موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة للنقد : “حكي تحت السيف” بقلم الأديبة مهدية أماني الرغاي

131

قصة للنقد : “حكي تحت السيف” بقلم الأديبة مهدية أماني الرغاي

إليكم نصا جديدا للنقد أصدقائي، أظنه مختلف.

حكي تحت السيف

لما نادى علي شهريار من دون كل القصّاصين استغْربت الأمْر، فلسْت أبدعَهم ولا أتقنَهم لهذا الفنّ، توجست خِيفة وأنا أُدخَلُ إليه ،رمقْت شهرزاد مكوّرة في مَسْكنة جِوار تَخْته صامتة تنظُر إليّ شَزرا، تقيسُ طولي وعرْضي وتتمعّن في ملامِحي الأمازيغية، بادلتُها الشّزر وأضفت عليه الشّفَن تحدّيا، طاف طيْف ابتسَامة ساخِرة على طرفيْ فمها المرسُوم بدقّة، أما شهريار فبقيَ يمسِد لحْيته الكثّة ويرنُو إلى زخارف السّقف في استخفاف بادٍ، كرِهته كما كرهتُ عجْرفته وعجِيزته السّمينة المتربّعة على طُنفُسِ الدّمَقْس، تساءلتُ:

ماذا تحبّ فيه هذِه المرأة يا تُرى؟
بادرني بقسْوة وفظاظة لا تليقان بمقَام السّلاطين :

هاتي، يا امرأة، وأوجزي فقد مللْتُ الحكْي الطّويل..!
لكنني أبيتُ أن أنطق حرفا ..وطال صمتي، صدرت عنه إيماءَة خفيفة لمَن خلْفي، وفي لحظة أحسسْت ببرُودة نصْل سيفِ مسرور على وريدي، تململتْ شهرزاد كأنّها تريدُ أن تقول شيئا ،عَالجتُها بغمْزة صغيرة، أنِ اصمُتي فمكانتكِ على المحكّ، لكزني “المسرور”الغاضبُ بعقْب السيف في خاصِرتي، تأكّدت أنّني هالِكة لا محَالة إن لم أجد لي مخرجَا من هذه الورْطة، مرّت كل قصيْصاتي في خُلدي ققجَا وومْضا وهايكو وشذرات، استوقفْتُ واحدة منْهن، لمْ يُحبها المتصفّحون وانهالتْ عليّ الرّدود كالسّيل تُدين إغرابَ معانِيها، وغموض كلِماتها ويرمُونني بالغُرور الأدبي، والتبجّح الثّقافي، وإرادة الظّهور واسْتغباء القارئ، ودفعِه لتصفّح صفحات القواميس الصّفراء والخال غوغو وعمّتنا الغولة، فرسَيْتُ عليها وقلتُ في اعْتزاز وبدون اسْتعمال ألقَاب، وأنا أنظر في أم ّعين الشهريار:

سأحكي قصة قصيرة جدا واحدة وترا، إن فهمُتوها، أتعهّد أن أبقَى هنا للأبد، وإن كان العكْس، أريد وعْدا قاطعَا منكم أن أعُود من حيْث أتيتُ سالمةَ.
حرّك بِنصَره ..لم أفهم الإشارة، فلِلملوك فيما يبدو عادات غريبة.

اسمعوا إذن وعوا ..عوا ..عوا..عوا
تعمّدت تكرار كلمة العُواءِ ردّا على إهانةِ البنصَر، ولو قام بحركة أخرى لا تعجبني لكَان لي معه شأن آخر، حتى لو دفعت الثّمن عنقي، تحسّسته ، ودخلتُ رأسَا في القصّ بدون مقدّمات ولا أيّها الملكُ السّعيد ولا يا صاحِب الرّأي السّديد ولا مدّدت له عُمرا.
-0-
ضربة شمس
ذات يوم أرُونَان، أطبق عليه الرٌّون؛
فتمنى لو أن الشمس ذهبت لمراحها، لتهب عليه رَوح الشمال
ببرد نسائمها، وينسى وقع الزمن الأرُود..
في لحظةِ تجلت له ريحانة الرَّادَة، رَوشَ عقله وطار..
وراء عطر الياسمين!
-0-
أنهيتها ب “تمت بحمد الله” ..كي لا ينْتظر اسْترسالا كعادَته مع شهْرزادهِ.
ولأول مرّة، أراهُ يسْتوي على مُقعدته الضّخمة، يقبِل عليّ بجِذعه وينْظر إلي بعينين سرحَت فيهما شبكة خُطوط حمْراء وتشعّبت، ظلّ يفكّر لمدّة غير قصِيرة ويضرِب كفّا بكف في عصبية ظاهرة، يهمْهم ويدمْدم ويقمْقم، التفتَ أخيرَا لشهرزاد التي امتقع لونُها وغاضَ صفاؤها، وعلى وجْهه سُؤال بجحْم أحْناكه، هزّت كتفيْها وأنزلتْهما وقلَبتْ شفتَها السّفلى، ثم نظَر إلى السّياف فسمِعت صَليل الحَديد يخْرج من الغِمْد.
أغمضْتُ، رفعت سبّابتي وتشهّدت..
خار كالثور :

أخرِجوا هذه المجْنونة من إيوَانِي، لا أريد رؤْيتها هنا ثانية..
ورمى عليّ بكيس له رنين، عزّت على نفْسي ولمْ أرتَضِ الانْحِناء لالْتِقاطه، فقد اخترتُ ميدانا لا يدرّ على صاحِبه شيئا غيْر بعْض التّقدير يصُون له كرامته، خافَ مسرور أن ينقلبَ غضب الملك عليْه لتلكُّئِه في تنْفيذ الأمْر، غرزَ في الكيس طرَف السّيف ورفعَه في الهواء، ولبُرهة تخيّلتُه رأسي، سبقَني في دهاليز غير التي دخَلنا منها، فتَبعْتُه إلى أن وجدتُني خارج الأسْوار، قذَفني بالكِيس وأتْلاهُ بشَتيمَة أظنّه تعلّمها من أحَد الخِصْيان، التَقفْتُه في الهواء، ارْتكزْت جيّدا على قدميّ، تذكّرتُ أنني كنْت في عزّ شبابي لاعِبة كُرة يدٍ مميّزة، سدّدْتُ وأطلقْتُ ..ذهبَهُم الوسِخ على عينه مبـاشرةَ !

