قصة للنقد: بيني وبينها بقلم مها السيد الخواجة
قصة للنقد: بيني وبينها بقلم مها السيد الخواجة
كل لحظة تمر في حياتنا، ما هي إلا قصة، قصة تتبعها قصة، من يستطيع أن يراها أو يحكيها؟
نص جديد للنقد أصدقائي/
بيني وبينها
جلستُ بجانبها، وأنا أعتزم إخبارها بموافقتي، كنت أرتب الكلمات في سري: أنا موافقة .. ولم لا؟! وقد وعد لي بحصة في شركته الجديدة ..، لكنها .. التفتت نحوي وكأنها كانت تتسمع كلماتي وأنا أرتبها .. سألتني فجأة: – هل بعد فقد الروح حياة؟ نظرت لها مستفسرة: – ماذا تقصدين؟! تأملتني بعينين دامعتين، بعد أن وضعت يدها على كتفي .. هزتني بلطف.. وأكملت: – ستوافقين؟! .. فهززت رأسي وأنا أنظر في عينيها، قلت: ـ أبي قال لن تخسري ..، قال .. الفرص لا تنتظر ولا تتكرر. نظرتْ طويلًا في عينيَّ، وغامت عيناها كأنها تتذكر ماضٍ بعيد .. ثم تركتني لتجلس على الكرسي الذي يعلوه صورة زفافهما، وقد وقف أبي متأنقاً مزهواً وهي بجواره فاتنة بوجهها المشرق .. وتحت قدميها باقة كبيرة من الورود استقرت على طرف فستانها. أنزلت عينيَّ نحوها .. وقد جَلَسَتْ منحنية .. واضعة رأسها الأشيب بين كفيها الذين قد نفرت عروقهما من تحت جلد رقيق مجعد، تذكرتُ كل مرة سمعتها تؤنب نفسها على اختيارها، تذكرتُ كم تَحَمَّلَتْ قسوته ونزواته من أجلنا، وما فعله بها حين حاولت الانفصال عنه. اقتربت منها واحتضنتها، ثم رفعتُ كفها لفمي قبلته وابتسمت: صدق أبي .. الفرص لا تنتظر ولا تتكرر، ولكن أيضاً .. العمر لا يأتي إلا مرة واحدة. ……………………
أ. نيرمين دميس
لقطة رصدت أزمة مجتمعية معيشة للأسف، الشابة التي تقع في حيرة، ما بين قبول أول “عريس جاهز” يطرق بابها ويلوح لها بالمغريات ووعود الحياة الميسورة، وبين انتظار من يدق له القلب، وإن كان محدود الإمكانيات، فتكون إما مهددة أن يخيم عليها شبح العنوسة إن تأخر هذا الفارس، أو تلقاه ولكن يدفن الحب تحت أنقاض الحاجة والمسئولية ومشاكل المعيشة.
والأب الذي يرى نفسه خبيرا بأمور الحياة، وأن الحظ لا يطرق الباب إلا مرة واحدة، ولا ينتظر كثيرا من يفتح له، ويشجعها على قبول تلك الصفقة الرابحة.
وأم تنشد سعادة ابنتها، وتتمنى لها ما لم تنعم به الدنيا عليها، فلا تريدها أن تكرر خطأها الذي وقعت فيه منذ سنوات، وكانت نتيجته حياة جافة ملؤها الحزن والألم والمعاناة، لا تريدها أن تتجرع نفس الكأس المر، الذي ارتشفته عمرا طويلا.
مشهد نراه ونسمع عنه كل يوم، ونجد من تصمد ومن تسلم، راقني أن ظننت في السطور الأولى أنه حديث نفس، لاكتشف أنها تحدث أمها، وراقني أيضا أن تجلس الأم مهمومة بابنتها تحت صورة زفافها، وتنتقل عيني ابنتها بين صورتها عروسا بهية، تنتثر الورود على طرف ثوبها، وبين تلك المرأة التي زحف الحزن على وجهها وسكن الهم روحها، كان وصفا معبرا سينمائيا، لتأتي النهاية السعيدة وتستجيب الابنة لحديث أمها، وتعي أن الحياة هي أعظم فرصة، علينا أن نتشبث بها ولا نضيعها..
تحياتي للكاتب/ة وإن كنت أظنها كاتبة، فالبصمة الأنثوية واضحة في النص.
أ. إحسان موسى
هذا زمننا الذى نحياة ان تبيع نفسها ومبادئها من اجل مغامرة قابلة لحياة تعيسة او سعيدة هى مجازفة يعلوها المصلحة اخذتنا الكاتبة فى مشهد سينمائى ما بين الماضى والحاضر وتجربة حية امام عينيها ومع ذلك جازفت وقبلت التحدى ووافقت امام مغريات ما سيعطية لها من ضمانات ولا تدرى هل اصابت ام اخطأت فى حق نفسها
أ. صديقة علي
هذه هي القصة القصيرة ، برصدها للحظة من الحياة و ببساطتها ،بتكثيفها ، بقول ما لا يكتب وبغياب كاتبها من بين الأسطر ..تحيتي للإبداع
أ. مي محسن عامر
مافهمتهاش بصراحه، بس تاثرت من ذكره تضحيتها بنفسها وتحمل زوجها القاسي من اجلهم ، هذا حال معظم الامهات، نصحى من أجل أبناءها بكل شيء حتى نفسها
أ. فتحي محمد علي
قصة في العمق.
ترجمة سردية لأمر قد أصبح واقعا وإن بدا خيالا.من قبل.
