قصة للنقد: حكمت المحكمة للأديبة هالة علي
قصة للنقد: حكمت المحكمة للأديبة هالة علي
يقول الأستاذ محمد كمال سالم
هييييه:
وما الدنيا إلا مسرح كبير.
يوسف وهبي.
نص جديد للنقد، أهلا بكم
نص حكمت المحكمة الأديبة هالة علي
جلست تتبادل التهاني مع جاراتها في حفل زفاف بنت الجيران الجميلة.
وكعادة كل النساء تتذكر كل منهن ليلة زفافها كلما رأت فرحا أو حضرته.
لكن ليلة زفافها كانت ليلة غير كل ليال الأُخريات
فقد بدأتها في بيت أم زوجها وذلك لأنه وحيد أمه
ترملت عليه وهو جنين في بطنها وعافت الرجال
لأجله فارتبط كل منهما بالأخر ارتباطا شديدا
ظنت هي أنه سيتغير بعد الزواج.
بدأت ليلة زفافها بطريقة عجيبة فلأن أم زوجها ريفية … وقفت بباب الشقة رافعة يدها لتسد الطريق
أمام العروس القادمة حتي تجبرها على الإنحناء
والمرور من تحت يدها وذلك حتي تكون تحت أمر
حماتها من أول ليلة.
وكانت تلك البداية فقد اكتشفت العروس بعدها
أنها مجرد شخص من شخوص الصورة التي أرادت
أم زوجها أن تكملها لتعلقها علي الحائط.
ولأن زوجها وحيد فقد حكمت عليها حماتها
ألا تستعمل وسيلة لتنظيم النسل …
تريد لإبنها عزوة … وكان لها ما أرادت بإذن الله
فقد أكملت عدد أبنائها نصف دستة “
تشكيلة من البنات والبنين ” حتي أخبر الطبيب
زوجها أن رحمها لم يعد يحتمل أي قادم جديد.
استأثرت الحماة بإدارة البيت بدعوى أنها … كبيرة الدار .. فالأمر أمرها والشورى شورتها حتي
مصروف البيت في يدها.
كان كل من في البيت يدين للحماة بالولاء فانكسرت
نفس صاحبتنا فلا صاحبة تحاكيها
أو تتزاور مع أحد وانغلقت على نفسها.
وفي إحدى الليالي شعرت الحماة بحركة غير عادية
بغرفة الصالون وبأن هناك أحد بداخلها … اختلست
النظر فوجدت زوجة ابنها تجلس وحيدة
فتسللت في الظلام وتابعتها عدة ليالي
حتي سمعتها ذات ليلة تتحدث إلي شخص ما
سارعت فأيقظت ابنها وقالت له أن زوجته
مخاوية فسخر منها ابنها وعاد إلى نومه
ولكن الحماة لم يهدأ لها بال حتي تتابعها وتعرف * ايه الحكاية* ولم تتحدث مع زوجة ابنها.
وذات ليلة عند تلصصها سمعت شيئا أخافها
فقد سمعت صوتا يقول :
حكمت المحكمة على المتهمة بالإعدام شنقا حتى الموت وليس ذلك فقط لقد رأت شيئا مدلى من سقف الحجرة وتبينته فإذا هو وسادة عُلقت بحبل
كما يُعلق المشنوق وقد رأت ما جمد الدم في عروقها
فقد كانت هناك صورة كبيرة لها مثبتة علي الوسادة
وكأنها هي المشنوقة.
في الصباح وجدت الزوجة أم زوجها بجوار باب
الشقة وبجانبها حقيبة صغيرة وقد مدت لها يدها
بمفتاح الشقة قائلة لها :-
هذا مفتاح شقتك وذلك باقي مصروف الشهر
فقد رأيت زوجي في المنام يدعوني وأُريد أن أموت
في فراشي ببلدتي.
أ. أحمد فؤاد الهادي
حكمت المحكمة، عنوان ذكى لقضية شائكة، فالمدعية هنا ليست بمدعية، بل هى مجنى عليها بالفعل، والمتهمة ماثلة أمام القارئ وتهمتها ثابتة عليها، والإدانة واضحة، أما الجريمة فهى سلب حق الحرية والحياة من زوجة الابن دون وجه حق، أما المتهم الثانى فهو الإبن الشاهد على الجريمة والساكت عن الحق.
الكاتب هيأ الصالون مقرا للمحاكمة، واختار القراء كشهود وحضور للجلسات، وأغفل الدفاع عمدا، وكأنه على يقين أنه لن يتقدم أحد للدفاع عن المتهمة.
واختار الكاتب أسلوبا بسيطا فى سرده ولم يجهد القارئ طويلا حتى يوصله إلى ما أراد أن يوصله إليه.
واختار الكاتب رمزية جديدة تعادل تلك التى جرى عليها العرف بأن يذبح العريس القطة لعروسه، فاختار شنق الحماه نفسها بدلا من القطة، وكأنه يقول أن ذلك ليس من قبيل التخويف لأنها ارتكبت الجرم فعلا.
فكرة تعبر عن حالات منتشرة فى مجتمعنا، ورمزية تبرز مدى الغبن والقهر الواقعان على الزوجة التى يقذف بها نصيبها إلى موقف كهذا.
وتقول للأهل وبناتهم: لاتوافقوا على زواج تكون الإقامة فيه مع أى من أهل الزوج أو الزوجة.
