سامي حنا
قصة قصيرة حقيقية
ذات مساء عندما كان أبو صبحي راجعاً من مشوار في العاصمة وكان يرتدي بدلة كاملة وكرافته مفتكسة ، وأثناء ذهابه لركوب الميكروباص المتجه إلى مدينته الحزينة الفيوم مر من أمام منطقة هادئة بها مقهى شعبي يجلس عليه بعض الناس وأثناء مروره من أمامهم ، انطلقوا في صوت واحد و نادوا على أبو صبحي قائلين له ” تصور يا أبا الحاج انك شبه عمر الشريف الخالق الناطق ، نفس الشياكة ، نفس الأناقة ، نفس المشية انت نجم يا أبا الحاج احنا اندهشنا لما شفناك ” أجابهم أبو صبحي وهو يضحك بأنه أخو عمر الشريف الصغير فقالوا له وكمان الصوت زي صوته بالضبط . وانبرى واحد منهم وعزم على أبو صبحي قائلا ” عليّ الطلاق لازم تقعد تشرب حاجة ” فحتى يجبر بخاطر هذا الشاب طلب شاي في الخمسينة من الجرسون ولاحظ أن أحد الشباب يعمل حركات بعينه للجرسون ولكن أبو صبحي لم يهتم لأن شاب أخر قال له لا تقلق لان صاحبنا عنده حركة غريبة بيعملها بعينية .
أتى الجرسون بالشاي الخمسينة وجلس أبو صبحي يحتسي الشاي والشباب يرحب بيه جدا وبعد دقيقتين وقف واحد من الشباب الثلاثة واستأذن في الإنصراف وتبعه الأخر ولم يبقى غير واحد فقط من الشباب الثلاثة وقعد يدردش مع أبو صبحي ثم استأذن للذهاب للحمام وبقى أبو صبحي وحيداً في انتظار عودة الشاب اللي راح الحمام ليكمل له ذكرياته التي كان قد بدأ يحكيها له . ولكن الجرسون أتى وقال لأبو صبحي : الحساب يا حاج لو سمحت علشان عاوز أسلم الوردية . ظن أبو صبحي أنه معزوم على الشاي ولكنه قال لنفسه لا بأس سأدفع ثمن الشاي وانصرف واعطى للجرسون عشرة جنيهات منتظرا الباقي ولكن الجرسون قال له الحساب سبعين جنيه يا حاج .
وقف أبو صبحي كأنه قرصه حنش واعترض على الحساب ولكنه فهم الموقف سريعاً عندنا رأى مساعد الجرسون بعضلاته المفتولة ، وتذكر الشاب الذي عمل حركات بعينيه للجرسون وفهم أنه قد وقع فريسة لبعض الشباب الصايع وبلع الطعم ودفع السبعين جنيه وهو زي الباشا وانصرف لا يلوي على شيء
التعليقات مغلقة.