السرد والحوار متضافران.
الأسلوب رائع والخيال خصب وموح وكذلك الألفاظ.
اللغةنحوا وصرفا وكتابة سليمة إلا: كأنها تتذكر ماضٍ بعيد ؛ والصواب كأنها تتذكر ماضيا بعيدلأن الاسم المنقوص تثبت ياؤه في حالة النصب،وبعيدا تكون صفة لمنصوب.
بين كفيها الذين ؛ والصواب اللذين_للمثنى اما الذين فهي للجمع.
أ. عبير توفيق
مهما رأينا من عبر وعظات حدثت لأشخاص قبلنا ، رغم ذلك نكرر الأخطاء على امل اننا سنغير الأمر وأن وضعنا سيكون افضل من سابقينا حتى لو كانوا أقرب الناس لنا، تحياتى للقاص/ة
أ. هالة علي
اكثر من رائعة … على قصرها لكنها مركزة لدرجة كافية أن يصل المعنى واضحاً دون مشقة.
المزيد من الإبداع والتوفيق
أ. زين ممدوح
هكذا الحياة،مازالت تعلما الدروس والعبر
ولكن أيهما أصح تسمع أم تتسمع
وعذرا للتساؤل
تحياتي وتقديري
أ. جدوى
بيني وبينها
حديث أم لابنتها، له من الخصوصية والاهتمام والحب ..الكثير.
هل تستطيع الأم إيصال مشاعرها وهواجسها لابنتها وهل تستطيع إقناعها بأن الزواج ليس آخر أهداف الحياة ولاآخر الأحلام ؟
سوء المعاملة وقلة الاحترام والقيمة
قد تواجهها في المستقبل القريب حين تزداد مسؤولياتها ويصعب عليها مغادرة منزل الزوجية حين غيابها سيسبب إهمال وليد رضيع أو أولاد صغار؛ ستفضل الإهتمام بأبنائها على كرامتها وعزة نفسها
لذلك تقول لك أمك:
تمهلي قبل اتخاذ القرار.
يصعب على الأم المحترمة أن تقول لابنتها أنها عانت من شح زوجها المادي و
بخله العاطفي وسوء معاملته، يصعب عليها القول عن جفافه وعجرفته وعنجهيته أمامها لأن اولى مهامها أن تقدم الأب لأولاده على أنه مثال يحتذى في الذوق والكرامة والاهتمام والحب .
سيعرف الأولاد بعض الحقيقة لكن لايعرفون كل شيء
قد يجدونها تبكي فيرون هذا ضعفاً وقد يجدونها سلبية حزينة فيرون هذا ضعف شخصية ودونية في المستوى ولا يعرفون
كم نحن بحاجة لأم تقول لابنتها الرجل يخون زوجته ويبخل على البيت وعليها وقد يقصر وحين ذاك يجب أن تطالب بحقوقها ..
حتى أولئك الذين نحبهم ونثق بهم قد يتحولون إلى سيئي المعشر
حتى المرأة ذاتها قد تتغير نحو الأسوأ
عند ذاك لابد من الوضوح الصدق والمباشرة، وليس الانكفاء والحزن
في الحياة نماذج مختلفة متغيرة من البشر والحياة تروم التغيير والتطور
يجب أن نكون نساء ورجالاً أبناء الحياة
بجدية ووعي وتعلم وجرأة
المرأة الضعيفة لاتنال من حقها سوى القليل ..
مساحة هذا النص واسعة ممتدة من الأمهات إلى البنات إلى الآباء والازواج ويحكى فيه الكثير..والعمر لايأتي إلا مرة واحدة…….
شكراً لكاتب/ة النص .
شكراً لكم.
كل الاحترام .
أ. أحمد فؤاد الهادي
معالجة قضية عظيمة وصعبة التناول لتعلقها بمصير إنسانة بين الرغبة في الاستقرار وممارسة حقها في الحياة، وتوجس قلب أمها خيفة من مصير مجهول مشفقة على فلذة كبدها مما سبق وكابدته هي.
ورغم عمق الفكرة ومايتفرع منها، برع الكاتب في رسمها بدقة ورشاقة واختزال مع الحفاظ على السرد الذكي الجميل.
قصة أصنفها من الطراز الراقي الخاص، كل التحايا والتقدير لمن كتب فأبدع.
أ. شكري علوان
قصة رائعة جسَّدت واقعا ملموسا ، دام الإبداع والتميز.
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
قصة رائعة جسَّدت واقعا ملموسا ، دام الإبداع والتميز.
كان هذا النص البديع للزميلة والأخت المبدعة مها السيد الخواجه التي أشد على قلمها مهنئا وأقول لها:
أحييك أستاذة مها على هذه المثابرة فقد عاصرت خطوات كفاحك مع الأدب وكيف تطور السرد بين يديك وكيف وضعت نغسك بعصامية فريدة في مصاف الأوائل من الكتاب، تحية تقدير ومحبة زميلتي بكل فخر.
تعليق الأستاذة مها الخواجة صاحبة النص:
محمد كمال سالم تسلم أستاذي الفاضل وأشكرك على هذه الكلمات التي تعطي دفعة للأمام .. كل الشكر لحضرتك ولأستاذتنا جيهان الريدي والأساتذة والزملاء في المجموعة .. وامتناني لمن قرأ وأعطى رأيه .. تحياتي وتقديري
أ. إبتسام عبد الصبور
بالتوفيق والتميز المستحق بإذن الله
التعليقات مغلقة.