قصة قصيرة مسحت حنان
قصة قصيرة مسحت حنان
عبد الصاحب إبراهيم أميري
الرابع عشر من شهر تموز عام 1958, كان يوما خاصا في حياة اغلب العراقيين، انه يوم إعلان الثورة العراقية و سقوط الملكية
وجد صاحب حكايتنا الصبي ابن الحادية عشر من عمرة نفسه بين صفوف المتظاهرين، يعلن الولاء للثورة حينا، ويقف بالمرصاد للمتامرين حينا آخر
-وين تروح والحبال موجودة
وهو لا يعرف بعد أبجدية الثورة، هذا حال أغلب العراقيين،. فهم يؤمنون، بالقول السائد بالساحة
- حشر مع الناس عيد
ولكن اي عيد
لذا نجدهم لا يناقشون بالجزئيات حدثت ثورة واسقطت عرش الملكية،، في حين وبالامس القريب، كان صاحبنا يشارك في رفع العلم بساحة المدرسة، وينشد مع المنشدين
جاء الملك. جاء الملك
قوموا قيام. قوموا قيام
أخذوا سلام. أخذوا سلام
،،،،،،،،،،
إنتشرت صور وملصقات الزعيم عبد الكريم قاسم تباع بالأسواق. وعلى الارصفة. ، وفي كل زقاق، وأحيانا توزع بالمجان،. من قبل التنظميات، الوليدة بعد الثورة، وصاحبنا وبطل حكايتنا، تمكن من أن يجعل من بيتهم معرضا لصور الزعيم، زرع جدران ساحة البيت بالصور المتنوعة للزعيم، ويدعوا أصدقاء لزيارة معرضه الشخصي، كما اقتنى لباس الشبيبة من اخت صديقة، يرتدية كلما يعود عصرا من المدرسه، حتى عرفه بين اقرانه
-بالثائر
اهمس في اذانكم سرا، انه بدأ يصدق ذلك
،،،،،
ذهب صاحبنا صاحب الحكاية لزيارة ذوية، وبالتحديد منطقة الجعفر ببغداد، حسب ما وصلني عنه في عام 1960 على وجه الدقة، مرت سياره الزعيم المكشوفة، تخترق شارع الجعيفر ببطء،. و الزعيم يحييء المحيطين به وقوفا، صاحب حكايتنا التحق بالجمع فرحا ،. حتى بات على مقربة من الزعيم، نظر الزعيم للصبي ومسح بيده على راسه، فاثمرت المسحة، وتغير حال الصبي كليا وتبلور حبه إلى حب حقيقي،. واذا أراد القسم، يقسم بيد الزعيم التى مرت على راسه
كشفت الايام مؤامرات وخيانات، عديدة، تم كشفها، وصاحبنا رغم صغر سنه، كان مع المتظاهرين، ييهتف
-” وين تروح والحبال موجودة
يوم مقتل الزعيم، كان يوما قاسيا في حياة للصبي، نقل على اثرها للمستشفى، بعد انفجار الزائدة في بطنه، وحتى يومنا هذا يكشف عن راسه فخرا ويقول
-ها أنا اشعر حتى يومي هذا بحلاوة يد الزعيم. انها مسحة حنان
التعليقات مغلقة.