حدثت نفسها تلك الغيمة النحيلة مثل جارتي ام محمد عابسة ومكفهرة وذاك ديك يهم بالصياح رأت أشباح واشكال مضحكة . ….
حاقدة …..وحزينة ….
لكنها ترمقها بنظرات خاطفة حانقة وسرعان ما تتلاشى وتغيب عن ناظريها. …..
.التقطت قلمها وأوراق بيضاء من كراسها.
…….تكتب وتمحو ……
تمحو وتكتب أصابها الذهول حتى قطرات الحبر المتناثرة على بياض تلك الأوراق كانت حانقة تصفر وتهرب
كأوراق الخريف على عكس طلاء أظافرها الملون كان يعكس أنوار على حروفها التائهة ……الجائعة الخجولة
فجأة ودون سابق إنذار قطع لحظات سكينتها وتأملها صوت ضوضاء وجلبة عارمة أنه طفلها الرضيع ابن السنتين استفاق من نومه يذكرها بموعد الطعام
التعليقات مغلقة.