قصة للنقد :ذات بقلم محمد البنا
قصة للنقد :ذات بقلم محمد البنا
إسمحوا لي، أن أقدم لكم الليلة نص من اختياري المتواضع.
شوفوا، هذا الأديب أحبه جدا، لدرجة إني نفسي أتفرج عليه وهو تحت مقصاتكم، أرجوكم قطعوه، وإن لم تجدوا عيبا، فعيروه وقولوا له (يا احمر الخدين)
ذات قصة بقلم محمد البنا
لم تكن سوزي حين تزوجته قد بلغت الثلاثين من عمرها بعد، حينئذ كان يكبرها بعشرة أعوامٍ فقط..رجلٌ أربعيني ذو مركزٍ مرموق، مثقف، متحرر، كثير السفر، كان يرى في الزواج قيدًا لحريته، لكنه عندما رأها لأول مرة صبيحة يومٍ مشمس، واقفة تجفف جسدها إثر خروجها من المسبح المكشوف في النادي الأرستقراطي، لم يشعر بنفسه وهو يقترب منها ويسألها في جرأةٍ متناهية ” هل أنتِ متزوجة ؟ ” .. ولم ينتظر ردًا منها، بل استطرد وعيناه تسبقانه بالقول ” إنّ لكِ قوامًا أذهلني! “
كانت سوزي بالفعل تملك قوامًا متناسقًا ومدهشا، يكاد يماثل التمثال الشهير المنحوت من الرخام لآلهة الجمال عند الإغريق ” إفروديت “، هى كانت تعلم ذلك، فلم يكن جديدًا عليها أن تسمع هذا الإطراء، أو أن تلمح ذلك الإندهاش البادي بجلاء في حدقتي عينيه، فما من شابٍ أو رجلٍ سبقه إليها إلا وقال ما قاله وأكثر، الفارق الوحيد بينه والأخرين أنه الوحيد الذي طلب الإقتران بها، حتى عندما كانت زهرةً تتفتح في نهايات عامها الثالث عشر، عندما ضبطها أخوها شبه عارية بين ذراعي حارس الفيلا، وعلى فراشه العفن في غرفته الخاصة، الملحقة بالحديقة الخلفية للفيلا، ودافعت أمها عنها بشراسة، وتعللت أنها لا تزال صغيرة، وألقت اللوم كله على الحارس الشاب حليق الذقن، فما كان من أبيها إلا أن طرده، واستقدم حارسًا آخر ذا لحية كثة، ولكنها ناعمة يشبه ملمسها ملمس الحرير، إلا أن نظراتهما لها تتطابق تمامًا، هى لاحظت ذلك وأهتمت، ولكن أباها لم يلحظ، وإن لاحظ لم يكن ليهتم…أخوها كان عضوًا في جماعة عبدة الشيطان وصديقه أيضًا..تخاصما لفترةٍ وجيزة، ثم ما لبث أن عادت المياه لمجاريها، ذلك الصديق كان وقتئذ في عمرٍ يقارب عمر أخيها، أخوها الذي يكبرها بخمسة أعوام فقط، ومع ذلك لم يتقدم لأبويها طالبًا يدها، وكذلك فعل كل من تلاه من شبابٍ ورجال.
زوجها دائم السفر، لذا كان جل اهتمامها هو العناية بطفلتهما ” إنجي ” ذات الأثنى عشر ربيعًا، وقطتها المدللة ” بوسي ” …تلك القطة التي استجلبها والدها لها من إحدى العواصم
الغربية التي يتردد عليها، يومها قال لها مازحًا وهم يتناولون غداءهم في الحديقة الأمامية والمجاورة لحمام السباحة الصغير، حينما رأى القطة تلهو برشاقة، وتموء بين فينةٍ وأخرى، كأنما تحدث قطًا تراه، وهم لا يرونه..قال : إنجي..عليك أن تعلميها الفرنسية، ولا تدعيها تختلط بقططٍ غريبة.
إنجي لم تكن لتهتم بما قاله أبوها، ولكن سوزي اهتمت، واستدعت مدرسًا للغة الفرنسية، وطلبت منه أن يعلم الطفلة وقطتها المدللة اللغة الفرنسية، تبسّمت عندما تذكرت ملامحه المندهشة والمستغربة طلبها الغريب، لكنه سرعان ما وافق، فكيف لشابٍ في مقتبل حياته العملية، أن يرفض مكافأةً مغرية كهذه المكافأة، بدا ذلك واضحًا بعد فترةٍ وجيزة من بدء الدروس، وتردده المنتظم على الفيلا، ذلك حين مد يده بورقة صغيرة ملفوفة بعناية إليها هامسًا ” هذا رقمٌ خاص جدًا، هاتفيني إن أصاب مثلًا قطتك المدللة سوءًا أو احتاجت لمن يحنو عليها “.
شكرته وهى تعلم أنه يراها قطةً مدللة، رأت ذلك في عينيه مرارا، لكنها لم تهتم، فقد سبقه كثيرون من أصدقاء زوجها، ولم تهتم بهم أيضًا، كانت قد آلت على نفسها أن تودع مجونها قبل الزواج إلى غير رجعة، فألقتها في مكانٍ ما، لاتدري يقينًا أين هو، لكنه تتذكر فقط أنه مكانٌ آمن، لكن الورقة التي أعطاها لها صديقٌ آخر لأخيها حين مغادرته الباب الأمامي للفيلا ذات ليلة، لا تزال تحتفظ بها إلى الآن في علبة مجوهراتها، في درجٍ خاص بها في دولاب غرفتها، ومفتاحه الوحيد متدليًا آمنًا بين نهديها، في سلسلةٍ ذهبية عيار 24 قراط، ألبسها أياها زوجها في الذكرى الأولى لمرور عامٍ على زواجهما، ولم تبارح عنقها منذ تقلدتها إلى الآن، لم تكن الهدية الوحيدة التي أهداها زوجها لها، بل تنوعت الهدايا بين سلاسل ذهبية وأقراط ماسية، وخواتم مرصعةً بالماس الحر، إلا أنها كانت الوحيدة التي طوق بها بيديه عنقها، ربما لذلك السبب لم تفكر لمرةٍ واحدة في خلعها، أما ثيابها غالية الثمن فكانت لا تفتأ ترتدي زيًا لسويعاتٍ قليلة، ثم تبادر باستبداله بآخر، فقد كان زوجها غائبًا، وابنتها لاهيةً مع قطتها المدللة، أو تستذكر دروسها، والخدم كأشباحٍ يروحون ويجيئون، وهى متكئةٌ على ساعدها الأيسر تتصفح المجلات الغربية، التي يواظب زوجها على استجلابها معه من الخارج، أو تتطلع بملل إلى شاشة التلفاز ذات ال ٨٠ بوصة.
