قصة للنقد : الجلسة سرية للكاتبة هيام علي
قصة للنقد : الجلسة سرية للكاتبة هيام علي
أ. محمد كمال سالم
تحمل الأقلام طيف هذه النفس التي تملكها، كل حرف، كل مفردة تأخذ قطعة من روح من نسجها.
إليكم أحبتي النص الثالث عشر من فقرتكم (قصة للنقد)
أرجو أن تروق لكم.
نص “الجلسة سرية”
==
بدأ الليل يرخي سدوله،تسلل شعاع من ضوء القمر من خلال النوافذ المفتوحة، أدركت أن الوقت قد حان, إرتديت ملابسي فتحت حقيبتي وضعت بداخلها مصحفي ومسبحتي حتى ولو لم أقرأ أو أسبح مجرد وجودهما معي يشعرني بالارتياح، وصلت لمكاني المفضل” نادي قارون” على نفس “الترابيزة” التي إعتدت الجلوس عليها كان الُمستراح، أمامي شاشة كبيرة تعرض فيلم “الجلسه سرية” للرائع “محمود ياسين “, استغرقت في المشاهدة وهمست لنفسي :كم من الأسرار خبأنا خلف الضلوع.. أتى النادل فطلبت فنجان قهوة، أومأ برأسه مع إبتسامه خفيفه أشعرتني براحة , شيّعته بعيني ثم عُدت للفيلم .
لكنّي شعرت بيد تربت على كتفي نظرت إذا بها ملامح إمرأة أعرفها ولكن عوامل الزمن وضعت بصمتها عليها بكل قسوة، من ,سها ؟ بادرتني بإبتسامه ممزوجه بحزن غريب إحتضنتها وقبلتها بإشتياق,
قلت : سنين طويله مضت كنا حينها صغار نلهو في نفس الحي حتى كبرنا سويا، جلست بجانبي سألتها عن حالها وزوجها وأولادها قالت: سافر زوجي للعمل بالخارج كعهده دائما يتركني ويرحل يمكث معنا شهرًا في السنة, بينما أنا هنا أربي أولادي، قلت لها : ربّي يحفظ لك أولادك ، ساد صمت بيننا , كان القمر ليلة البدر, لحظت أنها تنظر إليه بعشق غريب, حالة أعرفها جيدًا, ما بين البوح والكتمان. أحسست أنها تتحدث إليه في صمت، قاطعت صمتها: سها، نعم!
كنت دائما ملازأ. ي الدائم كلما عصفت بي الرياح تذكريني بالله وبأن أصبر على كل ماأمر به من صعاب، دائما أنت ملاكي الجميل.
إبتسمت بحزن وقالت : كانت أيام ومضت بكل ما فيها,. تغيرنا, لم نعد كما كنا، رن هاتفها على الطاولة وإذا بكلمه حبيبي تظهر على الشاشة ,اضطربت ملامحها, نهضت فزعه ,ودعتني ,وفي لحظة البرق غابت عن ناظري، الجلسه سرية مازالت تتوالى أحداثه على الشاشة.
الرؤى النقدية
أ. محمود حمدون
لازلت عند رأييّ ولن أبدّله , أن النقد بشتى صوره يخضع في المقام الأول لانطباع ذاتي وذائقة شخصية, مهما غُلّف الرأي بنظرية أو تدثّر بمنهج, فالإبداع يبدأ بالنص وينتهي عنده , وما بين هذا وذاك مجرد وجهات نظر تستحسن أو تستملح القصة أو تمجّها , وكلُّ يرى النص وفق ثقافته واتجاهاته, وأظن والظن هنا يبتعد عن الإثم , أن النقد إن كان يعجز عن الانتقاص من النص فهو أيضًا أشد عجزا عن إضافة جديد للقصة.
