قصة للنقد : روبابيكيا بقلم عاشور زكي
قصة للنقد : روبابيكيا بقلم عاشور زكي
روبابكيا، بكيا بكيا
نص جديد أساتذتي تفاعلوا معه
قصة للنقد
قصة قصيرة للنقد روبابيكيا.
مع انبلاج فجر يوم شتويّ قارس، انتفض له بيت ريفيّ مُتصدّع مَبنيّ بالطوب اللبن، مُكوّن من غرفتينِ يتيمتينِ.
في الغرفة الأولى المطلةّ على شارع هاديء، تتمدّد على حصيرة باليّة أرملة عجوز ضريرة، هي ” أم مخيمر” تتسمّع إلى آيات الذكر الحكيم من مذياع قديم مُتحشرِج خفيض الصوت.
الغرفة الأخرى مسقوفة حتى منتصفها بجريد النخل وعروق الخشب.
ومن الجهة المكشوفة للسماء نهارًا يستند على الحائط مُتضرّعًا فِلق نخل نحيل حُفرت به بضع فجوات لموطيء قدم كسلّم بدائي إلى السطح خفيض الارتفاع.
أمّا ليلًا يتم سدّ الفتحة بأحزمة عيدان الذرة الجافة التي لا تغني ولا تحمي من البرد.
ولقد كانت الغرفة في حياة الزوج ” الطيب” حظيرة لجاموسة وحيدة تمّ بيعها لأجل نفقات علاج الالتهاب الكبدي للمرحوم، واستخراج تأشيرة سفر للابن الكبير “مخيمر” إلى العراق أثناء حرب الخليج الأولى.
أمّا الآن أصبحت الغرفة ملاذًا للابن الصغير اليتيم “عمر” فتًى اجتهد رغم الظروف الصعبة في الاعدادية حتى صار أول دفعته، مما دفع أخوه الكبير مزهوًّا أن يُدخلَه (الثانوية العامة).. لكن ذَوَى الحماس: ” لأن يا أخويه العين بصيرة والإيد قصيرة!”.
وعده الأخ الكبير أن يساعده، ويوفّر له كافة المستلزمات من الكتب الخارجية والدروس الخصوصية شريطةَ أن يعمل معه طوال العطلات الصيفية في صناعة الطوب وإقامة قمائن الآجر في الكفر والبلاد المجاورة. وقال له مُشجعًا ذات ليلة:
_ “يا ابن أمّي وأبويه لو لزم الأمر إني أبيع دمّي لأجل تكمل علام، مش هستخسره فيك”.
واشتغل معه الصغير بيديه وأسنانه؛ لكن ساعة الوفاء بالوعد قال له:
_ ما فيش، يا ليتني أكفّي اللقمة والهدمة يا أخويه.
قالت الأم مُعدّدة :” كلام الليل يا ابني مدهون بزبدة، تطلع عليه شمس الصباح يسيح. واللي ما ليه أب، ليه رب، فرجه قريب!
كان يوجد بالغرفة بعض الأثاث الحقير:
منضدة خشبيّه متهالكة ذات قدم مبتور يتكيء على الحائط المتصدع، وكرسي خشبي ذو مساند حديدية مكسورة الظهر، وطست نحاسيّ أصابه الزنجارُ اتخذه الابن الصغير مسندًا لظهره عوضًا عن مساند الكرسي المنزوعة.
وماجور فخاريّ مشروخ تتخذه البطةُ الوحيدة قنًّا وقت وضع البيض صيفًا، ويستخدمه أصحاب البيت موقدًا لمكافحة البرد شتاءً.
قالت الأم بأسًى: ” هات يا عمر الطشت!
ما عدتش أعجن ولا أخبز بعد ما كنت أفضل خبّازة ف الكفر… ما مِنهوش فايدة”.
قال عمر معترضًا:” لكنه سند لضهري!”
ردّت بأسف والدمع يجري:” سندك ربنا يا عمري!”
وجاء صوت مُشتَري الخردة يصيح بصوت جهوري: ” بيكيا بيكيا، روبايكيا.