تدرك جيدًا أنها تختلف عن أمها في كثيرٍ من الصفات، وكذلك زوجها يختلف عن أبيها، فأمها كانت تهتم بإقامة الحفلات والمسامرة مع سيدات المجتمع الراقيات، وكان أبوها ينفذ لأمها كل رغباتها، أما زوجها فدائمًا ما يأتي بما يريده هو لها، وليس بما تريده هى لنفسها، كانت تتألم لأنها تريده هو دائمًا، ولا تجده غالبًا.
وتعي أنها تشبه أمها في شيءٍ واحد، وواحد فقط.. أمها استقدمت عازفًا للبيانو ليعلم الطفلة المدللة العزف، بينما هى استقدمت مدرسًا للفرنسية ليعلم ابنتها وقطتها المدللة اللغة، ولم تعرف إلى الآن وبعد مرور ثلاث سنواتٍ على وفاة والدتها، إن كان عزف البيانو قد دس في يد أمها ورقةً ملفوفةً بعناية، مثل تلك التي دسها في يدها مدرس اللغة الفرنسية.
تلك الورقة التي لا تعرف يقينًا أين وضعتها، لكنها تعرف فقط أنها في مكانٍ آمن.
كانت الأشباح تظهر نهارًا، وأما الآن وقد داهم الليل سماء المدينة وشوارعها، فلم يتبق إلا شبحٌ واحد..فها هو حارس الفيلا يستأذنها، إن لم تكن تريد شيئًا من الخارج، فسيغلق الباب الحديدي المكهرب للفيلا، فالآن معظم الأغنياء يكهربون أسوار منازلهم وأبوابها، فقد أضحى أكثر من ثلثي سكان المدينة لصوصًا وقاطعي طريق، بعد أن فقدوا أعمالهم، ولا يجدون ما يسدون به رمق ذويهم ممن يعولون، أذنت له فمضى، ندت عن شفتيها ضحكةٌ خافتة، كان أيضًا ذو لحية تشبه كثيرًا لحية حارس فيلا أبويها، ثم ما لبث أن ضحكت وهى تقارن بينه والحارس الأخر الذي لمحته يتلصص عليها مختبئًا خلف جذع إحدى الأشجار في الفناء الخلفي، وهى بين ذراعي صديق أخيها، ولم يجرؤ على الإقتراب منهما، وكيف له أن تأتيه الشجاعة لفعل ذلك، وهو يعلم يقينًا أنّ إشارةً من إصبعها كفيلةٌ بطرده، فقدكان يكفي أن تتهمه بمحاولة التحرش بها، ولم يكن ليدافع عن نفسه، وهو الذي لبى كل رغباتها كلما عنّ لها أن تتحرش به، وخفتت ضحكتها قليلًا حينما داهمها بغتةً سؤالٌ، طرق أبواب ذهنها..أتراه رأي إنجي في الحديقة الخلفية، وجبُن أن يشي بها مخافة طرده ؟!.
هدأ كل شيءٍ حولها، إلا بعض نداءاتٍ لصرصور الليل بين لحظةٍ وأخرى، وصرصور آخر يلح في أذنيها أن أبحثي عن الورقة، وداهمتها على حين غفوةٍ عيناه…همست مندهشة ” يا الله ..إن عينيه لجميلتان، وشرهتان أيضًا” تساءلت كيف لم تلحظ سوادهما الشديد البراق، والمتقد كجمرٍ ملتهب يدعوها للإحتراق!!، تأملتهما مليًا، غرقت حتى أذنيها في بحر حيوانيتهما، أحسّت بنار نظراته تخترقها، لم تدر بنفسها وهى تهرول باحثةً عن الورقة، إلى أن وجدتها في درج الكومودينو الخاص بها، اتصلت، همست سائلةً، خطت بلهفةٍ ما أملاه عليها، أنهت المكالمة، وسارعت بارتداء أحب ثيابها إليها وأكثرها أناقة، قاطعها رنين الهاتف، إنه زوجها يزف لها البشرى المرتجاة والتي انتظرتها ما يزيد على العشرة أعوام، ” أعود غدًا مساءا، ولن أسافر مجددًا يا زوجتي الحبيبة “
أجابته في فتور ” سأسافر صباح الغد إلى شرم الشيخ لليلتين، فقد ترأست جمعية خيرية لرعاية المتقاعدين،انتظرني ريثما أعود ” .
أ. أحمد فؤاد الهادي
فلندخل البيوت من أبوابها، ولنبدأ بالعنوان “ذات” والذي جاء مناسبا جدا لما حواه المتن، وفي كلمة واحدة أوحى بان الذات لا تتغير في جوهرها وإن تغيرت في مظهرها، وبهذه القناعة دلفت إلى السرد حيث بدا لي أن الكاتب قد فتح نوافذ فكره جميعا في آن واحد، وأخذ يطل منها نافذة تلو الأخرى دون ترتيب وينقل للورق رؤياه، فتداخلت الأحداث وارتبك القارئ وهو يتابع الحكي الذي اختلطت فيه الأزمنة أو لم تكن واضحة التحديد، كذلك حدث مع شخصيات القصة، فكان الخلط بين الأم والابنة والزوج والأب ناهيك عن شخوص ظهرت باهتة دون دور واضح محدد الزمان والمكان كصديق أخيها ومدرس البيانو ومدرس اللغة الفرنسية.
وقد أعدت القراءة عدة مرات حتى أجد خطا دراميا يصحبني من البداية إلى النهاية، وفي كل مرة يتركني الكاتب وبقفز ما بين الأحداث أحيانا أو تأخذه مني جملة وصفية استحسنها.
ورغم هذا، استطاع النص أن ينقل فكرة الكاتب التي تمحور حولها النص والتي أبرزها العنوان، وأوافق الكاتب تماما في فلسفته عن الذات، وهي فلسفة أقرتها وأيدتها الثقافة الشعبية المستخلصة من تجارب الشعوب والتي أطلقت عشرات الأمثلة التي تؤيد هذه الفلسفة، ولعل أبرز تلك الأمثلة عندي يقول: ” الكلب كلب لو ركبته طيارة، لا ينسى قولة هو ولانومته في الحارة”
تحية لمبدعنا الرائع، وفي انتظار المزيد من الإبداع.
أ. بدوي الدقادوسي
لم يتحرش الكاتب بالورقة عبثا بل حين امتلأ جمالا وعمقا فاض به في عمل بديع مليء بالتفاصيل التي يعرف متى يبعثرها ومتى يجمعها . طالما تمنيت أن أقرأ عملا لكاتب يدرك ما يريد ويحكم السيطرة على أدواته . ما أجمل أن تكون معماريا ماهرا و مفكرا عميقا حينها ستشيد صرحا فنيا يسر الناظرين تحياتي لكم أستاذ محمد كمال سالم محمد
وتحية خاصة لمن شيد هذا الصرح الفني المزركش
أ. عاشور زكي
قراءة في قصة قصيرة: ذات
عاشر الذوات؛ فارقته اللذات.