لكنّا والحديث عنّي بصفة شخصية , نقرأ لنندهش , نستمتع , نُبدي الرأي, تقع أعيننا على مواطن القوة والجمال السردي الذي بين أيدينا , ثم ننصرف إلى سُبلنا , منّا من تأثر بالحكاية ومنّا غير ذلك , لله في خلقه شئون.
تلك مقدمة أردتُ أن أستهّل بها رأيي المتواضع في النص الحالي” الجلسة سرية” , لعمري لم أر من قبل قاص/ه , يمزج بين عالمين منفصلين, واقع حال مُعاش , وعمل سينمائي تدور أحداثه على شاشة تستقر بنادي ” قارون” الراوي بينهما ” بطلة العمل ” تتأرجح بين قصتين , واحدة تعرف تفاصيلها من مشاهدتها كفيلم من قبل , وأخرى تدور أمام عينيها, ذهبت لتستريح من وعثاء السفر وأقصد هنا , السفر للداخل , الترحال الذاتي للهروب من مشكلات حياتية وما أكثرها لدى المرء الآن وجميعنا نعاني, لكن الراوي يصطدم هنا بمواجهة بين حكايتين , واحدة وقعت وتدور أحداثها أمامها على الشاشة , أخرى تقع آنيًا , لعلّها لم تتدخل مع صاحبة الحكاية الجارية , فحينما تغيب التفاصيل , يُصبح التدخل اقتحامًا غير مستحب …
أدهشتني الحكاية , أعجبني جدّا ذلك المزيج , الخروج على المألوف في الكتابة السردية , لا أعلم تحت أي نظرية أو مُدخل نقدي أصنّف هذه القصة , لكنّي أدري جيدًا أنها عمل رائع , لصاحبه/ صاحبته, أنحني اعجابًا.
أ. جمال الشمري
قصة جميلة هادئة بتفاصيلها لكنها لاهبة بمكنون المشاعر والأسرار والوجع المكبوت
راق لي جدا الربط بين القصة والفيلم الذي تشاهده البطلة وتلك الجلسة الهادئة حيث يحلو للبطلة أن تستكشف العوالم على مهل
لكن الواقع كان عصيا عن الفهم
بينما الخيال نشر خداعه وأضاليله ربما
او ربما باح بما نكتم
رووعة بحق
هذه الجلسة الهادئة بقلم كاتبة مبدعة
اقول كاتبة تخمين من أنوثة السرد وهدوئه وترابطه الجميل وكأن الكاتبة تجالس قرائها وتثرثر لهم
وهي تحتسي القهوة
أ. نيرمين دميس
” كم من الأسرار خبأنا خلف الضلوع..”
تلك العبارة هي التي ربط بها الكاتب بين الواقع والخيال، وكأن هناك تماسا ما بين مضمون الفيلم وحياة الراوي، ففيلم “الجلسة سرية” يحكي قصة زوج فجع في زوجته الخائنة بعد حياة زوجية طويلة، واتضح له أن الزوجة تخفي بين ضلوعها سرا عظيما، تدعي أنها نسيته بالفعل، ومع تذكري لأحداث الفيلم وقضيته وتساؤلاته المطروحة، توقعت أن يسرد علي الراوي فجيعته، واقترب الحدث مع اقتراب تلك السيدة ..”سها”، والتي اكتفى الراوي أن يسرد لنا بعضا من ملامح ماضيها وحاضرها، ليطلق العنان لمخيلتنا معه، فننسج الحكايات عن تلك المرأة التي صارت حزينة تعاني وحدة وحرمان وثقل مسئولية، أربكني الأمر في البداية مع توقعي لحدث صادم أو حتى عبارة أكثر مفاجأة، ولكنني ركنت في النهاية إلى الغاية، وعدت إلى نفس الجملة..كم من الأسرار خبأنا خلف الضلوع..
تحياتي وتقديري لكاتب/ة النص.
