قصة للنقد :دروب ضائعة للأديبة سمية جمعة
قصة للنقد :دروب ضائعة للأديبة سمية جمعة
الحقيقة أنا شايفه نص ممتع، حضراتكم إيه رأيكم.
نص للنقد نعلن عن إسم صاحب ته بعد ٱرائكم/
النص
دروب ضائعة
فجأةً توارى القمرُ خلف سجفٍ من الغيوم ، فادلَهَمَّ الظلام ثانية ، كانَ الناسُ قد استسلموا إلى هجوع صامتٍ ، يُشبهُ سكوناً أو حالة موتٍ ، ثمَّ إنَّ صيحات مبهمة انطلقت في بهيم الليل تأمرهم بالرحيل ، صيحات تنطوي على تهديد مبطَّن !
ولكنْ إلى أين ؟!
غير أنَّ صمتاً آخرَ جابهَ التساؤلَ ، فحاولوا تبيينَ الحال عبرَ شُقوق النوافذ ، بيد أن أوامر متشدِّدة ألزمتهم بإغلاقها ، والابتعاد عن الأبواب ، و أُسقِطوا في أيدي القوم ، وبدوا متوجِّسينَ عاجزينَ عن معرفة ما يجري حولهم .
كانتِ التعليماتُ واضحةً كعري صفيق ، عليهم أن يجمعوا حوائجهم الضروية بسرعة ، فهُمْ قيدُ ترحيل إجباري ! ولكن إلى أينَ ؟! وبدتِ الأمَّهاتُ ممتقعات مثل دجاجات راعَها ظلُّ طيور جارحة فوق فراخها المُتناثرةِ ، (فيما انشغلَ الرجالُ بغير حساب – يا اللّٰهُ . ثمةَ حوامل و رُضَّعٌ وأطفال وشيوخ وعجائز قيدَ الحاجة و المساعدة ، ومقعدون ومرضى ! وبالمقاسات كلها
ماذا نفعل؟و كيف نتصرف؟لا يهم كيف نتصرف، المهم إلى أين نذهب أولا أو ماذا يراد بنا ثانيا؟).
بدا الأمرُ كارثياً يندُّ عن إمكاناتهم المتواضعة ، هذا إذا غضُّوا النظر عن شُحِّ المواد خلال الأزمة التي طحنتِ البلادَ والعبادَ ، لقد أصيبوا في مقتل في الهزيع الأخير من أعمارهم ، و كانَ أن زاغتْ عيونُهم ، وتقصَّفَتْ بهم الركبُ .
وعلى مضضٍ راحَ الناسُ يتحزَّمونَ بعمر من ذكريات لا تُمحى ، فأسرعتِ الأختُ إلى غرفة المكتبة لتُلملمَ أشلاءَهما ، أتصطفي أشعارَ نزار أم نثر غادة ؟! وصرختْ هي تستعجلها : أسرعي .. لا وقتَ لدينا ، فتوزَّعَتِ الأختُ مُحتارة ، ثم حسمتْ قرارَها ، وأسلمَتِ الكتبَ ليد النار ، لكنْ كيفَ لها أن تجمعَ شقاء أبيها لنصف قرن إلى تعبِ أمِّها في حقيبة واحدة ؟! هكذا داسَ الجميعُ على قلوبهم ، و دسُّوا حوائجَ مختلفة في حقائبهم ، ثم تقلقلوا متحرِّكين صوبَ الساحة الرئيسة في انتظار البقية !
في الصباح الباكر تحركتْ قافلة مضعضعةٌ على الطريق العام ، كانَ الأطفال يتعثَّرون بأذيالهم ، فيما أخذَ الشيوخُ يتوقَّفونَ لهُنيهةٍ ، ريثما يستعيدون شيئاً من قُواهم ، وقد تُلجَمُ حاملٌ مُمسكةً بظهرها ، حين يبرقُ في ظهرَها سيخٌ من الوجع ، ولم يألُ الرجالُ عن تقديم مساعدة لهذا أو تلك ، متجاوزين الاشتراط غير الإنساني الذي زُجُّوا فيه !
وعلى البعد أنشأتْ قافلة تنضحُ بالبؤس تُرى للعين ، مُعتمرةً بحقبة من الحنين و مظلة أغرقتْ نفوسَ أفرادها بأخيلة لن تُمحى من أرواحهم !
ألفُ ذكرى راحتْ تتمرسحُ على مُخيِّلاتهم الحرَّى ، لقد نسوا حاجياتٍ و لوازمَ غالية عليهم .. كُتبٌ ربَّما ، و ربَّما ألبومات توثِّقُ صورَهم في مناسبات شتَّى ، هدايا أو أدوات شخصية كانوا قد تبادلوها في مناسبات مختلفة ، وهناك .. في سماء عميقة الزرقة كانَ ثمةَ طيورٌ تتوزَّعُ على تشكيلاتٍ شتَّى مودِّعة أو مؤبِّنة ، هكذا اعتسفَ الجمعُ المتحامل على نفسه المسافة إلى تلك المدينة ، ليصلوها على سغبٍ ، حتى أن أقدامهم بدتْ عاجزةً عن حملهم ، فتهاوَوْا على الأرصفة ملوِّحينَ ملوِّعينَ مُتعبينَ ، كانتْ وجوههم تنضحُ بالضنك ، وجوهٌ غريبةٌ بدتْ و كأنها خرجتْ للتوِّ من كهف او نفقٍ ، من غير أن يغادرَهم هاجسُ الفَناءِ .