القصة تسير في خط زمني لأسرة مفككة وإن بدا عليها الثراء الباذخ، فهي تعاني من الفقر الروحي.
تعقد الزوجة سوزي مقارنة بين أبيها وزوجها في المقتنيات فقط: كان أبوها يجلب لأمها سيدة المجتمع ما تريده؛ أما زوجها فيجلب لها ما يريده هو. ولما لا؟
لقد سعى للزواج منها لإعجابه بقدها الشبيه بقد إلهة الجمال لدى الأغريق. رآها تحفة فنية تكمل ديكور فيلته.
إنسان متفرنج في الخلق والطباع.
ونراه يلمح إلى خيانتها بالإسقاط على قطة ابنته إنجي المدللة: لا تدعيها تلهو مع الأغراب. علميها الفرنسية.
وهذا مدخل للأغراب في حياتها.
إذا لم تحقق المرأة ذاتها مع زوجها، وتحيط بها المغريات الذكورية من كل جانب، من الطبيعي أن تسعى لتحقيقها مع الأغراب المتعطشين والمتلهفين للسقوط في فتنتها جمالا ومالا.
وحينما تصل إلى الذروة، وتنحدر إلى هاوية الخيانة،يأتيها إتصال هاتفي من الزوج بأنه سيأتي ليتقاعد، فما كان منها إلا أنها قد أنشأت جمعية لرعاية المتقاعدين في المدينة الساحلية الهاربة إليها مع العشيق ( معلم اللغة الفرنسية).
لدينا مثل شعبي يقول: اكف القدر على فمها، تطلع البت لأمها. إذن نحن أمام ذرية فاسدة بعضها من بعضها ابتداء من الجدة انتهاء بالحفيدة، وإن كانت الزوجة سوزي قد أخذت نصيب الأسد أو (اللبوءة).
الطبع يغلب التطبع.
في القصة بعض الهفوات الإملائية: مثل مساءا، والأصح مساء/ إلهة الجمال، وليس آلهة الجمال.
تحدث عن صديق الأخ، ثم تكلم عن الأخ، وجاء ضمير يعود على الأخ ثم ذكر بعده لم يتقدم لخطبتها مع أن الضمير المتصل بأخيها وليس بالصديق.
تحياتي للفقرة وصاحب/ة القصة، والقائم على الفقرة أستاذنا محمد كمال سالم.
في أمان الله.
أ. محمد كسبة
ذات
من وجهة نظري المتواضعة
هي رواية كاملة الاركان ينقصها سيناريو و حوار لتكون فيلم كلاسيكي من افلام الزمن الجميل
غير أن الكاتب بعد سرد الرواية كاملة اراد إدراجها ضمن القصص القصيرة فقط بلفظ ( الآن )ليدمج الأحداث و الأشخاص و يقلل الفترة الزمنية و ينقلنا من الحكي في الماضي إلي حكي في الحاضر بحدث فرعي يشبه ما تناوله سابقا
هل من المعقول أن أروي رواية كاملة بكل مقوماتها ثم بلفظ واحد بلفظ واحد اغير نوعها الي قصة قصيرة
و لم اعي لم كان الكاتب مصرا علي إبراز التحرش و الإيحاءات الجنسية التي تثير الغرائز مثل لفظ جسدها المكشوف و لفظ بين نهديها و لفظ شبه عاريه
و محاولة لي عنق الرواية لتناسب الزمن الحاضر مثل ابواب مكهربه و تليفزيون ٨٠ بوصه يفقدها بريقها
الافضل ان تكون الرواية كلها تحاكي فترة الستينات او السبعينات
تعددت الشخصيات و تعدد الاماكن و تعددت المشاهد و حدثت فيها نقلات بين الماضي و الحاضر
القصة فيها اكثر من صراع و اكثر من حبكة ، فيها قصص فرعية لم تكتمل
القصة فيها التشويق و الاثارة و فيها الامتاع
الجمل و الكلمات كانها ثلاثية الابعاد تجعلك تعيش الحدث بل تود ان تشارك الابطال في اي دور مساعد
القصة كلاسيكية من الطراز الاول
تحياتي للمبدع كاتب الرواية فأنا لا اراها قصة قصيرة بأي حال من الاحوال
أ. جمانة الزبيدي
للوراثة الجينية قوانين لا تشابه اي قانون آخر اعده الله باتقان صنعه وبتقادم العلم وتطوره وسرعة عجلة ذلك التطور لتدخل الهندسة الوراثية في مضمار الكثير من القضايا المصيرية وهذا ما ارتكز عليه الكاتب بوضع القارئ بدوامة التقاء جيلين متنافري العمر متجاذبي السمة . إمتداد يشعر القارئ بانه في متاهة أحد البيوت الارستقراطية التي احكمت إغلاق أبوابها (بالاسلاك المكهربة) وأغفلت إحكام أخلاقها وتناست الثغرات التي يتركها كثرة السفر وترك الزوجة الشابة-الغير ملتفتة لنظرات المتلصصين-وفي الجانب الآخر تتوق للقوة الجسدية التي تفيض شبابا وشراهة.تنقل ملتوٍ بين الامس واليوم واستمرارية الحدث حد التناسخ .
تتابع القارئ لتلك التنقلات ومتاهة الجيلين تتسبب بنوع من الامتزاج الغير منتظم .الإشارة الخفيفة للأصل الاول (الجدة) وهي تدافع عن هنات ابنتها وترمي بخطيئتها على الحارس الشاب الانحلال المتوالي خلّف في نهاية المطاف بداية أنحراف للأم .
كما لم يغفل الكاتب وهو يرمي بتبريرات واهية لذلك الإنحلال (ترك الزوجة الشابة لأوقات طويلة وكثرة السفر) ومحاولة تعويضه لذلك السفر بأنواع الهدايا الثمينة.
الإنفصام الديني وكما هو معروف من تقاليد عبدة الشيطان أضفى طابعا آخر ليفتح باب الحرية للبنت على مصراعيه من قبل والديها وتركيزهما على رعاية البنت رغم أن القاص لم يبين مقدار أختلافهما معه عقائديا.
إزدواجية الراوي داخل القصة ترك الإيهام والمشابكة السردية قائمة .
تنوع الموسيقى وأختلاف طبقتها لونت القصة بارجوازية كلاسيكية مابين ستينيات القرن الماضي وتسعينياته.
في نهاية الإضاءة كانت قصة لطيفة محملة بالكثير من الصور المكثفة ومزدوجة الوقت في حين انها كانت احادية الحدث المتكرر.
د. إياد الصاوي
قادني حيث يريد و ليس حيث كنت أظن ..
هكذا فعل هذا المبدع ..