أ. عاشور زكي وهبة
نظرة سريعة على قصة (الجلسة سرية)
رغم أنني لا أعرف موضوع الفيلم الذي حملت القصة واقتبست عنوانه؛ إلا أنني استطعت استنتاج بعض الملاحظات:
القصة جيدة.. كنت أرجو أن يختمها الكاتب/ة بالجملة التي في وسط القصة:” استغرقت في المشاهدة وهمست لنفسي: كم من الأسرار خبأنا خلف الضلوع.
أرجو أن يهتم الكاتب/ة بهمزة القطع وألف الوصل التي ربما لسرعة الكاتبة لم يلتفت إليهما.
بعض الأخطاء النحوية (كنا صغارًا)، والإملائية (ملاذي).
تعرض القصة قضية الإتجار بالدين ( مصحفي/ مسبحتي) والمظاهر الخادعة.. سها والسهو عن الحب أو إدعائه والتقسيم ما بين الزوج المسافر والحبيب القديم والعاشق الراهن… والقمر الذي يكتم ويفشي الأسرار. وكم ستر الظلام مؤامرات تُدبّر بليلٍ بهيم يفضحها ضوء القمر.
و(نادي قارون) رمز الرأسمالية المتوحشة وتحالفها مع السلطة الغاشمة والدين المُتاجر بمظاهره (المصحف والمسبحة).
تحياتي للكاتب/ة وأتمنى له/لها دوام التوفيق.
عاشور زكي (مصر)
أ. هالة علي
تحمل القصة الكثير من الجلسات السرية … فيما يبدو ان بين بطلة القصة والليل والقمر سرا هي الاخرى ربما لحظة تنطلق فيها روحها للمُستراح لسبب ما … مما لا شك فيه ان لكل منا اسراره التي نجتهد لإخفائها ولكنها ما تفتأ تطفو على صفحات وجوهنا وهو ما حدث مع … سها … التي خانتها ملامحها لرؤية اسم المتصل بها وقد سبقها طلب الدعاء لها بالصبر … تُرى .. حبيبي … رقم الزوج أم من تخشى ان تُعقد لها .. جلسة سرية … لاجله … نهاية متروكة لخيال القارئ وهي نهاية موفقة لتُرضي كل ذائقة.
أ. محمد كسبة
الجلسة سرية
فيلم نعرفه جيدا أحداثه واقعية تم اختياره عنوان للقصة للإيحاء بأن محتوي القصة مشابه للفيلم
السرد متدرج و منظم الافكار من البداية للنهاية ، كل جملة وضعت بعناية لتجذب القاريء
الأحداث هادئة و الصراع خفي يتم إدراكه بالإيحاء
الموضوع الأساسي بناقش قضية الحرمان العاطفي و هجر الزوج للزوجة مدة طويلة افقدها توازنها العاطفي
النهاية مختصرة يستنتجها القاريء من محتوي القصة
أ. فتحي محمد علي
إحالة فنية قصصية بحرفية ومهارة في تشويق المتلقي.
اللغة معبرة وسليمة إلى حد بعيد؛لكن أعتقد أن كتابة”ملازي”بالزاي بدلا من الذال،وكتابة”امرأة”بهمزة قطع؛مرده للوحة المفاتيح.
تحياتي للقاص/ة المتمكن/ة.
أ. أبومازن عبد الكافي
بسم الله …
تحياتى وتقديري لكاتب/ة ذلك النص البديع.
وبعيدا عن إلهنات النحوية والكتابية والتي قد أشار لها غيري أقول :
ذكرني هذا النص بقصتي سينما الرعب التي ربطت فيها بين مشهد من فيلم رعب وبين مشهد حدث بالفعل من بطل القصة الذي كان قد خطط له من قبل لينفر الناس من تلك الأفلام المقيتة ؛ ذلك طبعا مع اختلاف الفكرتين… وطريقة تناولهما.
