قصة للنقد : البر الآخر للأديب محمود حمدون
قصة للنقد : البر الآخر للأديب محمود حمدون
أهلا بكم أصدقائي الأعزاء
تظل القصة مهما تطورت الفنون هي البداية والنهاية، فلولاها القصة أو النص الجيد؛ ما وجد عمل نافع أو ماتع.
وأنتم ما رأيكم؟
نص قصة ” البر الآخر”
سألني والعجب يملأ صفحة وجهه: ألا تثق في رأيي؟
فقلت: الأمر لا علاقة له بالثقة أو الريبة, لكنك أشرت إلى طريق فرعي مختصر, لم تطأه قدمي من قبل, لم أقد سيارتي فيه, فكيف أغامر بالسير هكذا؟
فردّ: لكني اعتدته منذ زمن بعيد, أحفظه كما أميّز ظهر يدي من باطنها, فلا تتردد.
انطلقت بالعربة وهو يجاورني حتى قطعنا منتصف الطريق المجهول, ثم وجدته يضيق بشدة, حتى أضحى قاب قوسين من قنطرة قديمة تعلو بحر هائج, تتلاطم أمواجه, يتطاير بعض رذاذ الماء حتى وصل إلينا, المنظر من أسفل على بعد مترين أو أقل يرعب النفس, من هوله اضطربت عجلة القيادة في يدي غير مرة, حتى كادت تميل بنا يمينًا وتهوي إلى قاع البحر.
كنت أجاهد في القيادة, بينما رفيقي يستوي على كرسيه جامد الملامح. ينظر بعينين ثابتتين عبر زجاج السيارة الأمامي, كان يتشاغل بلا شيء. قلت لربما يخشى أن يتسرب الخوف أكثر إلى فؤادي, فتساندت على تجاهله الشديد وشددت به أزري حتى تجاوزت الكوبري الضيق ووصلنا إلى البر الآخر, إذا بها صحراء مترامية الأطراف, لذلك توقفت وأطفأت المحرك, التفت إليه وسألته بحيرةِ: ماذا بعد؟
فقال وقد انفرجت أساريره قليلًا, استقرت بين عينيه مسحة اطمئنان: لعلي أخطأت في التقدير, لنعد من حيث أتينا.
أ. بدوي الدقادوسي
من ثقة زائدة في المعرفة قبل خوض التجربة لاعتذار غير مقبول بعد خوضها قصة جيدة ومصدر جودتها أنها تحرك الذهن وهذا هو العمل الجيد حقا ذلك العمل القادر على إثارة الذهن وقدحه لنتساءل من هذا المحرض الذي يحرضنا بثقة لطريق مجهول ثم بعد تكبدنا العناء يعتذر بعد أن ضاع عمرنا ونحن نسير فيه بعد رحلة خوف ورعب وموت وطريق محفوف بالمخاطر… استمتعت بهذا العمل
أ. أحمد فؤاد الهادي
قد يستغلك أحدهم لتنوب عنه في استطلاع أمر يهمه دون أن يخاطر هو بما يملك (سيارته هنا) مستغلا ثقتك فيه وتصديقك لكلامه الخادع، والنموذج المماثل له هو مانطلق عليه “أبو العريف” الذي يتكلم بالباطل بقوة الحق فيما لايعرف.
في إيجاز اتخذ الكاتب مثالا رسم من خلال السرد السلس نموذجا لهاتين الشخصيتين وبالطبع وضحت صورة الضحية التي تتعامل ببساطة وتساهل وتثق بلا حذر فيما تسمع.
العنوان غير كاشف للنص ويحتمل التأويل، والنص رشيق وخلا من الإطالة والحشو إلا أنني أرى أنه لم يكن موفقا في استخدام تعبير “قاب قوسين” وكذلك “غير مرة” وقوله: لذلك توقفت …. فلسنا بصدد تبربر الوقوف، ولكننا نحكي فنقول: فتوقفت، ووصفه للقنطرة القديمة لايستوي مع تسميتها فيما بعد بالكوبري.
كل التحية والتقدير لكاتب النص ولصاحب الدار الكريم أ. محمد كمال سالم
أ. فتحي محمد علي
قصة مبتكرة في معناها ومبناها؛لكنها لم تغرب كثيرا عن واقع معيش ملموس.
دمت متألقا أيها القاص/ة.