نص صعب ومركب ، و فيه أكثر من احتمال للتأويل ،
العنوان هو مفتاح النص اللغز
فلو تتبعنا مسارات القصة لوجدناها لمجموعة من الإشارات .. لأحداث مختلفة وكل حدث يقبل أكثر من تأويل جهد القاص في تشكيله وجعل التتابع الديناميكي للأحداث عبارة عن جمل قصيرة قد تبتدئ من الكينونة وتنتهي إلى الصيرورة ، من النشأة حتى المآل .. قد نراها غير مترابطة ، أوقد نراها مترابطة إلى حد أنه لا انفصام بين الأحداث
تتابع الأحداث يجعلنا مشدودين لغرائبية النص بحيث أننا نعرف إن في الاجتزاء عنصر إعانة لتفسير النص بشكل يوصلنا للحقيقة ،
لكن في هذا النص نجد أن الوحدات الصغيرة هي وحدات مستقلة ، هي الكل المنفصل ، وهي بذات الوقت الجزء المكتمل ، كليته تؤدي إلى تفسير شمولي عام قد تعطينا أكثر من تفسير للنص وقد تجعل التأويل عبارة عن سلسلة من التساؤلات المتناسلة ..
أشكر مبدعنا أن أخرجنا من ذواتنا لنغرق في ذات الدهشة التي اكتنفت هذه الذات ..
مع أني أعيب عليه بعض الهنات الإملائية والنحوية ..
لا شيء مطلق على الأرض
مع كامل التقدير لـ هذا الإبداع الفاره ..
أ. فتحي محمد علي
جرأة لكنها جرأة مكاشفة لوضع لايمتنع وجوده حتى ولو كان قليلا.
حمل العمل في طياته بعضا من الدوافع التي قد تكون سببا في ذلك المسلك المنحرف.
القصة حيكت بمهارة ومقدرة لغوية فائقة.
مزيدا من التوفيق.
أ. علي جبل
العنوان معبر جدا عن المحتوى الرائع.
الذات الحيوانية هنا في السرد لا الذات الأخلاقية التي لم تتح لها الفرصة في الظهور في هذه العائلة الأرستقراطية
المتحررة، أو المتحللة من كل القيم والأخلاق.
وقد تجلى ذلك في الورقة الدوارة التي تدور داخل هذه العائلة وكأنها وراثة.وتجلى ذلك ايضا في الجملة التي انتهت بها القصة.. ساسافر ليلتين في شرم الشيخ… انتظرني ريثما أعود.
القصة رائعة.. والسرد مشوق جدا.
اما المبالغة في الوصف أدت الى الكثير من الجرأة التي تتناسب مع بعض العائلات الأرستقراطية التي لا تهتم بالأخلاق وخاصة اخلاق الأسرة.
كل التحية للكاتب المبدع.
أ. أبو مازن عبد الكافي
تعودت من أستاذي الحبيب الأديب المبدع أ. محمد كمال سالم الإشارة لي دائما، إلا ما ندر من المرات لم يشر لي ، أعذره طبعا لانشغاله، لكني هذه المرة لا أدري انتابني إحساس بتعمدك أستاذي ألا تشر لي.
عموما هذا النص استفزني للتعليق وكما قلت حضرتك قطعوه لكن أنا نويت أقطع النص وليس صاحبه لأني ببساطة لا أعرف صاحب النص.
ولأول مرة سأعلق بطريقة مختلفة عن طريقتي المعهودة التي أبدأها بسم الله…
هذه المرة أستحيي أن أبدأ نفس البداية وسوف أكتب نص القصة مباشرة تتخلله ملاحظاتي.
1*
تخيلت نفسي بدار عرض سينمائي أشاهد فيلما مثيرا للغرائز كأفلام الستينات والسبعينات.. (حمام الملاطيلي و المذنبون و رحلة العمر و العاطفة والجسد وجنون الحياة وغيرها من الأفلام التي لم يكن لها هدف الا إثارة الغرائز فقط والربح بالمال من جذب الجماهير باللعب علي شهواتهم .
طبعا وانا أشاهد الفيلم أعلق علي كل مشهد
، تعليقاتي بجمل وكلمات بين سطور الرواية المختصرة.
ذات .. قصة قصيرة(رواية مختصرة)
(لم تكن سوزي حين تزوجته قد بلغت الثلاثين من عمرها بعد، حينئذ كان يكبرها بعشرة أعوامٍ فقط..) جملتين حشو من البداية كان ممكن حذفهم عند تلخيص الرواية.
البداية المناسبة
رجلٌ أربعيني ذو مركزٍ مرموق، مثقف، متحرر، كثير السفر، كان يرى في الزواج قيدًا لحريته، لكنه عندما رأها.. نقول( عندما رأي سوزي)
لأول مرة صبيحة يومٍ مشمس،
(واقفة تجفف جسدها إثر خروجها من المسبح المكشوف في النادي الأرستقراطي) حشو بغرض الإثارة الجنسية كان ممكن الاستغناء عنه.
لم يشعر بنفسه وهو يقترب منها ويسألها في جرأةٍ متناهية ” هل أنتِ متزوجة ؟ ” .. ولم ينتظر ردًا منها، بل استطرد وعيناه تسبقانه بالقول ” إنّ لكِ قوامًا أذهلني! “
كانت سوزي بالفعل تملك قوامًا متناسقًا ومدهشا، (يكاد يماثل التمثال الشهير المنحوت من الرخام لآلهة الجمال عند الإغريق ” إفروديت)
مابين القوسين زيادة ليس لها لزوم وعدمها لن يلغي جمال سوزي الذي أبهر الرجل الشهواني،
هى كانت تعلم ذلك، فلم يكن جديدًا عليها أن تسمع هذا الإطراء، أو أن تلمح ذلك الإندهاش البادي بجلاء في حدقتي عينيه، فما من شابٍ أو رجلٍ سبقه إليها إلا وقال ما قاله وأكثر، الفارق الوحيد بينه والأخرين أنه الوحيد الذي طلب الإقتران بها،
حتى عندما كانت زهرةً تتفتح في نهايات عامها الثالث عشر، عندما ضبطها أخوها شبه عارية بين ذراعي حارس الفيلا، وعلى فراشه العفن في غرفته الخاصة، الملحقة بالحديقة الخلفية للفيلا، ودافعت أمها عنها بشراسة، (بشراسة!!!) وتعللت أنها لا تزال صغيرة، وألقت اللوم كله على الحارس الشاب حليق (الذقن) اللحية مش الدقن.
فما كان من أبيها إلا أن طرده (لأ راجل) ، واستقدم حارسًا آخر ذا لحية كثة،( ولكنها ناعمة يشبه ملمسها ملمس الحرير،) هو انت لمستها ؟!!
إلا أن نظراتهما لها تتطابق تمامًا، هى لاحظت ذلك وأهتمت، ولكن أباها لم يلحظ، وإن لاحظ لم يكن ليهتم.
(أخوها كان عضوًا في جماعة عبدة الشيطان)
أسرة منحلة خلقيا ودينيا.
