قصة للنقد : المشنقة بقلم طه هنداوي
قصة للنقد : المشنقة
تلك الفقرة ” قصة للنقد” أصدقائي الأعزاء منكم ولكم، ويسعدنا في الإذاعية جيهان الريدي أن نقدمها لإلقاء الضوء على إبداعكم الأدبي.
إليكم نص جديد/
المشنقة!
دخل عليه رجلٌ ضخمٌ يرتدي ثوباً أبيض ويلف رأسه بشال أبيض فقال له:
-أريد كيلو لحم.
-اقطع له يا علي
-لا.. أريدك أن تقطع لي أنت
-أنا ما عدت اقطع لحماً
-لا.. لا .. انت الذي ستقطع لي
-يا رجل..لقد كبرت وما عدت اقدر على مسك السكينً
-بل أنت الذي ستقطع لي اللحم
نهض من مكانه وأمسك السكين وبيده الأخرى الفخذ المعلق، وقبل أن تحز اللحم قاطعَـهُ قائلا :
من الموزة
-قطع له من الموزة
-لا.. من بيت الكلاوي
قطع له
-لا..من بيت الوِلد.
قطع له
-لا..من كذا..
قطع له
-لا..من كذا..
قطع له
-لا..لا.. لا.. لن آخذ منك لحماً.. فأنت حرامي
انهال الجزار على الرجل ضرباً حتي مات..
أفاق من نومه مذعوراً مستعيذا ً بالله من الشيطان الرجيم.
تكررت تلك الرؤيا لأربعة أيام متتالية، وما يتوجس منه خيفةً تأكيده على أن هذا الرجل سيأتي بعد صلاة الجمعة القادمة ليأخذ لحماً ويخشى أن يحدث ما رآه في الحقيقة! ضحك أحد أصدقائه من رؤاه وقال: أبلغ الشرطة
-أتسخر منّي؟
-لا والله..
قال آخر: ضابط الشرطة ابن خالي، هيا نقصص عليه رأيت.
اتفق الجميع مع ضابط الشرطة أن يلتقوا في صلاة الجمعة ويذهبوا جميعاً إلى محل الجزارة فينظروا ماذا سيحدث.
أثناء خروجهم من المسجد أشار الجزار إلى رجل وقال هذا هو.
ذهب الجميع إلى المحل، جلس الجزار في مكانه المعتاد وإذ بنفس الرجل يدخل عليه، يدور بينهما نفس الحوارالسابق إلى أن قال له الرجل:
-لا..لا ..لن آخذ منك لحماً.. فأنت حرامي.. أنت حرامي
-الله يسامحك
-أنت حرامي ولص ومنافق وخائن و….
-الله يسامحك
بكى ذلك الرجل وقال للجزار: ياعم اضرب بقى خلّيني أموووت!
وقف الجميع في حيرة من أمر هذا الرجل، تبسم الجزار ضاحكاً من أمره ثم رفع يده ببطء_ وفرك أصابعه ثلاث مرات ثم هوى بها ببطء لامسا بأطراف أصابعه خد الرجل قائلاً: موت ياسيدي.
سقط الرجل، فإذا به قد فارق الحياة وسط ذهول الشهود .
أُخذت الإجراءات القانونية مجراها، تم تشريح الجثة، وجاء تقرير الطب الشرعي: “أن الوفاة حدثت قبل سقوط الرجل بنصف دقيقة “!
أ. جمال الخطيب
للحقيقة سمعت قصصا كهذه ..رواها اناس من قبيل العظة ..الرؤى والأحلام وأسباب الموت ..وهناك مثل يقول ( لو صبر القاتل على القتيل لمات وحده ) ..ولكن هذا النص يطرح مقدمات الإحساس به ولو عن طريق الحلم .
جميل ..
أ. جدوى
يقال أن العقل عين ثالثة وهي عين القلب قد يقول البعض:كيف ذلك ؟
فيأتي الجواب: القلب الكبير الذي يتسع ويغفر ويسامح ،العقل هو ما يريه بكثير من الحكمة والإدراك والوعي فيأخذ القلب موقف الواجب الإنساني.
أنتقل إلى شيء آخر هو أن التطور العلمي الذي وصل إليه الإنسان جعله يدرك بالبرهان أن حواس المرء أكثر من خمس .
لاشك أن الله تعالى القادر على كل شيء هو من وهب الإنسان كل هذا وغيره مما يكتشفه العلم شيئاً فشيئاً بحسب قدرة الإنسان على التمييز والتقصي بشكل أو بآخر.
يقال أيضاً: لدى البعض طاقة الصفاء للتواصل عن بعد/التخاطر/ وهذا مايسعى إليه العالم اليوم
كأن أتصل بأحد بعيد وأوصل له فكرتي
أو التقط فكرته دون وسائل الاتصال الحديثة ، وأتوقع وهذا من عندي أن الحضارات القديمة/حضارة المايا ،والفراعنه،… وغيرها قامت على مثل هذا العلم/ إضافة إلى علوم أخرى مازالت غير مكتشفة إلى الآن.
/وما اوتيتم من العلم إلا قليلا/
صدق الله العظيم.
الرؤى حدس غريب أما تحققها فمن شأن الخالق سبحانه
الموت سرٌّ رهن إشارة الخالق سبحانه.
……
نص فيه من الادهاش والقوة والمتانة والتلغيز وهذا كله أساسه الفكره.
شكراً جزيلاً لكم
أ. السيد الشيتي
نجح الكاتب (الكاتبة) فى تقديم صورة جديدة لقهر الإنسان إذ جعل العذاب يهاجمه فى صحوه وأحلامه فأختلط فى عينيه الواقع بالخيال وبإسلوب بسيط يغلب عليه التشويق نجح فى جذب فضول القارىء ليتابع الأحداث حتى النهاية بلا ملل او ضجر تحياتى وتقديري لصاحب هذا السرد الرائع
أ. فتحي محمد علي
جميل توظيفك الرؤيا في عملك القصصي؛فذلك اتجاه محل اعتبار لدى النقاد لما يعكسه من دلالات سيكولوجية في العقل الباطن.
القصة متوازنة شكلا ومضمونا ألى حد بعيد؛فضلا عما بها من التشويق في مبتدأها وأيضا مابها من طرافة.
أ. حُسن مالك
فكرة الدخول بحلم جميلة والمعنى واضح حيث ان الموت والسبب مكتوب تعددت الاسباب والموت واحد
دام ابداعكم
أ. محمد مندور
جمال الدهشة في كيفية تناول الفكرة وتطويعها داخل إطار الحدث… استمتعت بالسرد.. أما عن المراد ربما يكون ” نسير وفق أقدار سطرها الغيب” والرؤى قد تكون حق ومجاز ينفذ شرها المعلن ويستبشر بخيرها. ولايؤخذ بثبوتها إن تمت.
تعليق الأستاذ طه هنداوي صاحب النص
شكرا لكم أيها المبدعون لما بذلتموه من جهد ووقت في مطالعة النص، وإبداء أرائكم ووجهات نظراتكم محل الاعتبار والتقدير، تحية إعزاز وتقدير لمبدعنا الكبير الأستاذ محمد كمال سالم باعث الفرح والبهجة، شرف التواجد في صفحة الإذاعية جيهان الريدي
التعليقات مغلقة.