أ، حبيبة سالم
قصة أقرب إلى الواقعية تعكس صورة مأسوية لواقع مؤلم يعيشه أخوة لنا في بقع متفرقة من بقاع الأرض تحت وقع الظلم والقهر إما بدافع التطهير العرقي أو بغرض الهيمنة والإذلال من قِبل حكام جائرون..
استخدم/ت القاص/ة أسلوب السرد في وصف المشهد كشاهد عيان، بل كشريك فيه فأحسن/ت الوصف وحرك/ت المشاعر وأثار/ت العبرات. تحياتي للقاص/ة
أ. شكري علوان
قصة رائعة، تكشف الواقع الذي نحياه بأسلوب رمزيّ رائع.
أ. حنان شبيب
قصة واقعية بقلم أديب متمكن من أدواته بحيث يجذبك إليها فتظن انك منغمس في أحداثها ومتعاطف مع شخوصها بل أنك أحدهم..
ما رأيته (شفته)أستاذة جيهان شفناه أيضا فلك جزيل الشكر على جمال الاختيار.
أ. محمود حمدون
فكرة القصة جميلة لكن اصرار الكاتب/ه على تفصيل السرد بطريقة تميل إلى عالم الرواية. أظنها مادة خام لمشروع رواية رائعة. …
أ. رجب بن عمر
قصة ترسم صورة حية لواقع أليم يعيشه بعض اخوتنا في عالمنا العربي التعيس
أ. علي مو
السلام عليكم
هذه القصة لقاصة على ما أظن
و هو ظنٌ على قراءة في النص قد يصدق و قد يخيب
كما علق الجميع تقريباً فالنص جيد و رمزي و معبر فأنا أري ذلك على قليل خبرتي بتقنيات فن القصة
و الرواية و لكن انضم إليهم كنوعٍ من انواع النقد الانطباعي قد استطاع النص ان ينقل لي شعور بالحالة و الأجواء التي ارادها مَنْ كتبه و قد نجح في ان ينقلَ لي تنوع المشاعر و الاحاسيس بل و تنوع أثرها فيَّه كقارئ للنص بقدرة كبيرة و مهارة عالية لقلم يمتلك أدوات كتابته و فنه
لكن بالنسبة للغة النص للأسف من وجهة نظري أنها لم تقدم جديداً مبتكراً في الصور و الأخيلة و في غير موقعٍ حينما حاولت التجديد فيه وقعت في أخطاء بعضها يعد في علم اللغة من باب القياس الخاطئ و آخر لم يكمل المسير في مواضعَ لن افصحَ عنها إلا إذا سُمحَ لي من القاصة_ اذا صدق حدسي_ أو القاص اذا خاب
وقتاً و نصاً مُمْتَعاً و ممتِعاً بأذن الله تعالى وتحياتي لكم جميعاً
أ، فتحي محمد علي
قصة وإن كانت مادتها الخام من الواقع الأليم إلا أن الأديب أسقط عليها من فنيات العمل مايجعلها عملا فنيا أخاذا.
غلب على القصةبحكم امتداد الأحداثبعض من تقنيات الروايةمن عقدة وصراعوهذا لايقدح في العمل.
ألفاظ الأديب جزلة وصوره موحية ونسجه مبدع وكذا لغته_نحوا وصرفا وكتابة سليمة مئة في المئة؛لكن الأصوب للغة المعتبرة:”وأسقط في أيدي القوم”لا:”وأسقطوا في أيدي القوم”.
ملحظ أخير بخصوص العنوان:”دروب ضائعة”فوصف الدروب أنها ضائعة إلصاق في غير محله.
أ. هالة علي
ليست بغريبة على واقع يعيشه الكثير من البشر في بقاع العالم حولنا ولن تصدق اني قرأت مثلها منذ عدة اعوام عندما جاء إنذار لاحدى البنايات التي صدر قرارا بإزالتها للبناء المخالف.
خرج السكان من شققهم يحملون ما استطاعوا ووقف عمال الهدم على كل باب بعد خروج اصحاب الشقة يكسرون الحوائط والسلالم حتى لا يُفكر احد في العودة.
سرد محبوك بحرفية لأنه صادق.
أ. سعيدة بن جازية
قص جميل لمعاناة بعض من مورس عليهم القهر والعنف
أ، مي محسن عامر
لكل عصر فرسانه الذين يدونون احداثه بطريقة أدبية رائعه بعيدا عن كتب التاريخ التى قد يراها البعض مملة
القصة تحكى واقع يعيشه البعض لتخليده عبر ادب جميل عبر مر العصور
حكاية جميلة غير مملة
أ. رانيا المهدي
الفترات الحالية وما يخوضه العالم من تغيرات وحروب وضغط من كل الاتجاهات.. خلق نوع من الألم المختلف لينطلق ويصنع كلمات تحمل بعضا منه لعالم الأدب.. شكرا على هذا النص والنص السابق فكلاهما يعتبر شاهد على عصر من أصعب عصور الحياة البشرية على الأرض.
شكرا لصاحب أو صاحبة هذا القلم الجميل
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
تحية شكر وتقدير لكل حبيب مر هنا ودعمنا/
Habiba Sallam
شكري علوان
حنان شبيب
محمود حمدون
Ragab Benomar
Aly Mo
فتحي فتحى محمد علي
Halla Ali
Saïda Ben Jazia
مي محسن عامر
Ranya Elmhdy
شكرا لكم وكان هذا النص للأستاذة المبدعة السورية سمية جمعة
فشكرا جزيلا لها أن ساهمت معنا في إثراء فقرتكم المحببة (قصة للنقد)
التعليقات مغلقة.