وصديقه أيضًا.(.تخاصما لفترةٍ وجيزة) واحنا مالنا مايولعوا!
، ثم ما لبث أن عادت المياه لمجاريها، ذلك الصديق كان وقتئذ في عمرٍ يقارب عمر أخيها، أخوها الذي يكبرها بخمسة أعوام فقط، ومع ذلك (لم يتقدم لأبويها طالبًا يدها، وكذلك فعل كل من تلاه من شبابٍ ورجال.) عارفين إنها بت شمال طبعا.
2*
زوجها دائم السفر، لذا كان جل اهتمامها هو العناية بطفلتهما ” إنجي ” ذات الأثنى عشر ربيعًا، وقطتها المدللة ” بوسي ” …تلك القطة التي استجلبها والدها لها من إحدى العواصم (مؤدبة وعاقلة) الغربية التي يتردد عليها، يومها قال لها مازحًا وهم يتناولون غداءهم في الحديقة الأمامية والمجاورة لحمام السباحة الصغير، حينما رأى القطة تلهو برشاقة، وتموء بين فينةٍ وأخرى، كأنما تحدث قطًا تراه، وهم لا يرونه.. (خبير قطط ياولاد!!) قال : إنجي..عليك أن تعلميها الفرنسية (هتنونو بالفرنسية إياك!!) ،
ولا تدعيها تختلط بقططٍ غريبة.
إنجي لم تكن لتهتم بما قاله أبوها، ولكن سوزي اهتمت، (متعودة دايما)
واستدعت مدرسًا للغة الفرنسية، وطلبت منه أن يعلم الطفلة وقطتها المدللة اللغة الفرنسية، تبسّمت عندما تذكرت ملامحه المندهشة والمستغربة طلبها الغريب، لكنه سرعان ما وافق، فكيف لشابٍ في مقتبل حياته العملية، أن يرفض مكافأةً مغرية كهذه المكافأة ، بدا ذلك واضحًا بعد فترةٍ وجيزة من بدء الدروس، وتردده المنتظم على الفيلا، ذلك حين مد يده بورقة صغيرة ملفوفة بعناية إليها هامسًا ” هذا رقمٌ خاص جدًا، هاتفيني إن أصاب مثلًا قطتك المدللة سوءًا أو احتاجت لمن يحنو عليها “.( فهم نظراتها وكشفها مدرس عكروت)
شكرته وهى تعلم أنه يراها قطةً مدللة، رأت ذلك في عينيه مرارا، لكنها لم تهتم، فقد سبقه كثيرون من أصدقاء زوجها، ولم تهتم بهم أيضًا،
(كانت قد آلت على نفسها أن تودع مجونها قبل الزواج إلى غير رجعة) مدد ياطاهرة ،
فألقتها في مكانٍ ما، لاتدري يقينًا أين هو، لكنه (لكنها) تتذكر فقط أنه مكانٌ آمن، لكن
(الورقة التي أعطاها لها صديقٌ آخر لأخيها) متعودة دايما ااااا
حين مغادرته الباب الأمامي للفيلا ذات ليلة، لا تزال تحتفظ بها إلى الآن في علبة مجوهراتها، في درجٍ خاص بها في دولاب غرفتها، ومفتاحه الوحيد متدليًا آمنًا (بين نهديها) هو فيه ءأمن من ده مكان ؟ !! حويطة.
، في سلسلةٍ ذهبية عيار 24 قراط، ألبسها أياها زوجها (أبو قرون) في الذكرى الأولى لمرور عامٍ على زواجهما، ولم تبارح( ولم تبرح) عنقها منذ تقلدتها إلى الآن (وفية)
، لم تكن الهدية الوحيدة التي أهداها زوجها لها، بل تنوعت الهدايا بين سلاسل ذهبية وأقراط ماسية، وخواتم مرصعةً بالماس الحر، إلا أنها كانت الوحيدة التي طوق بها بيديه(طبعا بيديه أومال هيطوقها برجليه)عنقها ، بيديه زائدة ملهاش لزوم ) ، ربما لذلك السبب لم تفكر لمرةٍ واحدة في خلعها (مخلصة ياناس)
، أما ثيابها غالية الثمن فكانت لا تفتأ ترتدي زيًا لسويعاتٍ قليلة، ثم تبادر باستبداله بآخر، فقد كان زوجها غائبًا، وابنتها لاهيةً مع قطتها المدللة، أو تستذكر دروسها، والخدم كأشباحٍ يروحون ويجيئون، وهى متكئةٌ على ساعدها الأيسر تتصفح المجلات الغربية، التي يواظب زوجها على استجلابها معه من الخارج، أو تتطلع بملل إلى شاشة التلفاز ذات ال ٨٠ بوصة.
(صعبانة عليا أوي.. الفراغ هيقتلها ياعين أمها)
تدرك جيدًا أنها تختلف عن أمها في كثيرٍ من الصفات، وكذلك زوجها يختلف عن أبيها، فأمها كانت تهتم بإقامة الحفلات والمسامرة مع سيدات المجتمع الراقيات، وكان أبوها ينفذ لأمها كل رغباتها، أما زوجها فدائمًا ما يأتي بما يريده هو …..
3*
أما زوجها فدائمًا ما يأتي بما يريده هو لها، وليس بما تريده هى لنفسها، كانت تتألم لأنها تريده هو دائمًا، ولا تجده غالبا. (ياحبيبتي..
خدي راحتك الأشباح كتير قدامك.)
وتعي أنها تشبه أمها في شيءٍ واحد، وواحد فقط.. أمها استقدمت عازفًا للبيانو ليعلم الطفلة المدللة العزف، بينما هى استقدمت مدرسًا للفرنسية ليعلم ابنتها وقطتها المدللة اللغة، ولم تعرف إلى الآن وبعد مرور ثلاث سنواتٍ على وفاة والدتها، إن كان عزف البيانو قد دس في يد أمها ورقةً ملفوفةً بعناية (أكيد دسها يابت اطمني.. أنت يعني هتجبيه من برة)
، مثل تلك التي دسها في يدها مدرس اللغة الفرنسية. تلك الورقة التي لا تعرف يقينًا أين وضعتها، لكنها تعرف فقط أنها في مكانٍ آمن.
كانت الأشباح تظهر نهارًا، وأما الآن وقد داهم الليل سماء المدينة وشوارعها، فلم يتبق إلا شبحٌ واحد..فها هو حارس الفيلا (ياخوفي يابدران)
يستأذنها، إن لم تكن تريد شيئًا من الخارج، فسيغلق الباب الحديدي للفيلا
( المكهرب للفيلا، فالآن معظم الأغنياء يكهربون أسوار منازلهم وأبوابها، فقد أضحى أكثر من ثلثي سكان المدينة لصوصًا وقاطعي طريق، بعد أن فقدوا أعمالهم، ولا يجدون ما يسدون به رمق ذويهم ممن يعولون،) حشو مالوش تلاتين لازمة. بيمطها ع الفاضي.