أ. رواية المهدي

قصة جميلة ورؤية مختلفة اختلاف محمود يضيف جمالا.. تحياتي وتقديري

أ. شكري علوان

القصة رائعة لأديبة متمكنة من مفردات اللغة ومعانيها وأساليبها ، ورؤيتها الرمزية قد ظهرت في ثنايا القصة ، لتبوح بما تفكر به الأديبة. لله درها .

أ. سرحان الركابي

يبدو لي ان صاحب النص المميز هذا كاتبة وليس كاتب , نظرا لانها اختارت ان تتقمص شخصية احدى ضحايا شهريار وربما اكون واهما , كما انني اخمن انها من الشمال الافريقي , القصة تستحضر قصة شهريار وشهرزاد واحدى ضحايا الملك , لقد جيء بالضحية وكاد السياف ان يقطع راسها لولا انها استحضرت في تلك اللحظات المرعبة كل الوان وفنون القص والحكي ققج وومضة وهيكو وشذرات , واخيرا اههتدت الى قصيصة قصيرة جدا بعنوان ضربة شمس , متحدية شهريار وحاشيته ان يفهموا ثيمة الحكاية واسلوبها الحداثوي العابر لكل فنون الحكي القديمة واعتقد ان البطلة استمدت هذا التحدي من معرفتها التامة ان الاسلوب الحديث الذي تمتلكه لا يمكن للملك وحاشيته ان يفهموا شيئا منها وهم الذين اعتادوا على الاسلوب الكلاسيكي القديم المعتمد على المحسنات اللفظية والاطناب واختيار الكلمات المعجمية الغير شائعة الاستعمال , وفي النهاية امر شهريار باخراجها خارج القصر مع صرة من الذهب , ويظل الكاتب ة يحافظ على مفارقات النص بوالقدرة على الادهاش بالمزاوجة بين الحاضر والماضي , وهو اسلوب اتبع من بداية النص الى نهايته , واحيانا نلمس بعض التلميحات التي تخرجنا من جو شهريار المرعب وتعيدنا الى الحاضر مثل اختيار الكاتبة ة للادب القصصي الذي لا يدر على الكاتب شيئا وهو لون ادبي حديث , واخراج السياف للبطلة خارج اسوار القصر الملكي وحينها تذكرت انها لاعبة كرة يد مميزة الامر الذي اتاح لها ان ترمي , كيس الذهب في عيني الحاجب او الحارس , اسلوب مميز ومدهش وفريد تمكن الكاتب ة من خلاله ان يصنع لنا نصا مشحونا باحداث الماضي والحاضر ووضعها في بوتقة واحدة للتفاعل لتخلق لنا هذا الجو المشحون بجماليات السرد القصصي الحديث

أ. هدى مصطفى

ماشاء الله جميلة جدا و بسرد جديد ، اضاف رقي على اصل الحكاية وادخلت بعض المبادىء التي يجب التمسك بها بصورة تفكرية تجعلك تقف عند كل مقصد تتامله وتعيد قرائته عدة مرات ليرسخ في العقل ، احترامي وتقدير لحضرتك ولكتابات حضرتك .

أ. رجاء أحمد

قصة جميلة هادفة ، توفّرت بها كل خصائص هذا الفن الجميل ..
الأديبة موفقة في أدائها وقد حققت الأهداف التي تنشد من خلال هذا السرد الماتع ..
فشكرا جزيلا لكما : الأديبة القاصّة
والمُقدّم الأستاذ محمد كمال سالم

أ. هالة علي

فكرة جميلة ومختلفة تقتص لبنات حواء من شهريار ولكنها تحتاج الى مترجم لما غمض على فِهْمي

أ. محمود حمدون

رائعة, مدهش أن يلجأ القاص/ه , للأسطورة , لصياغة حكاية يلمز فيها ويغمز سرديًا كيفما يشاء, يتركنا لحيرتنا فنراهخا كيفما شئنا .. تحياتي للقاص/ه

أ. مها الخواجة

قصة بديعة بسرد مغاير، أظهر/ت القاص/ة قدرة عالية على التلاعب بالصور والألفاظ وامتلاكه/ا زمام اللغة، نصّ غارق في الفانتازيا الرمزية والإيحاء ومفتوح على تأويلات عديدة، من ناحيتي رأيت هذا الشهريار ومسروره المكلف بجز الرقاب هم من يحكمون قواعد اللعبة-لعبة الكتابة- ويضعون القوانين والحدود التي يحاكمون بها النصوص، أما شهرزاد فهي نموذج القص والحكي العتيق والتي تخشى على مكانتها من الحداثة والتطور ..
نص حقا أدهشني، تحياتي وتقديري

أ. فتحي محمد علي

قصة مبتكرة تستند في أصلها إلى موروثات الأدب الشعبي.
اللغةنحوا وصرفاتدل على التمكن،مع تحقق الواقعية اللغوية.
آخذ على القصة مأخذين:
الاستطراد الذي يخل بالتكثيف. لم تحسن المخرج كما أحسنت المدخل؛
“ذهبهم الوسخ على عينه مباشرة !”
فذلك الذي يعلق بذهن المتلقي.