حبذا لو كانت الكاتبة استقطعت مشهدا ولو قصيرا من فيلم الجلسة سرية وليكن مشهد يسرا مع سمير صبري في المكتب لما أضاء اللمبة الحمراء ودخل زوجها المكتب ليشاور صديقه في أمره فسمع محادثتهما من مكتب السكرتيرة الخارجي؛ وكانت صدمته الكبري في صديقه الحميم. ذلك لكي يربط القارئ بين الحالتين وخاصة لمن لم يشاهد الفيلم من قبل ولتزداد الإثارة في القصة وتصبح أكثر تشويقا .
العنوان مناسب جدااااا
لكني شعرت أن البطلة تعاني من مشكلة لذلك ظنت سوءا بصديقتها سها لما رن جوالها ورأت كلمة حبيبي وَبَنَت سوء الظن هذا على شكوى صاحبتها من غياب الزوج ؛ ربما كان حبيبها هذا هو الزوج من باب حسن الظن؛ فدائما يفضل تقديم حسن الظن على إساءة الظن وخاصة مع المقربين.
فلا نرمي غيرنا بسوء أو بما عندنا ؛ كما يقول المثل :” رمتني بدائها وانسلت “
حبذا أيضا لو كانت الخاتمة أكثر تأثيراوتشويقا .
في الأخير هي قصة بديعة ممتعة شائقة.
أ. أحمد فؤاد الهادي
“الجلسة سرية” عنوان يوحى باتفاق بين طرفين أو أكثر للنقاش في أمر لا ينبغى لغيرهم الاطلاع عليه، وليس فيما سرده الكاتب شيئا يندرج تحت هذا المفهوم، فاللقاء كان مصادفة وغير مرتب له، وقد زج الكاتب بفيلم الفنان محمود ياسين في الموضوع، بل واستعار عنوانه لقصته، دون وجود أي رابط يربط ما بين الفيلم ومارواه الكاتب من أحداث، لمن لا يعرفون قصة الفيلم المشار إليه، والمتعارف عليه أن نستشهد بأمثال أو قصص أو حتى أساطير يعرفها الناس، بغرض توضيح الفكرة وإثارة فكر القارئ مع يقرأ.
الفكرة عادية تماما ولا دهشة فيها، والنهاية تقليدية ومتوقعة، ولكن السرد يوشى بما دار بخلد البطل بعد أن أخبرته بأن زوجها مسافر ولا يقيم معهم سوى شهرا واحدا في السنة، فتخيل أنها تشكو الوحدة كامرأة متزوجة، وأنها تفتح موضوعا دون إعلانه، فقد قفز بها إلى الماضى يذكرها بما كان بينهما من حب وارتياح، وكانت مكالمة زوجها زجرا له وربما تنبيها لها من الوقوع في فخ الحبيب القديم، الذى سبق وأن تخلى عنها وتزوجها غيره، وهذه الجزئية برع الكاتب في تصويرها ولم يفصح عنها، وترك القارئ يستشعرها بنفسه.
كل التحايا والتقدير للكاتب، وإلى مزيد من الإبداع.
أ. محمد كمال سالم
سرد ناعم لنص يندرج تحت ما يطلق عليه المسكوت عنه، صيغ بمهارة وأدب لمشكلة من مشكلاتنا الإجتماعية التي تفشت، واضح بين سطورة نعومة ورقة قلم امرأة تحب السرد.
فقط كنت أتمنى أن يطول النص قليلا، هممت بالإستمتاع بالقرائة، فا جأتني النهاية، كان يمكنها أن تستفيض قليلا.
تحية لصاحبة القلم الصادق مرهف الحس الأستاذة/ هيام علي
كرريها أستاذة.
تعليق الأستاذة هيام علي صاحبة النص
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته، أولاً بشكر الأستاذ والأخ الفاضل أستاذ محمد كمال سالم على المجهود الرائع الذي يبذله على هذه الصفحة ، كما أشكر جميع الإخوة والأخوات الأفاضل على تعليقاتهم التي أسعدتني ، وأتمنى لكم دوام التوفيق والسداد
التعليقات مغلقة.