أذنت له فمضى، ندت عن شفتيها ضحكةٌ خافتة، كان أيضًا ذو لحية تشبه كثيرًا لحية حارس فيلا أبويها، (عنيها مبتعتقش ياخرابي ياجدع!!)
ثم ما (لبثت) أن ضحكت وهى تقارن بينه والحارس الأخر الذي ( لمحته يتلصص عليها مختبئًا خلف جذع إحدى الأشجار في الفناء الخلفي، وهى بين ذراعي صديق أخيها،) متعودة داايماااا
ولم يجرؤ على الإقتراب منهما، وكيف له أن تأتيه الشجاعة لفعل ذلك، وهو يعلم يقينًا أنّ إشارةً من إصبعها كفيلةٌ بطرده، فقدكان يكفي أن تتهمه بمحاولة التحرش بها، ولم يكن ليدافع عن نفسه، وهو الذي( لبى كل رغباتها كلما عنّ لها أن تتحرش به،) حارس أمين فعلا !
وخفتت ضحكتها قليلًا حينما داهمها بغتةً سؤالٌ، طرق أبواب ذهنها..أتراه رأي إنجي في الحديقة الخلفية، وجبُن أن يشي بها مخافة طرده ؟!.
ياسوادك يا سوزي..( بتشكي في بنتك المدللة انها بتعمل زي ما بتعملي آه يافاجرة )
هدأ كل شيءٍ حولها، إلا بعض نداءاتٍ لصرصور الليل بين لحظةٍ وأخرى، وصرصور آخر يلح في أذنيها أن أبحثي عن الورقة، وداهمتها على حين غفوةٍ عيناه…همست مندهشة ” يا(الله!!)
O my Godإن عينيه لجميلتان، وشرهتان أيضًا” تساءلت كيف لم تلحظ سوادهما الشديد البراق، والمتقد كجمرٍ ملتهب يدعوها للإحتراق!!، تأملتهما مليًا، غرقت حتى أذنيها في بحر حيوانيتهما، أحسّت بنار نظراته تخترقها، ( ولعت ) لم تدر بنفسها وهى تهرول باحثةً عن الورقة، إلى أن وجدتها في درج الكومودينو الخاص بها، اتصلت، همست سائلةً، خطت بلهفةٍ ما أملاه عليها، أنهت المكالمة، وسارعت بارتداء أحب ثيابها إليها وأكثرها أناقة * عزمت علي الزنى (متعودة) ،
قاطعها رنين الهاتف، إنه زوجها يزف لها البشرى المرتجاة والتي انتظرتها ما يزيد على العشرة أعوام، ” أعود غدًا مساءا، ولن أسافر مجددًا يا زوجتي الحبيبة “
أجابته في فتور ” سأسافر صباح الغد إلى شرم الشيخ لليلتين، فقد ترأست جمعية خيرية لرعاية المتقاعدين،انتظرني ريثما أعود ” .*( مصرة علي الزنى).
رواية تهدم المجتمع ولا تبنيه . اتهرست من قبل في السينما.
لم ألحظ فيها همسة بعِبرة أو ندم أو دعوة الي فضيلة .الا يكفينا روايات البلطجة والقتل التي تكتب لمحمد رمضان وأمثاله .
معذرة لكاتب الرواية أتمني إعادة النظر فيما يكتب وفيما يخط بنانه فما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد . والآية تنسحب علي ما نكتب.
أما من ناحية الأسلوب والبلاغة فهو خبير متمكن.
تحياتي وتقديري وجم احترامي للكاتب المبدع.
أ. محمد همام
تجديد فى العمل الاعلامى..تعودنا عليه من الاستاذة الفاضلة جيهان الريدى..المحترمة
أ. فتحي عيسى
الفكره رائعه وكاتب ذى حكى ولكن كثرة اسماء الاشخاص الفرعيين وكذا الاب والام خلط الفكره وتوهنا من فعل ومتى ذهب حتى ظنها بامها ورميها بالإثم كان بلا هدف ولا سبب. الفكره ممتازه واللغه جميله وشيقه.
أ. محمد إبراهيم محمد
قصة جميلة ربما لو كانت رواية ستكون أكثر جمالا ..تحياتي لصاحب النص
أ. هالة علي
ذات … أرى أن … إحسان عبد القدوس .. لم يغادرنا ..فهناك خليفة له.
أ. مهاب حسين مصطفى
القصة تعتمد على تضفير حكايات البطلة وأسرتها، لكن القصص الفرعية أربكت السرد في بعض الأحيان. لكنها أثرت المشهدية في نفس الوقت، ورسم بورترية حي: بمجونه ورغباته المحمومة، وتقلباته المزاجية، وصراعاته الطبقية. وإن كنت لم ألمح أي تنوية عن البلد أو الحقبة الزمنية والسياسية التي جرت فيها أحداث القصة، ليكتمل المشهد.
لغة فنية جيدة، متمكنة.. يعوزها فقط التكثيف.. في بعض المناطق.
خالص تحياتي للكاتب المبدع على نصه الجميل.
أ. جمال الشمري
أحداث وشخوص ومجون ضجت بها القصة
وكذلك الكاتب الذي كان يحشر نفسه ويتكلم بلسانه بعيدا عن القصة الاساسية
ككلامه عن كثرة اللصوص والفيلا المكهربة بجدرانها وأسوارها
وتحديد مكان مفتاح الصندوق بشكل مطول وبدقة مبالغ بها والسلسلة عيار 24 قيراط وباقي الهدايا من الزوج والتلفاز 80 بوصة
والحارس المتلصص وذكر خوفه من الطرد
و اخيها وعبدة الشيطان
أحداث وتفاصيل تعددت ولم تخدم القصة
البطلة غنية يكفي التلميح بالفيلا والمسبح والقط لنعلم ذلك
لكن على العموم هناك حس قصصي وروح خلاقة للأحداث واضحة في قلم الكاتب
أتمنى له التوفيق
أ. نيرمين دميس
أن تلبس الإبداع ثوب التحفظ قد يكون منطقا غير مقبول من قبل كثيرين كتابا ونقادا، ولكن هذا أنا، فيكفيني كقارئ التلميح لا التصريح، خاصة في قضايا فساد الأخلاق، والمجون، والتسيب والانحلال بين طبقات المجتمع خاصة الثري منها، وما يترتب على ذلك من سلوكيات، ربما لأنني أرى أن أطالع الجمال فيما أقرأ، فقد تشبعنا من الظواهر المسيئة، ربما لأنه إن كانت رسالة الكاتب تشريح المجتمع وتصوير الواقع بكل مرارته، للوقوف على حلول، فإن رسالته أيضا إبراز الأبيض الذي طغى عليه السواد وشابه ببعض من الرمادية، لذا سأسرد ما راقني من أفكار ظهرت لي من خلف النص، والتي بدأت من عنوانه المعبر والمناسب جدااا لفكرة ومضمون النص، ذات كلمة من ثلاثة حروف تحوي أعماقا وأبعادا حار فيها المفكرين والفلاسفة، بل حار فيها صاحب الذات نفسه، لذا أحيي الكاتب/ة على اختياره، أشار النص بين طياته إلى تلك القضية ممتزجة مع قضايا أخرى ممثلة في البيئة المحيطة بالشخصية من أب وأم وخدم وطبيعة حياة ثرية، مما يؤكد على أهمية التربية السليمة والرقابة والرعاية منذ الصغر، وأننا كبشر نرث أصباغا شئنا أم أبينا من والدينا، سواء كان ذلك جينيا أو بالمحاكاة، كذلك قضية غياب الزوج وانشغاله عن زوجته، وتركها فريسة لسوء نفسها، كلها قضايا هامة ومعيشة، كانت تحتاج إلى بعض التكثيف وتقليص الأحداث الفرعية والشخوص العديدة والخطوط الزمنية المتقاطعة التي أربكتني في بعض الأجزاء، ولكن يبدو أن كاتبنا نفسه روائي طويل وقادر على سرد العديد من الأحداث التي يضفرها معا لنسج رواية دسمة فتحياتي وتقديري.