أ. هالة علي
نص يصف بدقة حال السواد الاعظم من الناس الذين لا يعلم بحالهم سوى الله … دراما حياتية شاهدت الكثير منها في قرى ليس لها وجود على خريطة الدنيا … شكرا للكاتب/ة لدقة الوصف وكأنه شريط يمر أمامنا في رواية من الحياة.
أ. محمود حمدون
نص أراه يقترب من منطقة الواقع بحرفية , يصور الفقر في أزهى جبروته , كيف يسحق الأسرة ,الصراع بينه وبين الطموح .. عدا الخاتمة التقليدية فالقصة رائعة فعلا.
أ. محمد كسبة
روبابيكيا
عنوان لا يجسد الاحداث الرئيسة للقصة فهو عنوان وصفي لحالة الفقر التي يعيش فيها الشخصيات في القصة
القصة يغلب عليها الطابع الوصفي بطريقة تطغي علي الاحداث نفسها مما يجعل القاريء يعاني في الوصول للحدث او الفعل المؤثر
الحوار بالعاميه متميز يستخدم الثقافة الموروثة من الامثال و الحكم و هو نوع برع الكاتب في استخدامه بما يناسب حياة القرية و المزج بين الحوار و الحكي جذب الانتباه
الحبكة و الحدث او العقدة هي الازمة المادية و قلة الدخل و وعد الأخ الذي لم يفي به و هي مشكلة عامه لدي اغلب الشعب من الكادحين
النهاية لم تجذب الانتباه و لم تقدم جديد فالعنوان اعطي للقاريء التوقع بنهاية القصة
الكاتب اجاد في الوصف و برع فيه ثم انتقل للاحداث
أ. جمال الشمري
يروقني هكذا سرد
اسميه مجازا سينمائي
وكأن الكاتب يأخذنا إلى الحدث والمكان بكل حواسنا
فيصبح القلم كاميرة ثلاثية الأبعاد
أجاد الكاتب في التقاط الصور من خلال وصف أخاذ للمكان
لتأتي بعدها الحبكة والمعاناة في هذه القصة
قصة حلم وأده الواقع والفقر والحاجة
استمتعت أيما استمتاع بهذه القصة الرائعة
واثق أن الكاتب اسم معروف بين كتاب القصة
واضح تميزه وحنكته وحرفيته وجمالية سرده
رووعة بحق
الخاتمة مؤثرة جداااا
روووعة في الوصف والسرد والخاتمة
أتمنى لأستاذي الكاتب المزيد من الألق والتميز
أ. أحمد فؤاد الهادي
بيكيا:
عنوان موفق، يكتشف القارئ فيما بعد أنه قد لخص فحوى القصة، رسم الكاتب صورة شديدة الوضوح لمسرح الأحداث وترك تلك صورة تنقل للقارئ كيف كانت أحوال تلك الأسرة المعدمة، خاصة بعد وفاة عائلها، والذى أخذ في طريقه جاموستهم، والتي كانت بالتأكيد مصدرا للرزق وأمانا للمستقبل، ولأدري لماذا اختار الكاتب توقيت حرب العراق ليكون توقيتا لسفر الابن الأكبر، خاصة أن حالة الحرب كانت حائلا دون السفر للعمل في العراق.
والغريب أن مخيمر العائد من السفر، لم يكن له أي دور في تعديل حال أمه وأخيه، ولم يظهر له أي استثمار لما جناه من الغربة، بل هو يعمل في مهنة غاية في التدني، رأسمالها الطين من الأرض والتبن وقالب خشبي، المهم أن الكاتب في سرده ذكر أن الصغير كان يتخذ من الطست مسندا لظهره، في إشارة إلى ضرورة وجود السند بعد فقد الأب، وأن الأخ لم يكن سندا، وهنا جاءت الحكمة في تصرف العجوز، وكأنها تقول أن الاستفادة بثمن الطست الذي لا يصلح أن يكون سندا، خير من الإبقاء عليه.
