قصة للنقد: جريان نهر للأديب عبادة عشيبة
قصة للنقد: جريان نهر للأديب عبادة عشيبة
جريان النهر
( 1 )
.. وجاداً يسلُكُ الشابُ وصحبه طريقاً محاذية لمجرى مائي يفيضُ ، يُسرعُ الخطى ، يحملُ معوله في طريقه إلى وسعاية يتملكها ، يتلمسُ تربتها بتلهف ، يُداعبُ حنينها الحاضر ، وتحيزُ كلَّ فخره وانبهاره ، ينادي رافعاً رأسه يُخاطبُ صحبه : هنا سنزرعُ كلَّ الزرع ، سنحصدُ كلَّ الثمار ، سنأكلُ من أُكُلها .
( 2 )
.. ومركبة ثقيلة تترقبُ ، تستقوى ، تستنكرُ عليهم فعلتهم، تجيء ، تُعطى ومضات حمراء ، تزعقُ ، تُحدثُ انزعاجاً ودهشة وتأملاً ، قُبالتهم تتوقفُ ، والسائقُ يتعجرفُ ، يختالُ ، يتكبرُ ، وفي كثير من الأحيان يفظُ ، يغلظُ ، يجهلُ ، يُنكرُ عليهم زرعتهم في فجاجة نكراء ، ويُنازعهم حقهم في التواجد ، وتولد جدلٌ ولغط ، ولما لم يأبه به أحدٌ راح يستشيطُ ، يُرزِّعُ ، يُخبطُ ، ويُحدثُ شجارٌ ، يُوقِعُ خسائر تغرقُ في النهر .. !
( 3 )
.. ويتصبرُ الشابُ وصحبه ، يتجلدوا ، يتشبثوا : الأرض هي أرضنا ، النهر هو نهرنا ، الزرع هو زرعنا .
.. وأمامهم ينحو السائقُ جانباً بأعوانه مستكبرين ، يخلصون بعد همس متعدد إلى تحويل مجرى النهر لتهمدَ الأرض ، وليموتَ الزرع ، ولينفضَ الجمع يائساً منهزماً .
.. ويهللون للفكرة ، ويشرعون في بناء السد بأجسادهم ، سندهم في البناء مركبتهم الثقيلة هذه عرض النهر اطمئناناً لنجاح صنيعتهم ..!
( 4 )
.. ويجيءُ النهر من حيث يفيضُ فيَّاضاً ، يتدفقُ ويزيدُ ، ويُهدرُ ماؤه كأنّما من منحدر هو يَقدُمُ ، فيجرفُ النهرُ المركبةَ ، والأعوان ، ثم يتخطى سريانه إلى وسعايتهم .
الرؤى النقدية
أ. نيرمين دميس
يستعرض النص الصراع الأبدي بين الخير والشر، البناء والهدم، في طرح يحتمل تعدد التأويلات رغم عموم الفكرة، المفردات مناسبة، والجمل مكثفة مع استخدام أفعال مترادفة للتأكيد على الفكرة، وتأتي النهاية السعيدة وينتصر الخير، وقد اختار الكاتب أن يدخل النهر الصراع، ويجعله المولى جنديا في صفوف الخير، ليحسم الصراع لصالحه في اخر لحظة، وقد تعاظمت قوى الشر وقويت شوكتها.
نص جميل مفعم بالأمل والتفاؤل، تحياتي وتقديري
أ. أحمد فؤاد الهادي
حكاية خبرية افتقدت التشويق والجذب ومتعة السرد، وجاء العنوان واهنا غير موح بشئ، وجاءت النهاية متوقعة ومكشوفة حيث أن الشخوص لم يفعلوا شيئا سوى الاعتراض على ماتعرض له النهر، ولولا فيضان النهر بالصورة التى رسمها الكاتب لبقيت المشكلة ولنجح الظالم فى تنفيذ مكيدته، وهو ما أعلى قيمة السلبية_ إذا كان للسلبية قيمة
أ. أبو مازن عبد الكافي
بسم الله…
تحياتي للكاتب وتقسيمته للنص حيث تبرر التقسيمات القفز بالأحداث نوعا ؛ دون إطالة السرد.
الفكرة جيدة في رأيي أنها إسقاط مقصود على سد النهضة الإثيوبي وتأثيراته السلبية على أراضينا الزراعية بانخفاض نسبة حصتنا بمقدار الثلث تقريبا إذا تم الملأ الثالث.