د. محمد محيي الدين أبو بيه

المزج بين اجواء الحكايا الشعبيه الموروثه متمثله في قصة شهريار وشهرداز مع العصر الحاضر…ذكرني بمسلسل الف ليله وليله بطولة نجلاء فتحي وحسين فهمي. ..وتمكن الكاتبه من ادخالنا في هذه الاجواء المنعشه للذاكره…وان كنت لاول قراءتي للنص لم استسغ النهايه ولكني استوعبت بالقراءه الثانيه كونها رفضت الانصياع واخذ العطيه دلالة علي تفرد المراءه وانها شبت عن طوق الرجل وانها بطله في كل المجالات ولا تحتاج الي رضاءه ولذلك القت الذهب في وجه الحاجب…تحياتي للكاتبه واسلوبها السردي السهل الممتنع

أ. محمد المراكبي

‏أظنه صراعا بين الشرق والغرب ،و بين العلم والجهل بين التواضع و الغرور بين الفقر و الغنى ، بين متع زائله و قيم باقيه …صراع بين ناصح امين و مستنصح احمق.

أ. مي محسن عامر

قصة جميلة ولغة عربية قوية ما شاء الله.
من المعروف أن شهريار لا يجمع بين امرأتين وهنا اخذت القصة لاتجاه مغاير عن المعروف حركة موفقه وموكده أن للمبدع الحق في نسج واقعه وحكايته.
اعتقدت أنه سيقتلها ولكنها نجت بفضل ذكائها وخيالها وتمكينها من أدواتها في القص والحبكة.
فيها حكمة أن من يملك العلم والذكاء سينجو من بطش الجاهل حتى لو كان الحاكم .
جميل أن الواحد يكون منفرد .
بالتوفيق والسداد

أ. نيرمين دميس

استلهام مختلف لأسطورة قديمة محببة للجميع، أثراها ذاك الترميز والاسقاطات متعددة التأويل، فذاك نص يجذب القارئ ويفتح أفق التلقي، فتتعدد الرؤى وان خالفت رؤية الكاتب تماما، استخدمت الراوية حيلة مغايرة لما سلكته شهر زاد، التي اعتمدت على تعمدت التطويل وأسلوب القص المتسلسل بنهاية دوما مؤجلة، وأحداث مشوقة، كي تجعل عنصر الزمن في صالحها، وتبقي على شهر يارها أسير الفضول والمعرفة، يقضي وقته في التفكير فيما حدث بعد، فيبقي عليها ليعرف البقية، أما راويتنا فاعتمدت على القصة القصيرة الأحجية التي تلعب فيها باللفظ والصورة وتراكيب الرمز، فتنجو برقبتها وإن لفظها حماية لغروره الذي يكاد أن يراق دمه على أعتاب قصة حداثية عالية الترميز، لنجدها قد نجحت في الأمر.
ولكن لا أعلم إن أرادت الراوية بشكل واع أم أنه حدث بشكل لا واع أن تدخل القارئ في نفس اللعبة، فلا يملك سوى أمرين: أما أن يحذو حذو شهر يار ويهرب من ساحة الفكر معلنا في نفسه أنها خربشات قلم خبيث وحسب، أم ينشغل ويعيد القراءة مرات ومرات، فيفك الرموز ويكشف ما وراء الكلمات؟
كل التحية للكاتب/ ة.

أ. محمد الدليمي

جميل جدا الكاتب الروائي المبدع قصة جميلة اتخذت الطابع الشعبي ومن اهم المحددات للطابع الشعبي هو البطل الواحد الذي تسير جميع احداث الحكاية عليه وهذا التجديد في الحكايات الشعبية محسوب للقاص في براعته وذوقه في اختيار الالفاظ واحداث الحكاية فهذا التجديد هو رقي للادب العربي بحركة نهضته وابداعه المتجدد تحية تليق بالقاص المبتكر

أ. أبو مازن عبد الكافي

روعة الإبداع وجميل البيان وبلاغة التبيان.
ما شاء الله تبارك الله.
هكذا وجدنا من انتصرت لشهرزاد من كبر وغرور ذلك الشهريار المنفوخ ومسروره الممسوخ.

قصة رائعة طريفة، ذكرتني وأنا أقرأها كتابات العظماء من القدامى، كأنني أقرأ كليلة ودمنة.
تحية تقدير واحترام الكاتبة هذه التحفة السردية الرائعة.
ما شاء الله تبارك الله.

أ. جمال الشمري

نص مختلف حقا
واضح التمرس والتمكن والاقتدار
سرد سلس ينبئ ببلاغة وفصاحة كاتبه
لذا نرى تلك السلاسة والمتعة في السرد والحبكة
قصة ممتعة
راااقت لي جداا

أ. فاطمة يوسف

السرد القصصي في قصة “حكي تحت السيف” بين المتخيل والواقعي، إذ تسعى القاصة إلى تجديد آلياتها التعبيرية، حيث تتجه إلى الاستلهام من التاريخ، والاغتراف من معين الأساطير والحكايات التراثية…. وهذا نهج حداثي في الكتابة الإبداعية، وذلك بالعودة إلى التاريخ وبعث الروح فيه من جديد كفاعلية سردية تستحوذ على ذهن القارئ، استلهمت من الحدث التاريخي مادتها القصصية كآلية تجريبية، لكنها في نفس الوقت تحررت من السرد الواقعي بالانتقال إلى فضاء اللاواقع وفق مخيلة سردية، وجعلت أحداث النص تتداخل بين الواقعي والمتخيل، وبين معاناة القاص في تنويع الفنون القصصية وبين رغبة شهرزاد في توليد الحكايات ذات الدلالة الوعظية والتشويقية وكأن القصة حبل لإطالة عمرها، وإبداع الكاتب هدف لتخليد ذاته الإدبية… وأبدعت يالمقارنة بين ثنائية النقد الأدبي ووخز السياف، وأيضا في رسم مشهدية شهريار حين أقبل عليها ليذم إنتاجها، في أسلوب تهكمي، استخدمت معان ،مهجورة نوعا ما (طُنفُسِ الدّمَقْس)،قارنت الكتابة نفسها مع شهرذاد، اهتمت بالمكان لكنها أسقطت على ذاك الزمن أنواع القصة، تأثرها بأسلوب فن المقامة البغدادية، نوعت في أسلوب الخطاب كالسرد والحوار السارد المشترك.