شكرا لأديبنا على هذا النص الجميل، وإلى المزيد بإذن الله.
أ. فتحي محمد علي
قصة رائعة مشوقة بدءا من العنوان تعربجا على الإحالة الفنية ببدايتها.
تم المزج بين السرد والحوار بمهارة تعكس الحالة النفسية لدى البطلة ومايحيطها من شخوص.
أ. محمد المراكبي
- نص جميل يتعرض لمشكلة يعيشها كثير من النساء.
هناك بعض الملاحظات:
.و لأن أم زوجها ريفية…(فقد )وقفت بباب الشقة
.غير كل (ليالي )الاخريات
.و تابعتها عدة (ليالٍ)
. و بأن هناك (احدا )بداخلها
. فسخر منها ابنها
.اهمال علامات الترقيم
مع تحياتي لكاتب النص و تمنياتي له بمستقبل مشرق.
أ. إبراهيم معوض
نظرة قارئ في قصة
حكمت المحكمة
لا أنكر أن في النص ما يجذب انتباه القارئ وإلا لما حفزني أن اقرأه واكتب عنه في هذا الوقت المتأخر من الليل، وهذا وحده بعد نجاحا للنص ولكاتبه.
حكمت المحكمة نص قصصي اعتمد الحكاية الممزوجة بالتراث الريفي وعلاقة الحماة بزوجة الإبن وما فيها من طرائف مضحكه وأحداث مؤلمة على مدار تاريخ القرية المصرية خصوصاً والعالم العربي عموماً لاسيما إن كانت الحماة قد ترملت لتربية ابنها وكأنما تريد منه أن يدفع ثمن هذه التضحية ليل نهار من حريته وخصوصيته الزوجية فتزج أنفها في كل الأمور وأدقها. حكاية مرت علينا جميعاً بالمشاهدة أو بالمعايشة وتمتلئ ذاكرة السينما العربية بمثل ذلك بداية من الحموات الفاتنات ومرورا بحماتي ملاك وغيرها الكثير. حتى أنني كمثل كل الناس على ما أظن اتخيل الفنانة ماري منيب وهي تتحرك وتؤدي مشاهد هذه القصة.
نعود للنص:
• اختار الكاتب أن يسرد عن طريق الراوي العليم ولكنه لم بكن محايدا بالمرة وانما كان في صف زوجة الإبن على طول الخط مهملا الدوافع النفسية والاجتماعية لسلوكيات الحماة حتى لو كانت خاطئة.
• بني الكاتب بنيانه القصصي من القمة الى القاعدة على عكس المعتاد فأنا أرى أنه قد كتب النهاية قبل الافتتاحية معتمدا على دهشتها فقط لأن كل الاحداث عادية مألوفة يظن أنها تمهد للنهاية ولكن على العكس النهاية هي التي تجعل بعض القراء يغفرون اعتيادية الأحداث المؤهلة لها.
• التمدد الزمنى واضح وكبير وهذا يضر بكون النص من القص القصير المعتمد على الحدث الواحد في اطار زمني ومكاني محدود.
• العنوان طبعا كان من النهاية -التي هي القصة أصلا- وهذا يؤكد أن الافتتاحية كانت أقل من الخاتمة من حيث جودة القص. وإنما كانت مناسبة كحكاية ماتعة.
• اللغة انسيابية ومناسبة.
• البعد النفسي للأشخاص مهمش حتى شخصية البطلة نفسها.
• في النهاية أحب أن أؤكد أن الكاتب لديه مخزون حكائي هائل يستطيع توظيفه فيما هو قادم. وأتمنى أن اقرأ له دوما.
تحياتي للكاتب وإبداعه والنافذة والقائمين عليها
إبراهيم معوض
أ. محمد كمال سالم
حكمت المحكمة/
نص غُزل بمهارة، مابين السرد والحوار بدقة، وتناول قضية لا نعرج عليها كثيرا، وعولج بحبكة درامية مشوقة من عنوانها حتى النهاية على مهل.
لي أنا شخصيا تجربة مع إبنتي الكبرى، لما تقدم لها زميلها في الجامعة، ورغم أنه من أسرة طيبة، يمتلكون بيتا يضم جميع الأبناء كل في شقة تخصه، ولما وجدت ابنتي متمسكة بهذا الشاب، حققت لها ما أرادت شريطة أن يوفر لها سكنا مستقلا بعيدا عن بيت العائلة، وكان هذا هو شرطي الوحيد، واستعدادي أيضا للمساعدة لتحقيق هذا الشرط، ولما كانت النوايا خالصة، كان تيسير الله وتوفيقه من نصيبهما، هما الآن قد أنجبا باسل ويوسف، يزوروننا أسبوعا، وأسبوع لأهل زوجها.
لا تقبلوا أن تتزوج بناتكم في بيت عائلة، مهما كانت هذه العائلة تتمتع باليسر والأخلاق الطيبة.
كان هذا النص البديع المُحكم للأستاذة Halla Ali
لها مني ومن الأستاذة جيهان الريدي كل التحية والتقدير، ومن أساتذة هذه الصفحة الراقية.
أ. علي جبل
نص رائع يحكي واقعا عاشه معظمنا وخاصة في الريف. كل التحية والتقدير للأستاذة هالة علي.
التعليقات مغلقة.