الكاتب حول كلمات عامية للفصحي وكان الأولى أن يضعها بين قوسين صغيرين أو يستبدلها بفصحي مناسبة؛ مثل كلمات “وسعاية التي كان ممكن استبدالها بكلمة مساحة شاسعة أو واسعة من أرض على ضفاف النهر؛ وكذلك كلمات” تحيز ؛ ويرزع ويخبط “.. تحوز تصويب لتحيز .
الخاتمة أعجبتني جدااا حيث بينت مدى سلبية أصحاب الأرض المتضررين من بناء السد ؛ و اعتمدوا فقط على معجزة إلهية كفيضان النهر كما ذكر الكاتب؛ وهذا بالفعل هو حالنا تجاه هذه المعضلة المصيرية ؛ ولا نملك الا أن نهلل ونفرح بزيادة متسوب المياه لوقت محدد وهو موسم فيضان النيل ؛ ولا نتمسك بحقنا الأزلي في مياه النهر؛ الذي هو هبة الله لنا في الحياة.
مع جم احترامي للكاتب؛ البداية القوية لم تناسبها نهاية تماثلها ؛ كأن يتصدي هؤلاء الشباب للعدو ويذودون عن أرضهم ولو كلفهم ذلك الدم والروح.
وفي الأخير؛ تحية احترام وتقدير للكاتب؛ وتكفي روعة الفكرة .
أ. محمود روبي
فكرة النص نبيلة للغاية..
لكن الفكرة هى نواة النص التي يقيم عليها الكاتب قصته.
وهذا النص يفتقر للكثير من عناصر القصة القصيرة، وأهمها التكثيف.. كما افتقدت القصة للتشويق والمفاجأة..
كثرة كلمات الأفعال دونما تطوير للأحداث، أحدث نوعا من الرتابة..
العنوان فقير للغاية، لم يشعرنا بأن هناك شيئا ناقصا أو غائبا، ولكي نجده ونتعرف عليه، نضطر لتكملة القراءة! كما أن بداية النص يبدو كان يسبقها بداية أخرى.
.
في تقديري النص في حاجة حقيقية لإعادة الصياغة.. فكرة جيدة مثل تلك، تحتاج إلى بناء قصصي أعمق وأكثر تكثيفا وتشويقا مما هى عليه الأن..
تحياتي وتقديري للكاتب على فكرته..
أ. علي جبل
بعد قراءة النص أكثر من مرة اتضح
أن فكرة النص أكثر من رائعة، تخص حياة المصريين جميعا، وقد تكون مسألة وجودية
بالأساس. فكل التحية للكاتب علي إثارة تناول مثل هذه القضايا ادبيا.
اما بالنسبة للعنوان فهو واضح جدا ومعبر عن الموضوع.
وبالنسبة للصراع كان يفتقد للحركة والإثارة
وعنصر التشويق ايضا.
اما النهاية فكانه يريد ان يقول علي لسان الاشخاص؛ للبيت رب يحميه او للنهر رب يحميه.
كل التحية والتقدير والاحترام للكاتب.
أ. محمد كسبة
العنوان جيد الي حد ما و كأنه حدد بطل القصة
الفكرة الأساسية
الخير دائما ينتصر
النهر هو البطل الحقيقي الذي حسم نهاية الصراع بين القوي بكل جبروته و أدواته و البسيط الذي يسعي لبناء حياة كريمة
استخدام الأفعال المصارعة بكثرة يدل علي التجدد و الاستمرار و يوحي بأن الصراع القادم سيستمر الي الابد
الالفاظ تحتاج إلي عمق في الفهم و محاولة الوصول المعني الرئيسي للمضمون
المحتوي قصة متكاملة الأركان من بداية سريعة الي عقدة و صراع قوي بين طرفين أحدهم لديه القوة و الآلات و الإمكانيات و لديه الجرأة والقسوة و الآخر الذي لا يملك إلا الأمل و الطموح و لا يقوي علي الحرب
لكن النهاية جاءت في صالح الجانب الأضعف و كأن النهر يعلن أن الطبيعة لا يقهرها أحد
لكن الصراع مستمر ولم ينتهي و الحرب قد تكون أقوي و اشرس في المستقبل
أ. محمد كمال سالم
كان هذا نص الأستاذ الأديب عبادة عشيبة
الذي نقدم له تحية تقدير ومحبة على هذه القصة الجميلة القيمة التي شارك معنا بها علي صفحة الإذاعية جيهان الريدي وفقرة قصة للنقد.
التعليقات مغلقة.