أ. محمد الرحالي

هذا النص برع صاحبه في نسج خيوط حبكته من خلال تمكنه من اللغة الذي لا يدانيه إلا من مثله، ومن خلال جودة الصياغة وحسن اختيار زاوية الرؤية التي أتقن الراوي الذي لم يرتبط بزمان ولا مكان، التعبير عن الحدث ولو أن القفلة أتت موافقة لطبعه ومضادة لطبع شهريار

أ. عاشور زكي وهبة

نبدأ باسم الله..
قراءة في قصة قصيرة: حكي تحت السيف..
تبدأ أحداث القصة باختيار استبدادي شهرياري للقاصة من بين القصاصين المجيدين، وفي وجود شهرزاد الحانقة على هذه الأمازيغية المنتقاة الحاذقة..
ملّ شهريار من الأسلوب الكلاسيكي القصصي المتداخل الحكايا والشخوص، ولبس زي الحداثة القصصي الوجيز الخالي من الزخارف والبهرجة اللغوية البلاغية…
تتعرض القاصة الحداثية إلى حد السيف لحثها على الحكي..
ويبدأ حوار صامت مشحون بين القاصة وشهرزاد التي تخشي على مكانتها من هذه القصيرة المكيرة الوجيزة الغامضة…
تمر في عقل القاصة كل قصيصاتها الوجيزة.. ققج/ومضات قصصية/هايكو… إلخ. تقبض على إحداها التي لم تنل إعجاب المتصفحين الفيسبوكيين الذين (وصموها)«القصة والقاصة» باتهامات عديدة.. اختارت ققج تستثير بها عقولهم وتختبر أفهامهم، وتركتهم بين خيارين: الفهم عهد منها بالبقاء في البلاط الشهرياري المنيف، الصعوبة وعد منهم لها بالخروج السالم الغانم..
وهكذا فإن القاصة لا تبدو من النوع الخانع الخاضع من عينة شهرزاد تحكي لما يزيد عن ألف ليلة القصص الطوال المليئة بالأهوال لتنال الهروب من القصاص المسروري الضارب بالسيف؛ فهي لا تهاب الموت كما هربت منه شهرزاذ مرارا وتكرارا.
أدخلتهم القاصة في سراديب قصتها القصيرة جدا دون مقدمات متملقة ولا بهرجات متحذلقة، وكان العنوان: ضربة شمس.. عوضا أن يضربوها بالسيف، أثارت عقولهم بضربة شمس ساطعة قاطعة…
وما بين ضربة شمس ووخزة عقل شهريار وحاشيته الخاضعة بدأت البطلة قصها الوجيز:
بدأت بالزمن مستخدمة وحشي الألفاظ: أرونان/الرون/الأرود/الرادة/روش العقل..
وأنهتها ب”تمت بحمد الله”، كي لا ينتظرون استرسالا كالعادة الكلاسيكية، فلا وقت للإعادة والزيادة…
وتنجح القاصة في اقتناص الهروب الآمن، فلا الملك ولا شهرزاده فهما المغزى من القصة الوجيزة، فيخور شهريار وينعتها بالجنون ويطردها من إيوانه، فلا وجود للمجانين أمثالها في بلاطه!
وهكذا ينعت المحدثون بالجنون في كل زمان ومكان…
ولأن القاصة كسبت الرهان فقد وهبها شهريار صرة من الدنانير الذهبية ذات الرنين الخالب لألباب الشعراء والأدباء المتربحين من الأدب؛ لكن القاصة لم تنحنِ لالتقاطه، فلم تعتد على الانحناء لأجل المال. إذ أنها تود اكتساب العقول وليست الأموال..
يقذف مسرور بالكيس بطرف السيف يعقبه بشتيمة بذيئة من عصر الخصيان، تلتقفه البطلة التي إلى جانب كونها قاصة، فهي لاعبة كرة يد متميزة، وتسدد الذهب الوسخ في عينه الفارغة.. فلا حاجة لها لسيف المعز ولا ذهبه!
من مال إلى الذهب، مال عقله وخوى وذهب!
في الختام تحياتي للقاصة (الأمازيغية) المجيدة التي جمعت بين صنفين سرديين في قصة قصيرة حديثة، وأتمنى لها دوام التوفيق..
وتحياتي العطرة لصديقي الأديب الكريم محمد كمال سالم رائد الفقرة النقدية المميزة في صفحة الإذاعيةجيهان الريدي وبرامج’الرسم بالكلمات دعاء الكروان هذه قصتي ومضة لغوية.
في أمان الله.
عاشور زكي وهبة: مغاغة/المنيا
تحريرا في الأحد 2023/5/15

أ. سعاد محمد

جميلة جدا فكرتني بأحد الأصدقاء كتب مثل هذه
الحكايه ولكن مسرحيه فيها عالي المقام وداني
المقام برضو وذلك في ندوه من ندوات مكتبة الزاوية الحمراء.
دام قلمك وحرفك يا من أخرجت هذه القصه

أ. يوسف اعميرة

حكي تحت السيف.
من يحكي؟ ولمن يحكي؟ بطلة القصة تحكي لشهريار، هل تمثل بطلة القصة كل القصاصين؟ وهل شهريار يمثل القراء؟ هل يكتب القصاصين تحت السيف؛ تحت سيف القراء؟ هل يفلح القصاصين في الحكي بحرية بعيدا عن سيف القراء؟ أم أنهم مرغمون على الحكي تحت سيف القراء، الحكي بالطريقة التي يفضلها القراء؟
تساؤلات وأخرى تبادرت إلى ذهني بعد قراءة القصة، رغم أن الشخصيات شخصيات من التراث العربي القديم، إلا أن القصة تناقش موضوع حديث، يتعلق الأمر بقدرة الكتاب على الكتابة بحرية وعدم الخضوع لسلطة القراء أو المجتمع بشكل عام. هكذا قرأت القصة.
بالتوفيق للكاتب، القصة بالفعل رائعة ولغتها ماتعة.

