قصة قصيرة” سحر العيون”… عبد الصاحب إبراهيم أميري
قصة قصيرة سحر العيون…
عبد الصاحب إبراهيم أميري
رسام ، لمع اسمه في فن الرسم حتى بات من مشاهير الفنانين في مدينته الحالمة المطلة على البحر الأبيض المتوسط ، فزادها البحر جمالا وصخبا وقدوم السواح إليها غنى ، و غزت لوحاته المنتديات الأدبية والثقافية وزحفت للمدن المجاورة، بات له عشاقا كثر واسمه علامة فنية و وجوده في معارض أقرانه من الفنانين فخرا وعزا، رغم ان عمره لم يتجاوز الثلاثين عاما،
حياته كانت عامرة كل الذي كان ينقصه كما أمه تردد،
-مديرة، زوجة تهندس حياته، تكون أسرته ،. تنزع عنه متاعب الحياة ، شريكتة في البناء
تخاف أمه عليه الضياع من بعدها وقدشارفت على السبعين وان تلبية طلبات إبنها لم يكن لها ميسورا لسمنتها المفرطة
اتفق( كامل محمد) ، مع أقوال أمه
-ولكن كيف، يمكنه تحقيقها .
هذا السؤال. بدأ عالقا بذهنه زمنا ليس بالقصير
-كيف
الانتخاب في مثل حالته، يعد أمرا صعبا ، لا حاطته بالفتيات ومن العوائل الغنية، التي أعتادت على الاختلاط المحرم،. كما يعتقد ، والسبب يعود إلى ترسيخ المفاهيم الدينية براسة منذ طفولته ، فهو لا يسهر ولا يكذب ولا يرتكب الحرام
دعي ( كامل محمد) ، لمعرض رسم اقامتة إحدى الموهوبات ويعد هذا الظهور هو ظهورها الأول ومجهولة الإسم في الوسط الفني
ما حط اقدامه في المعرض، رأى مستقبلاً باهرا ينتظر رسامة المعرض (بادية قريش) وإن وقع إسمها يزيدها ابداعا لغربته، ساورته الشكوك بأن إسمها مستعارا ويلفه الغموض، بهذه الأفكار ، بدا جولته الفنية ووقوفه الطويل أمام لوحة لوجه فتاة لا تبدو هويتها بوضوح تقرأ فيها الإبداع كله من خلال نظرات عينيها المتسائلة،. نقلته اللوحة الى لوحة الموناليزا الشهيرة،. وبدأ يقارن بين الوحتين،. لوحة الموناليزا المشهورة بالخداع البصري الناتجة عن الرؤية الطَرفية. حيث ينتقل تركيز الرائي من العينين إلى شفاه البورتريه، عندما تنظر إلى عيونها فستظن أنها تبتسم أما عندما تنظر إلى شفاهها تختفي الإبتسامة.، وهذا هو حال اللوحة التي أطلقت عربية.، فبات يبحث بعينييه عن رسامة المعرض دون أن يجد لها أثرا حتى قاده المطاف إلى مديرة المعرض، التي ادعت هي بأن الرسامة (بادية قريش) قررت عدم الحضور بالمعرض ولا تلتقي بأحد، وأمام اصرار و طلب (كامل محمد) اقتناء لوحتها العربية، كان الرفض لأنها لم تنوي البيع ، وأمام اصرار كامل انتخبت السكوت على أمل أن تحدثها مجددا
كلمات أمه داعبت عقله مما جعلته يقف مجددا عند اللوحة مستحضرا قولها
-مديرة، زوجة تهندس حياته، تكون أسرته ،. تنزع عنه متاعب الحياة ، شريكتة في البناء
ابتسم كامل محمد في قرارة نفسه
-غدا القاك
ما أن استدار ليخرج، سمع أحدهم يناديه
-استاذ كامل
التفت يمينا وشمالا يبحث عن صاحب الصوت ، فلم يقع على أحد، فقرر ترك المعرض واذا به يسمع إسمه مجددا
-أستاذ كامل
التفت ثانية، التقت نظراته باللوحة واذا بها تبتسم
-انتظرك
أصوات طرب وغناء تسمع من قريب، في حين أنشغل كامل أمام المرآة لعقد ربطة عنقة،
لوحة العربية نصبت على الحائط المقابل للمرآة، لذا نراهابالمرآة
ترفع اللوحة (العربية) رأسها بخجل تنظر لكامل محمد، بحب تلتقي نظراتهما ،. فتهرب بعينيها حياء
امرأة سبعينية بدينة، تعتمد على العصا، تفتح الباب وتنظر لكامل،. تغمرها البهجة
-العروس تنتظرك يا ولدي كامل
عبد الصاحب إبراهيم أميري
التعليقات مغلقة.