أ. كنانة عيسى
لغة الجسد وتقنية التدوير
قليلة هي النصوص المربكة،التي تدفعك لاعادة القراءة، لربط الخيوط المتفلتة من الأحداث العشوائية، لضبط الرؤية التي تتسلى بفتح نوافذ من الحبكة الرئيسية (العنكبوتية) نحو حبكات ثانوية متشعبة متراكبة
تتكرر فيها ثلاثية العائلة ،الطفلة الخارجة عن القانون، الزوج الغارق في عوالمه، الزوجة العابثة اللاهية التي ترى قيمتها كجسد مغوٍ مجرد، تكسوه الثياب الأنيقة، وتلتهمه الأعين النهمة،، وتبرق دونه المجوهرات والحلي.
و لم يكن النص الا رسالة خجولة على شكل مبضع، استهدفت رؤية لصيقة. بفساد الطبقة البرجوازية عبر حكائية تراكمية تذكرنا (بتأثير الفراشة)، هل نحن نؤثر بالزمن؟ هل نغير بسلوكنا ماهية الحدث وتفاقمه؟ الجوع الجسدي والتردي الأخلاقي؟هل نظرية تأثير الفراشة أو( نظرية الفوضى ) خدمت فكرة الاعتماد الحساس والمهم للحدث الأول (أم سوزي) على الظروف الأولى المحيطة له ومن ثم الظروف المرتبطة بها (سوزي وانجي) . نحن أمام سرد فوضوي عبثي لتفسير حالة. التفسخ الأولى بكل الفروق الصغيرة لنظام متحرك—ديناميكي قد ينتج عنها في المدى البعيد فروقات كبيرة في تصرفات وسلوكيات هذا النظام الفاسد المتجذر، حيث منظومة الأسرة معدومة و واهية، حيث قيمة الفرد مرهونة بما يملك وبما يقدر على فعله. بسلطته ونفوذه وتفسخه وابتذاله. وكما ورد في النص ،رفاهية عبادة الشيطان والتوغل في عالم المحرمات المظلم والمشين
كتب النص على عجل، نجد بعض الأخطاء النحوية البسيطة التي ربما تركها الكاتب إمعانَا في خلخلة يقين القارئ بما يكتبه وبما يتعامل معه كما ورد في النص
..أتراه رأي إنجي في الحديقة الخلفية
أبحثي عن الورقة
ومفتاحه الوحيد متدليًا آمنًا
هل التكثيف كان ليخدم النص وتوظيف فكرته الغريبة؟ لعل الكاتب وحده من يقدر على فرض مشهدية متصاعدة ملغومة بانتطار إعادة كتابة النص بعين القارئ.
فتقنية (التدوير العنكبوتي) المركز الرئيسي الذي يتشعب عنه الحدث الفرعي، يعود ليصل بداية الأحداث بنهايتها، ،فيقدم لنا تقاطعات الشخوص بملامحها النفسية، و اختلافاتها الزمنية ،فنرى تداعيات متطابقة تربط الأحداث ببصيرة واهية مثل (الورقة المدسوسة)، (حارس الفيلا المتلصص (الزوج الغائب)، (مدرس اللغة الفرنسية /مدرس الموسيقى) .
والزوجة التي ستلج عالم خطيئتها المؤجل عاجلا أم آجلًا وتفقد ذاتها. (في شرم الشيخ)
نص عبثي،يستدعي التفكير وتقويض الأثر والخروج عن النمط واستدعاء التأمل بانشطارات المجتمع وسقوطه المدوي بين أغنياء عابثين يبتكرون من لغة الجسد رفاهية صرفة لأسلوب حياتهم، وبين الفقراء الجياع، المتلصصين، المتكالبين على الفتات. العاجزون إلا من المراقبة والترقب،حيث تبدأ الأحداث من نقطة واحدة وتعود إليها، جارفة أجيالًا من البشر الغارقين في ملهاتهم الإنسانية.
أ. محمد كمال سالم
الفن، ماهي رسالة الفن، وما الغرض منه عندنا نحن الكُتاب؟
وجهة نظري المتواضعة، أن فن القص لا ضوابط له عند المبدع عندما ينكفئ على الورق ليطبع فكرته وخلجاته، طالما يمتلك تلك الموهبة وأدوات القص، ربما بعد أن ينتهي منها ويعيد قراءتها، يختزل شيئا أو يضيف، ولكن همه الأول أن يحدث التأثير الذي ابتغاه، وأن تصل حالته الوجدانية إلي القارئ، حتى وإن كان النص مرمزا لقضية شائكة، أو مسكوت عنه لا يستطيع البوح به.
أعود للقصة “ذات”
هذا النص من وجهة نظري كمتذوق للأدب، لا يعيبه التفرع في القص وكثرة الشخوص، لأنها كانت تصب في النهاية في الفرع الأصلي للحكاية وتخدم الوصول إلى لب الفكرة والهدف المبتغى، ولن أتفرع للتفاصيل فقد أفاض أساتذتي هنا في تفصيص الحكاية وأغوار المتن، ولكن سألج إلي عمق القصة والهدف، أراد الكاتب أن يخبرنا أو يذكرنا (من وجهة نظري) أن التطرف في الحياة والإسراف في الترف، هو لب المصائب، وكلنا نعلم قصة زليخة مع يوسف، والنسوة اللاتي قطعن أيديهن، وهن من مترفين المدينة، حيث لا قيود أو قانون أو عقيدة تحكمهم وإن وجدت، هن غائبات عنها لغرقهن في متعة الترف الطبقة البرجوازية كما ذكرت الأستاذة كنانة عيسى، بشير أيضا لخطورة التنشأة والقدوة الصالحة، ماذا تتعلم البنت من أمها إذا كانت الثانية منحلة في بيت لا ضابط ولا رابط، الزوج يلبي رغباتها لإلهائها ليتفرغ لملذاته أيضا، وأخ تُرك دون توجيه أو تقويم حتى أنه عبد الشيطان من دون الله، شريحة مجتمعية متفسخة قدمها لنا الكاتب في صورتها الفجة حتى يحدث لنا التأثير الذي أراده، وهذا ما حدث بالفعل في هذا الزخم من التعليقات والتباين بينها.