أ. عبد المجيد أحمد المحمود

النص نص ميتاسردي بامتياز، استطاع الكاتب/ة من خلال إطار فانتازي تقديم معضلة باتت واضحة في كتابة القصة القصيرة جدا، ألا و هي النصوص الغامضة المبهمة الصامتة حد الموت، و التي تلقي بالحيرة و التبرم بل و ربما الحزن لدى قارئها…

يتم الحديث الآن في الكثير من المنتديات و الملتقيات حول معاناة كبيرة تعيشها القصة القصيرة جدا في ظل استسهال كتابتها و امتطاء التغريب و الترميز مفرط الإبهام كوسيلة يعتقد بها الكاتب أنها تبعده عن المباشرة و الإخبار.
لكننا قلما رأينا نصوصا تعالج هذه المشكلة، و ترسمها بهذه الدقة و الحرفية المتناهية كما نجد في هذا النص.

الفكرة حقيقة عبقرية، و معالجتها السردية كانت ممتعة سلسة جاذبة، و تخريج الخاتمة كان ذكيا، يرسخ لرفض تلك النصوص، و الحكم عليها بالإعدام و ضرورة الإهمال، من خلال رفض شهريار الذي عاش حياته طامحا في سماع المزيد و المزيد من القصص، مع ذلك لم يستطع تحمل هذا النمط من القص القصير جدا، و إن دفع مبلغ من المال مقابل عدم العودة لهكذا قصص، ما هي في الحقيقة إلا تقديم رغبة مبطنة من الكاتب/ة لرفض تلك النصوص القصصية من هذه الشاكلة.

و الجميل في هذا النص أيضا هو اتخاذ القصة القصيرة كوسيلة لتقديم مشكلة حقيقية تواجهها القصة القصيرة جدا، و هذه القصة الماثلة أمامنا تقوم حقيقة مقام حوارات و نقاشات طويلة، في تفنيد هكذا أنماط من الكتابة.

و رغم أنه نص مؤدلج يحمل فكرة الكاتب/ة و رؤيته و عدم حياديته تجاه هذا النمط من القص الوحيز، إلا أن السياقات السردية التي تم استخدامها في هذا النص جاءت مقنعة، خالية من الافتعال و التقرير، و حملت المفارقة و الإدهاش.

هذا النص هو خير مثال يؤكد أن الكاتب حين يمتلك أدواته بشكل جيد فهو قادر على تقديم نصوص تحمل أفكاره و رؤاه و نظرته الخاصة للواقع و الأمور، بعكس ما يؤكد الكثير من الكتاب و النقاد الذين يرون أن على الكاتب أن يكون حياديا أثناء كتابته نصوصه، حتى لا يقع في مطبات المباشرة و التقرير.

شخصيا و مع روعة هذا النص كنت أتمنى أن تكون النهاية مختلفة بعض الشيء لإعطاء مزيد من الدهشة على الخاتمة( كأن يصفق شهريار للقصة التي سمعها، و كأنه أدرك كنهها و فهم تجلياتها و فك غموضها و رموزها، و ذلك أن الملوك يتظاهرون دوما بفهمهم لكل شيء، حيث من المستغرب أن يعلن حاكم باطش كشهريار عدم فهمه لقصة قصيرة جدا، و من ثم يفرض على صاحبة هذه القصة القصيرة جدا أن تعيش مع المسجونين لديه لتظل تحكي أمثال هذه القصص من باب التسرية عنهم، فيكون قد ضرب عصفورين بحجر واحد: حيث يكون قد أظهر أنه يفهم كل شيء، ثم يعاقب القاصة بزجها بين المساجين ليزيد آلامهم آلاما بسماع هكذا قصص، فكأنه حكم عليهم و عليها بالإعدام).
استمتعت جدا حقيقة بقراءة هذا النص
كل الشكر لكم
و كل التوفيق للكاتب/ة

أ. حدريوي مصطفى العبدي

التجربة الشعورية حين تحل وتسكن الوجدان تخلق المعجزات، وتفتح مغالق الفكر بل أكثر وأكثر.. إنها تجعل الخيال يشطح حيث الأراضي العذراء، ويلامس بسحره النجوم القابعة هناك بين ظلمات السماء… وخير دليل هذا النص الجميل ! الذي عبر بنا حدود الزمن وضرب لنا بين التاريخ المنسي مقاما، على ضاف ألف وليلة… حيث ترقد بكل سلام كل من الداهية شهرزاد و الدموي السادي شهريار..نص فنتازي صيغت لحمته من الحكي وبين الحكي، عند قراءته نحس كأنا نحلم داخل حلم أيضا…إنه بحق تجربة غريبة مميزة لا تخطر ببال ولا حتى في الأحلام…!

