قصة قصيرة ساعة حائط بقلم محمود فهمي محمود
الهدوء يسود غرفته. ودقات ساعة الحائط تتزامن مع دقات قلبه…. كل شيء يدعو إلى السكون…. بجانبه ترقد زوجته في فراشها….تصارع ساعات الليل…كى يدركها الصباح..فتنهض من نومها..لتقوم بأداء عملها المعتاد..وتصنع الضجيج..فى بيت يسدل السكون عليه ستائره…. ينهض هو من فراشه. يخرج بين الغفلةواليقظة من غرفته….. يلقي برأسه تحت صنبور المياه…. يريد أن يصحو من غفلته…. يستعيد شيئاً من نشاطه المعتاد….. يتجه إلى المطبخ… يعد كوبا من الشاي… يشعل سيجارته يراقب تطاير الدخان
يشعر بدوار في رأسه…..تتزاحم داخله الأفكار…. يدير مفتاح المذياع على نشرة الأخبار…هذا إعصار وذاك بركان…وهنا قتل.. وهنا في مكان ما انفجار… وأن هناك مؤشر بارتفاع الأسعار……….. صمته يعلو صمت المكان…. تتزايد دقات قلبه عن دقات ساعة الحائط….وهو مازال يفكرفى زوجته وطفله الرضيع …ومرتبه الضئيل…ومتطلبات الحياة التى لا تنتهي… يسترجع ذكرياته رويداً رويداً…. أيام دراسته الثانوية والجامعية… كم كان متفوقا وكم كان حالما… يتأمل المكان حوله… يغمض عينيه…. يشاهد أيام صباه… يمرح يلعب… يحتضن الأحلام في كفيه…… يفيق من غفلته على صرخات ابنه الوليد……..
بعدو مسرعا إليه. يداعبه…يضمه إلى صدره…يستأنس…بدقات قلبه… يطبع قبلة على شفتيه….. وكأنه يلقي بكل ٱحلامه (هو)فى..(فيه)….وهو يتمتم بكلمات…………..
(ربما غداً تنتصر الحياة)
(تمت) …
التعليقات مغلقة.