عنوان جيد، وسرد مكثف، وتعبيرات ومفردات من بيئة الأحداث، تحياتي لكاتب النص، وإلى المزيد من الإبداع.
أ. هالا بدر
القصة الفصيرة حدث في جوهرها ..وان لم يطغى الحدث على عناصرها فهي وصف او إخبار ..والقصة هذه خير مثال
السرد وصفي جميل ينحو نحو السيناريو السينمائي و الكاتب أجاد في نقل حركة العين الراصدة والتي نسميها زاوية السرد مع لغة جيدة ..لكن
القصة تقترب من الإخبار فهي تفتقر لحدث محوري متنام …وتفتقد لحركة سرد واضحة … كما يبدو جليا ان الكاتب وصف الشخصيات من الخارج دون التعمق في بعدها النفسي وذلك اثر من آثار غياب حدث جوهري ينظم حركة التفاعل والتصاعد السردي والدرامي في النص .
النص بشكل عام جيد لغة وسردا والكاتب يحتاج لتعميق في القراءة التخصصية بتقنيات السرد وفنونه وآلياته وذلك شأن جميع الكتاب فهم بحاجة لصقل أدواتهم الفنية وتنمية مهاراتهم القصصية ومداومة التطور لضمان إبداع مميز ومؤثر
تحياتي للكاتب/ة
و كل الشكر للفقرة والقائمين عليها
أ. فتحي محمد علي
قصة واقعية إنسانية مؤثرة تناولت قطاعا يجب على الأدباء أن يعالجوه.
تحياتي للكاتب/ة ولهذا التناول.
أ. محمود روبي
النص اتخذ الوصف أداته الوحيدة..
نحن بصدد فيلم تسجيلي، كاميرا ترصد فقط دون تدخل بالحذف أو الإضافة أو حتى التبديل بين اللقطات..
صورة وصفية واقعية ثابتة وسط غياب تام للحركة أو التشويق..
الفكرة جيدة ومؤثرة، لكنها في ثوب خام لم يتم تفصيله..
تحياتي للكاتب على فكرته البكر..
أ. نيرمين دميس
سرد وصفي واقعي لحياة الكثير من المهمشين، الذين لا يمتلكون حتى رفاهية الحلم؛ فالفقر يطبق على أنفاس أحلامهم ويسلبهم الحق فيها، عبر الكاتب عن ذلك ببراعة من خلال اللجوء إلى وصف مؤثر شديد الدقة، جهلنا نعيش الحالة وكأننا في بلاتوه تصوير فيلم سينمائي، تحياتي وتقديري لكاتب/ة النص على إلقاء الضوء على واقع مؤلم معيش بالفعل حتى وإن تجاهلناه أو تناسيناه.
أ. هدى وهبة
مشهد سينمائي ..أجادت تصويره كاميرا القلم للكاتب/ة..فلم يترك ركنا لم يتفحصه ويصوره ناقلا إياه لعين القاريء ووصفه بدقة حالة الفقر المعدم..ولكنه لم يركز علي شخصيات القصة..ولم يتناولها
تحياتي لصاحب/ة القلم وتمنياتي لها /ه بالتوفيق
أ. أبو مازن عبد الكافي
بسم الله …
قصة واقعية رائعة تعكس واقعا أليما عاشه ويعيشه الكثيرون ؛ وبلغة سهلة بسيطة يعبر الكاتب عن معاناة الطبقة الفقيرة والتي عدمت العائل ولا تملك من حطام الدنيا شيئا، كما يعرض الكاتب ببراعة كيف تتحطم الآمال أمام الوعود الكاذبة ممن لا يملكون الوفاء بها.
العنوان مناسب جداااا.
قصة على قدر أنها موجعة فهي ممتعة.
تحياتي وتقديري وجم احترامي للكاتب المبدع.
أ. محمد كمال سالم
كان هذا النص البديع للأستاذ المبدع عاشور زكي أبو إسلام
تحية لك صديقي ودائما ماتمتعنا بقصك المتميز
التعليقات مغلقة.