مباشرة، وبدون استهلال كما يُتخيل لنا كقراء تشرع القاصة/ القاص في نسج حكايتها بعجرفة وتحد بينين متوسلة ضمير المتكلم كأ داة حكي وكأنها تقول للمخاطب ها أنا ذي، الثبور والويل لمن يقف في طريقي أو يخالفني.
تقول وتحكي من خلال سرد متزن ورشيق يشكو من بلاغة وبيان حادين أنها تحترف القص على نحو شاذ يراه قراؤها تحد لهم وتحقيرا وخاصة حين تجعلهم في حيص وبيص حائرين في معاني كلماتها، فيلجؤون إلى القواميس والخال غووغل علهم يفهمون مراميها ومقاصدها من كتاباتها وقصها، وحين يستدعيها المفتون بالقص والمتذوقه ( شهريار)، تزدريه وتزدري حتى محضيته شهرزاد ضمنيا وتزدري حتى نمطية قصها المخالف لما جرى عليه هي لسانها وارتضته بديلا للقص السائد!
تحت تهديد السيف يطلب منها شهريار حكاية فتمتثل لأمره دون أن تتنازل عن كرامتها وأنفتها وتحكي حكاية خارج عن النمط الشهرياري، حكاية ملغزة لا جمال فيها، أحجارها كلمات غريبة غير متداولة وبأسلوب ملتو إمعانا في تكسير نمطية الحكي الذي سار به الركبان واعتاده محبو شهرزاد مما جعل الملك يغضب ويطردها …
خلاصة:

قصة حكي السيف قصة جميلة، بليغة قد يراها البعض رسالة بدون هدف، أو عدا استعراض عضلات تحديا لمن لا يؤمنون ببلاغة اللغة ولا يرونها لبنة لازمة خاصة في الكتابة عامة وفي القص خاصة، وأراها أنا خطابا للناقد الذي يجامل المقربين ويقسو على المبعدين حتى وإن أجادوا … ويثني كثيرا على رفيقته حتى وإن لم تترفق بالأدب وبأساليبه المتفق عليها، فشهريار وشهرزاد وكل الجوقة ماهم إلا تلك المخلوقات الهلامية التي تعشعش في بعض المجموعات أو النوادي أو المحافل الأدبية…

تعليق الأستاذ محمد كمال سالم

ولما أدرك شهرزاد الصباح
وسكتت عن الكلام المباح
أرسلت المحبة والتحية هنا
لكل عزيز مر غاد أو راح/

Ranya Elmhdy
شكري علوان
Sarhan Alrekabi
Hoda Mostafa
رجاء أحمد
Halla Ali
محمود حمدون
مها السيد الخواجه
فتحي فتحى محمد علي
د.محمد محي الدين أبوبيه
Mohamad Al Marakby
مي محسن عامر
Nermein Demeis
محمد الدليمي
Abo Mazen AbdElkafy
جمال محمد الشمري
عاشور زكي أبو إسلام
فاطمة يوسف عبد الرحيم
محمد الرحالي
Soad Mohamed
يوسف اعميرة
عبد المجيد أحمد المحمود
حدريوي مصطفى العبدي

وكوني أمثل هنا دور مسرور السياف، أود أن أصرح لكم أني بعد أن ألقيت بالقاصة خارج القصر؛ اسررت لها:
دعي لي هذا الكيس المكتنز بالذهب، ويكفيك أنت ما نالك من مديح هنا وليذهب شهريار للجحيم.

شكرا لك أيتها المشاغبة مهدية أماني الرغاي أن فعلت كل هذا الصخب الحلو هنا.

كان هذا النص الهارب من حكايا ألف ليلة وليلة، من اصطياد القناصة الماهرة/
مهدية أماني الرغاي صاحبة الأياد البيضاء على كل مبدع في هذا الفضاء الأزرق.
لها منا جميعا كل التحية.
ولأن الحبيب بالحبيب يذكر
فكل الحب للأب الروحي لهذا الفضاء الحبيب السكندري الرائع محسن الطوخي

أ. رجاء أحمد

استمتعت جدًا وأنا أتناول القصة كلمة كلمة واستحسنت هذا المزج البديع بين اسطورة الماضي وبين رؤية الحاضر في براعة السبك واستكمال خصائص فن القصة ..

بوركتما كاتبة مُجيدة وناشر ذوّاق

تعليق الأديبة مهدية أماني الرغاي صاحبة النص

ولما أدرك حسيبتكم مهدية أماني الرغاي الصباح
قررت ألا تسكت عن الكلام المباح، وان تبقى تحكي عن معاناة الكاتب بصرف النظر عن جنسه فكلنا في القص سواسية نحمل هما واحدا وهو بعث رسائل عبر حروفنا، ورصد معاناة مجتمعنا ومحاولة تغييره ولو بالنزر القليل الذي نقدر عليه ..وإمتاع القراء وجعلهم شركاء في الإبداع عبر نقدهم وتوجيهاتهم .. فبها نرتقي وبحضورهم على
ضفاف الحرف نلتقي.

والشكر الوارف موصول لكل أساتذي واستاذاتي الذين وضعوا بصمتهم على النصيص وألفى لديهم استحسانا ووجدوا له بعضا من جمال وإبداع وأختاروه لذائفيتهم الأدبية الرفيعة.

Ranya Elmhdy
شكري علوان
Sarhan Alrekabi
Hoda Mostafa
رجاء أحمد
Halla Ali
محمود حمدون
مها السيد الخواجه
فتحي فتحى محمد علي
د.محمد محي الدين أبوبيه
Mohamad Al Marakby
مي محسن عامر
Nermein Demeis
محمد الدليمي
Abo Mazen AbdElkafy
جمال محمد الشمري
عاشور زكي أبو إسلام
فاطمة يوسف عبد الرحيم
محمد الرحالي
Soad Mohamed
يوسف اعميرة
عبد المجيد أحمد المحمود
حدريوي مصطفى العبدي
الأستاذ علي الكاتب.
مبارك السعداني.
بنجازية سيدة .
واشكر شكرا جما كثيرا صاحب هذه الفقرة الرائعة الأستاذ محمد كمال على حسن تدبيره لها وتسييره لدوالبها بكل اقتدار وحرفية.
ولا أخفي سعادتي العارمة بكل الجمال الذي علي نصيصي وعلي انتال .
وأعد بأن أرد على كل من شرفني بالتعليق واقتطع من وقته الثمين ليحتفي بحريفي
المتواضع كل واحد بشخصه وصفته ومقامه.
وتقديري بلا ضفاف لكم جميعا والتحايا لأستاذي ولصديقي وعشرة سنين على الفضاء الأزرق الأستاذ الجليل محسن الطوخي.