أخيرا تخطى الكاتب بعض من ضوابط القصة القصيرة (متعمدا) ليصل إلي الفجاجة الماتعة، لتكون قصة صرخة في وجه التطرف ولو حتى في الترف، حتى التطرف في الفقر يُحدث تلك النتيجة من التفسخ والانحلال.
فتباً لضوابط القصة إذا لم تحدث لنا المتعة وتصل بنا لالتهام النص، فقط أقولها والأرزاق على الله هههههه، كان من الممكن اختزال النص أكثر من ذلك.
تحية لكاتبنا الكبير وأستطيع أن أقول له ما لم يقله غيري (يا أحمر الخدين)
أ. جمال الخطيب
البارحة قرأت النص
ربما ظنني البعض قاسيا ..
حقيقة لا تعنيني المسميات الحديثة للفنون ..وما همني الا روح الحكاية .
قال لي محمد:
بالله عليك أين وجدت مثل هذا ( الذي لم يعجبك ) ؟؟
قلت له : وجدته في معظم كتابات نجيب محفوظ ومحمد عبد الحليم عبدلله ومحمود تيمور واحسان عبد القدوس .
ضحك وقال : كاتبة نيجيرية حصدت جوائز على هذا النسق بالانجليزية .
قلت : اكتب وسنكتب بالانجليزية عل وعسى !!.
هل أخطأت ؟؟
قلت : اللغة قوية لا تجاريها لغة .
قلت : بناء محكم وسرد سلس .
ولكننا نعرف قصص هؤلاء ..فهل أخطأت .
محمد أعاد هيكلة ( الإقطاع ) بثوب جديد، ومسميات جديدة ..أعاد كتابة قصة عائلة ( النبلاء ) والباشوات …
قال لنا : انظروا ..لم يتغير شيء…” الست الصُغيرة كبرت واخدت دور الست الكبيرة ” في عائلة الأغنياء الحديثة .
ظلامكم وسادة القصور غيروا ثيابهم فقط وسلوكهم بقي كما هو ..لا يعرفون الحب أبدا ..تقودهم النزوات والاستحواذ والسطوة والمتعة الآنية ..
استبدلوا ( الكرباج) بلقمة العيش يجلدونكم فيها ..ويسطون على عالمكم .
انجي وسوزي اسماء حديثة لأسماء قديمة عاشت وعاثت فسادا ثم رحلت .
تدوير الحكاية ..بمعنى تدوير السلوك في الزمن ..توارث النهج ..سطوة المال وارهاصاته .
محمد صديقي وحبيبي .. وحتى اكون صادقا اكثر ..لم اعرف ان النص له ..لكني قرأته بتمعن بناء على طلبه ..عرفت ان وراءه كاتب يمتلك ادوات الكتابة بتمكن ..ولكنه ابن بيئته وأجواءها وما يدور فيها .
تلك الأجواء التي ليست بحاجة الى تورية او حذر او تغليف للفكرة ..لنقل انها تربية ادبية تختلف ..نحن هنا اعتدنا ( اخفاء ) الاسماء .
حبيبي محمد .
تعليق الأستاذ محمد البنا صاحب النص
بداية أتوجه بالشكر ( من قلبي ) لكل من اقتطع من وقته وأفناه في قراءة نصي سواء تفضل تكرمًا بالتعقيب او لم يعقب، ثانيًا أخص بالشكر صديقين اولهما الأخ الصديق بدوي الدقادوسي لأطرائه الموجز الجميل الوافي والوافر والمانح لي ما اتمنى بلوغه، وثانيهما د.إياد الصاوي لفراسته المشهودة ودقة كلماته التي عقب بها ها هنا، بما يثلج صدري بموهبة نقدية أشهد لها.
ثالثا: أما وأن النص ملخص رواية فلا اتفق مع من ذهبوا لذلك، فزمن النص لحظي ( الآن)” جلوس السيدة متكئة في غرفة المعيشة تطالع المجلات وتتابع التلفاز.
أما عن كثرة الأشخاص، فأني لأتعجب اين هذه الكثرة ؟..الجدة/ الأبنة/ الحفيدة..شخص متكرر، الجد/ الزوج الأبن..شخص متكرر، الحراس شخص متكرر، المدرسان..شخص متكرر.
أما عن تقنية السرد، ايضًا لا أتفق مع من ذهبوا لتماهيه مع روائيون كبار( نجيب/ احسان/ عبد الحليم عبدالله،…)، فمذهب السرد هنا جمل قصيرة متلاحقة مع تدفق حدثي بإيقاع سريع يتطابق تماما مع السرد القصصي القصير، علاوة على الوحدة الزمنية ( لحظة آنية) والوحدة المكانية ( غرفة المعيشة)، ولعلي ألتمس العذر لكل من ظن عكس ذلك، واعزو السبب للتشابك العنكبوتي للحبكة، ولا أخفيكم سرًا أني اقتبست هذا المصطلح الأدبي المدهش من تعقيب الأستاذة الناقدة الفذة Kinana Eissa وهنأتها على بكارته.
أما عن التقنية السردية فهى أسلوب مبتكر ابتدعته الكاتبة النيجيرية الشهيرة شيماماندا نغوزي آتشي، في إنشائها لمجموعتها القصصية ( هذا الشيء حول عنقك) ترجمة الأديب المصري / sharkawy hafez..شرقاوي حافظ، وقد أبتدعت له اسمًا ( تقنية الشجرة )، فالنص عندها -كما نحيت انا في صياغتي لنصي هذا- شجرة والشجرة لها جذر وجذع وفروع وأغصان وأوراق، الأصل هنا جذع والجذر سابق والفروع والأغصان والأوراق لواحق، وكلهم ينتمون للأصل نشأوا منه وينتسبون إليه، اعجبتني التقنية وانبهرت بها وقررت أن أجربها فتولدت (ذات)، وكنت قد قرأت المجموعة واستأت منها ثم أعدت قرأتها فوجدت فيها شيئا ما، فأعدت قراءتها للمرة الثالثة فأبهرتني وابهرتني وأبهرتني، الخلاصة (ذات ) تجربة قصصية حديثة في كتاباتي وكررت هذه التجربة في نصين او ثلاثة اذكر منهم الآن نص ( من ثقب إبرة )….تحياتي للجميع مرة ثانية وشكر من القلب
التعليقات مغلقة.