أ. غادة العليمي
كبسولة من الابداع
فى مختصر اعطاء الثقة المطلقة للاخرين وتوابعها المخيفه
راقت لى كثيرا
أ. محمد عواد
القصة جميلة وداهشة…ومعبرة عن هولاء اللامبالين الذين يتخذون قرارات غير مدروسة…أصحاب الهدوء القاتل…ورغم ما فيها من شغف سردي..إلا ان الكاتب أصابها ببعض الهنات القاتلة اتمنى مته اصلاحها…
1 يملا “صفحة” وجهه …الملامح اقرب للوجه..لأن الصفحة تعبر عن إستواء أو أقرب إليه..
٢-ظهر يدي من “بطنها” وليس باطنها..لأن الباطن يعبر عن العمق لا السطح…
3-قنطرة قديمة تعلو بحر هائج..يتنافى الاثنان في المنطق السردي…فالقنطرة تليق بممر مائي ..لا بحر هائج…
4-تميل بنا….تميد بنا…تليق مع الإنجراف ..
5-بحر ثم صحراء…وبينهما قنطرة…خليه نهر او قناة ليستقيم الامر..
تحياتي للكاتب ..
حسين عيسى عبد الجيد
كلنا في تلك السيارة ومفتحوا العينين ونرى المخاطر أمامنا ولا نحرك ساكنا نص جميل سردا ومضمونا ولغة سهلة تصل للقارئ في انسيابية ويسر بوركتم
أ.جمال الشمري
ثقة زائدة أدت الى خوض مغامرة والظفر بها
إلى هنا الأمر مقبول بل مستحسن نوعا ما
لتنقلب فرحة النجاح تلك الى امتعاض من فشل
رغم نجاح المهمة
لكنها لم تكن مهمتهم الأساسية
وصلوا لهدف ليس هدفهم
رغم نجاحهم في تحدي العقبات
قصة تحمل مضامين النفس البشرية وكيفية قيادتها وتوجيهها
انقيادنا للصوت والشعار والمبدأ دون التمعن في جوهره أو حتى كشف نواياه
لابد من معرفة الطريق تماما قبل الخوض به
قصة تأخذنا برمزية وتلميح رائعين الى دواخلنا جميعا بأسلوب قصصي ممتع وجذاب
أ. هالة علي
رمزية شديدة للاحتياج لعين أخرى تؤكد ظنا ما.
خاض ما خاض وقاد صديقه للمجهول ليؤكد لنفسه ان الطريق الذي سلكه من قبل لا يؤدي سوى لخواء.
اراها هكذا. ولكن قنطرة فوق بحر!! حاولت تخيل الصورة
وعندما اقنعت نفسي بأنه ربما مضيق أبى عقلي.
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
جزيل الشكر أصدقائي الغوالي على تفاعلكم وكلي عرفان بفضل أنكم ما تركتموني أبدا هنا وحدي .
قدم لنا هذا النص الرمزي الذي يحمل في طياته تأويلات عديدة ونظرة فلسفية، كاتبنا القدير والروائي محمود حمدون
فشكرا جزيلا أستاذنا الغالي
تعليق الأديب محمود حمدون صاحب النص
السادة الزملاء والزميلات
القاص الرائع : محمد كمال سالم
تحية طيبة .. وبعد
أشكركم على سعة صدوركم على قراءة النص, التعليق عليه سواء استحسانًا أو غير ذلك.
ألزمت نفسي بعدم التعليق على أي نقد يوجه لقصة أكتبها, لكني سأخرج عن هذا الفرض قليلًا الآن:
الكوبري, القنطرة, القنيطرة, المعدّية, مترادفات لمعني يُقصد به أي معبر خشبي أو معدني أو من الأحجار أو الطوب, يقع على ممر مائي, سواء أكان ضيقًا أو غير ذلك.
أما البحر, لغة فهو أي تجمّع مائي سواء كبير أو واسع ويتصل بمحيط مائي أكبر, في اللغة المصرية الدارجة نوظّف ” البحر”, على أي مسطّح مائي سواء عذبًا أو مالحًا.
والحق لقد وجدت رؤى جديدة للنص لم أرها من قبل, أنارت لي بعض الزوايا به, يبقى أن أشير إلى أن النص هو حالة وجدانية شديدة الالتصاق بصاحبها لفترة حتى تخرج إلى القرُّاء..
تحياتي للجميع
التعليقات مغلقة.