أ. علي الكاتب

هذا نص تجلت فيه براعة مليكة القص الى ابعد الحدود ..تمكنا لا يدانى من اللغة ، صياغة مذهلة ، استعارة لثياب الاسطورة وحبكة منحت المضمون – من خلال شخوص شهرزاد والساردة – رمزية محببة لما يدور بين للقصة والقصة القصيرة جدا من سجال. لا اتصور قارئا ينسى هذا النص البديع . لطالما اتحفتنا الاديبة القديرة بنصوصها الاروع فنظل امامها مبهورين لانملك ما نرد به الا عبارات اعجاب و امتنان .

مبارك السدني

حكي تحت السيف
مشروع رؤية جديدة للعلاقة بين شهريار وشهرزاد (الجزء الأول)

قراءة نص ما تفرض الوقوف على مكونات الاستراتيجية التي تبناها المؤلف لبناء معمار النص وتشييد معناه ودلالته. وغاية المؤلف من عمله تستهدف المتلقي الذي يفرض عليه منطق الأشياء أن يفهم استراتيجية المؤلف ليفكك أسسها وآليات بنائها، ليبني على ضوء ذلك استراتيجية مضادة تمكنه من الفهم والتحليل والتفسير. إذا كانت استراتيجية المؤلف تقوم على قواعد البناء والتأليف، فإن استراتيجية المتلقي أساسها التفكيك والهدم لإعادة البناء عن طريق آليات الفهم والتحليل والتفسير والتأويل.

أول لبنة في استراتيجية المؤلف هي العنوان، ولا يخفى ما لهذه العتبة من أهمية يعمل المؤلفون على إيلائها أهمية قصوى. منها تبدأ الملاح الأولى لوضع تصور أولي لمعمار النص، والشرارات البكر المنفلتة من أتون النص والمساعدة على وضع فرضيات للقراءة.
1- عتبة العنوان:
المصافحة الأولى مع النص انطلقت من عنوان، عمل صاحب النص على اختياره بدقة ليحدد به مجال تحرك النص وآفاق معانيه ومدى وحدود دلالته. (حكي تحت السيف) عنوان اختير بذكاء، بمجرد ما تذكر الثنائية التي بني عليها العنوان والمفترض أن تحكم النص معمارا ودلالة (الحكي #السيف)، يستحضر المتلقي المشترك بينه وبين المؤلف، وهو النص التراثي الذي يقوم في بنائه على هذه الثنائية (الحكي المحفوف بحد السيف) ألف ليلة وليلة. الحكي الذي يؤدي استمراره إلى عطالة السياف مسرور. وإذا نضب معين الحكي عاد سيف مسرور إلى سفك دم شهرزاد وبعدها لن يتوقف نهر دماء بنات جنسها، ما عدا في حالة واحدة ظهور شهرزاد جديدة تشل عدوانية شهريار وسلاحه الحكي دائما تحت حد السيف. هكذا يؤطر العنوان النص ويوجه أفق تلقيه وممكنات تعديله وإعادة بنائه.
2- شهرزاد التراث تفقد بريق الحكي، وشهرزاد ذات الملامح الأمازيغية ترفض الخضوع
يقدم النص شهرزاد التراث بطلة (ألف ليلة وليلة) في ظروف مغايرة لما ظهرت عليه في سياق وضعها القديم، حيث كانت متحكمة في تدبير مجلس شهريار وتسييره، وسلاحها ذكاؤها ومعين لا ينضب من الحكايات امتد لألف ليلة وليلة. إلا أنها في وضعها الجديد، كما يقدمها النص الذي بين أيدينا، امرأة أخرى فقدت سلاحها لاحول لها ولا قوة تجلس في حضرة شهريار ( مكوّرة في مَسْكنة جِوار تَخْته صامتة…) هذا الوضع الجديد جعل شهريار يستدعي قصاصة جديدة (شهرزاد ذات الملامح الأمازيغية) يعوض بها قصاصته التي تجاوزتها الحياة الحديثة ولم تعد قادرة على مسايرتها. ولم تجد أمام (شهرزاد الجديدة ذات الملامح الأمازيغية)، إلا تنظر إليها شزرا في تحد واضح، بادلتها منافستها تحديا بآخر ممزوج بسخرية من مظهرها الخارجية، بل استهجنت اختيار شهريار لها، واستنكرت حبه لها …
بادر شهريار بفظاظة لا تليق بالسلاطين. بلغة العصر لا تليق ( بجنتلمان)، وطرح السؤال الذي يسحل عقدة النص ويفتح آفاقه و يحدد مداه:

هاتي، يا امرأة، وأوجزي فقد مللْتُ الحكْي الطّويل..!
إذن مشكل شهرزاد التراث، ليس كما قد يبدو للوهلة الأولى، فهي ما تزال قادرة على الحكي، لكن العيب في نوع حكيها أو نمطه. إن شهريار مل الحكي الطويل وأراد أن يسمع حكيا وجيزا.
رفضت بديلة شهرزاد أن تستجيب لأمر شهريار، فما كان منه إلا أن عاد إلى ما ألف من استعمال السيف ليتحقق الحكي تحت حده. تحركت شهرزاد التراث لتبدي رد فعل معاد لبديلتها، لكنها لمحت إليها أنها لا تريد أن تهيمن على مكانتها بل غايتها أن تحافظ لها على مكانة باتت على المحك… من هذا المنطلق فالقصاصة ذات الملامح الأمازيغية هي في نهاية المطاف استمرار لشهرزاد التراث، وليست نفيا أو بديلا، على الأقل في وقوفها في وجه الشهريار المتغطرس المتعطش للدماء.
لتخرج من الورطة التي وقعت فيها شهرزاد ذات الملامح الأمازيغية، دون الإضرار بشهرزاد التراث، ستلجأ إلى سلاح المرأة الذكاء والحيلة. ستنتقي من حكيها الوجيز واحدة شديدة الغموض وجعلت فهمهم لنصيصها شرطا لبقائها في بلاط شهريار إلى الأبد، وإن لم يُفْهَمْ ففي ذلك حريتها وعودتها من حيث أتت سالمة. وافق شهريار على شرطها.
بدون خضوع للطقوس المألوفة وفي إهانة واضحة لشهريار قصت نصيصا غامضا لم يفهمه، لذلك أمر بإخراجها من إيوانه واصفا إياها بالمجنونة. ولم يفته أن يرمي لها بكيس له رنين فيه إهانة وسلب للعزة. غير أن كرامتها أبت عليها أن تنحني لتأخذه. غرز مسرور طرف السيف في الكيس ورفعه في الهواء تلقفته بمهارة لاعبة كرة اليد وسددت ذهبهم الوسخ في عينيه مباشرة…

حكي تحت السيف
مشروع رؤية بين شهريار وشهرزاد (الجزء الثاني)
محاولة في تأويل النص:
يطرح النص قضية أزلية أبدية هي علاقة الرجل بالمرأة. إذا كان النص التراثي (ألف ليلة وليلة) يطرح القضية في إطار تحكمه سلطة الرجل التي تبيح له أن يعمل السيف في جنس النساء انتقاما منهن… وما يسمح به ذلك المجتمع الذكوري للمرأة هو ردة الفعل على طغيان الذكر وتجبره لا تعارضه ولا تحاربه ولكن تداهنه وتعمل على الحفاظ على حياتها وحياة بنات جنسها بالذكاء والحيلة. وهو ما يعكس صراعا غير متكافئ بين سلطة السيف وسلطة الحكي. في النص التراثي كانت الغلبة لسلطة الحكي لكن إلى حين لأن حياة شهرزاد تظل مهددة بنزوة من نزوات شهريار.
من هذا الاحتمال ينطلق النص الذي بين أيدينا، فقد مل شهريار الحكي الطويل، فاستحضر إلى إيوانه قصاصة لها معرفة بالقص الوجيز بأشكاله المختلفة. من خلال مؤشرات في النص نستطيع أن نحدد انتماءها إلى العصر الحديث. ما والت هيمنة شهريار مستمرة وما زالت استكانة شهرزاد أمام جبروته مسترسلة. لكن شهرزاد ذات الملامح الأمازيغية (الأمازيغ تعني الأحرار) ستقف في وجه شهريار بسلاح التحدي والرفض وعدم الخضوع لسيطرته لذلك سترمي على عينيه ذهبه الوسخ الذي يشتري به شرف المرأة ويدنس به طهارتها… في مجتمعاتنا الشرقية استمرارية للعقلية الذكورية، لكن نماذج نسائية يوظفن المعرفة ليس لمداهنة الرجل بل وعيهن سمح لهن بالوقوف في وجهه وتحديه ورفض قواعد اللعبة التي يضعها ويتحكم فيها في انتظار وضع قواعد جديدة للعبة تساوي بين الرجل والمرأة.

بن جازية سعيدة

هذا نص مختلف كقطعة أثرية نادرة كلما دققت فيها وجدت انعكاس الحاضر على الماضي و العكس صحيح، تجلت فيه براعة شهرزاد القص العربي المتخن بالنفائس الى ابعد الحدود ..مخزون من اللغة ثري درري بين العربي والأمازيغي و العالمي من حوشي اللفظ و مستحدثه ( ققجا و هيكو) ، صياغة مذهلة تذكرنا بالمقامات و كنوز الأدب العربي ، الاسطورة ملتحفة بكرامة الأبله و خفة الروح وفصاحة الحصيف وحبكة تداخلت فيها القصة الأم مع القصة المضمنة و القصة المضمنة منحت المضمون فوضى خلاقة في هذا الزمن الذي لم تعد تستهويه بلاهة شهريار وشبقيته، و تتداخل الشخصيات شهرزاد والساردة تحاولان استرضاء الملك كل بأسلوبه لتبرز ذكاء المرأة واقتناصها للفرص،أمام سلطة مفرغة من الذكاء ضخامة وجثة و قلة حيلة – رمزية أن يأتي الخلاص على يد القصة القصيرة جدا فيها رؤية أدبية للمستحدث في الساحة فهل تكون هي البديل عن الثرثرة الروائية في ظل العصرنة و السرعة…
هذا النص البديع يجعلني أتساءل لماذا لا تتطوع الكاتبة و تكتب الكثير والكثير بهذه الحرفية لنعيد مجد المقامة وفن الإضحاك و الطرافة، ألم يحن الوقت لإحياء هذا التراث العربي الجميل على يد بديعة الزمان المغربية المبدعة مهدية أماني الرغاي .
إن نظرنا إلى القضايا المطروحة في النص سنجدها تنقسم إلى قسمين
قضية فنية أدبية التضمين و الاقتباس و التجديد في القصة القصيرة
قضية مضمونية علاقة السلطة بالأدب الرقابة و الترويع
وكرامة الفنان الأديب القاص التي لا تشترى بالمال.
أريد أن أكتب الكثير لكن المجال لا يسمح.
كل الشكر والامتنان لمن اختار و أبدع
القاصة الرائعة لك مني كل المحبة والتقدير سافرت بنا إلى زمن الجواري و كنت سيدة القصر وملكتة بامتلاكك سلطة القص و رمزيته ذكية فطنة متعالية لاعبة كرة يد زمن الأسطورة.. بوركتم

التعليقات مغلقة.