قصة للنقد : سفسطة بقلم علي جبل
قصة للنقد : سفسطة بقلم علي جبل
وهل خير الكلام ما قل ودل؟
أم هناك مقام يفضل فيه الاسترسال!!
سفسطة: بين أيديكم اليوم.
سَفْسَطَة قصة قصيرة جدا للأديب علي جبل
زائر جديد أتى إلينا، واستوطن البلدية.
في الصباح كان يُشنِف آذاننا بحديثه عن الديمقراطية، وفي المساء يجلس على مكتبه يحدثنا عن مبادئ الشفافية، ويُعلِن ذلك في كل مرة بلكنةٍ أجنبية، فقلنا إنه ينتَمي لإحدى البلاد الأوروبية. أطلق العنان لخياله في كل جلساته وزاد شرحا عن النزاهة، وتفصيلا عن المِصداقية ،ثم صال وجال وقال كلاما في الحرية. وعلى المقهى الوحيد بالبلدية أتْخَمَنا حَديثا عن المُشاركة المُجتمعية. فاعتقدنا إنه أبو النظرية الليبرالية. وفي إحدى ندواته- وأثناء حديثه عن كل هذه المصطلحات العلمية، ومدى إيمانه الراسخ بها- طلب منه أحد الحاضرين – وكان مُعَلِما- تعقيبا على أحاديثه العِلمية. سَمحَ له، تكلم المُعلِم في الحُرية وربطها في النهاية بالهوية والثقافة الوطنية. فرِحَ الجميع وصَفَّقوا لهذه الرؤية الأكاديمية النابعة من الثقافة الوطنية. وقف المُحاضِر غاضبا وقد اكتسى وجهه بالضيق، ولسانه بالعنصرية، ناعتا إياه بالجاهلية.أيْقَنَّا حِينها أنه من إحدى البلاد العربية.
انتهت.
أ. أبو مازن عبد الكافي
بسم الله …
تحية إعجاب و تقدير واحترام لمبدع هذا النص الكثيف العبقري الساخر.
*فانتازيا واقعية تكشف واقع مؤلم بات حالا مميزا لأصحاب المناصب والمقامات العلية.. التشدق بالكلام عن الحرية وحقوق الإنسان المنسية، والكيل بمكاييل عدة في كل الأمور والسياسات البراجماتية، آراؤهم لولبية ، نفوسهم ليست أبدا زكية ، قلوبهم بالنفاق متشبعة وتلك هي أعظم بلية .
تكثيف رائع و جمل رشيقة و سرد شيق.
فكرة عبقرية.
عنوان جيد جدا.
تحياتي وتقديري وجم احترامي.. أديب كبير خبير بالكلمة يحركه نور ضمير.
أبومازن عبدالكافي.
في30/10/2021m
أ. أحمد فؤاد الهادي
جميل أن يخنصر الكلام، ولكن الأجمل أن تصل الدلالة، فالطرفان يتحدثان فى نفس القضايا، والطرفان من بيئة واحدة كما تبين فى آخر النص، ولم أتبين ماذا أغضب هذا الغريب فى حديث المعلم، لم يرد مايوضح لى الاختلاف الفكرى الذى فجر النزاع رغم أنه من المفترض أن يكون اختلافا جوهريا حيث كشف من خلاله عن هوبة هذا الغريب.
وفي رأيي، أن الناس تقول مايمكن أن يقال وليس مايجب أن يقال، فكل يتكلم مع مراعاة اعتبارات معينة، فيأتى الكلام متمشيا مع مبتغاه.
تلك هي رؤيتي كقارئ للنص، وكل التقدير للأديب الراقي.
أ. محمد كسبة
ليست قصة قصيرة انما هي حكاية عن شخص صاحب منصب كثير الحديث عن للمباديء و القيم و لا يطبقها
السرد و الكتابة تميل الي السجع و المحسنات للبديعية لجذب القاريء
أ. فتحي محمد علي
نجح القاص/ة بحرفية في إلباس العمل رمزية فاعلة؛حيث تناول نمطا من الشخوص يرمز إلى بعض ذوي الأيدلوجيات الفكرية،ناجحا في تجسيد أبعاد ذلك النمط من الشخوص.
تتجلى ذروة فلسفة القاص/ة
في العمل في الجملة الأخيرة:
“أيقنا حينها أنه من إحدى البلاد العربية”.
أ. محمد عواد
نعم استاذنا محمد كمال..هي قصيرة جدا..لدرجة أنها لم تبتعد عن مسافة، ” نقطة ومن أول السطر”
ببساطة أخي الكريم...
القصة لها ملامحمها التي لايجب أن يفغفلها القارئ، وأولها احترام تفكيره، وأن يتوفر في ذهن القارئ لها قدرا ما من المنطقة المطلقة أو الخيال المطلق، كي يقبلها فكرا وسردا..
ثانيا، لابد أن يتوفر فيها قدرا ما، من ملامح الفكرة التي تدور حولها، ولايهم التوقيت التي تصل فيه للقارئ..بمعنى لاتترك القارئ، ينظر إليك من فوقك لأسفلك من بعد قرائته،
ثالثا يجب ان يتوفر في سرديتها، قدرا مقبولا من الإدهاش، يشد القارئ اليها، والإدهاش له أيضا ملامحمه المتعددة، وليس هناك وقتا لذكرها…
رابعا، سردية “المنفلوطي”بسجعيتها ، وطبولها ودفوفها، لم تعد مقبولة على الإطلاق في عصورنا تلك…
خامسا . الرمزية التي سقتها، بأننا امة متخلفة، مرتبطة بالأفكار الهشة، والرؤى المظلمة، لايجب أن تأتي بهذا السياق الذي ذكرته، لأنك لم تمهد له تمهيدا منسالا، يقبله القارئ بصدر رحب، لاتدعه يقول في أخر قرائته،” يا سلام”
تحياتي لك ككاتب، وأتمنى لك الأفضل، ومستقبل سردي أفضل
أ. جمال الشمري
انا مع من يقول أن السردية الكلاسيكية لم تعد مقبولة في عصر كثرت فيه الرمزية والتلميح بعيدا عن المباشرة
الكل الان يجنح نحو عدم الافصاح بشكل كامل
تورية بغية مشاركة القاريء في مخيلته
قصة جميلة لكن كما قال أستاذ محمد عواد بأن سردية المنفلوطي وسجعه لم تعد مقبولة الان
مع ذلك فالقصة لها دلالات جميلة و قلم قادر أن يعطي الأفضل
لكني أظنه ميال لهذا النوع من الكتابات الكلاسيكية
أ. محمد إبراهيم محمد
القصة جيدة وبها سجع يوحي من الوهلة الأولي ويقودك للنهايه المتوقعه..أوجز كاتبنا فأنجز فكرته وكان له ما أراد ..القصة خاليه من الخيال ولا تتحدي عقل المتلقي ف أي شئ هي حكاية واضحة وضوح فكرتها..تحياتي للكاتب والي مزيد من الإبداع
أ. هالة علي
عبارات واضحة بدون مراوغة اختصرت الطريق الى الحقيقة السافرة … ليس كل ما يلمع ذهباً … حقيقة تواجهنا مع كل مُدعي .. سرعان ما يسقط قناعه اذا ما اقترب احد من منطقته ومنطقه.
أ. نيرمين دميس
يطرب الجرس الموسيقي الأذن ويجذب الانتباه، فاستخدمه الكاتب/ة لطرح فكرته وجذب القارئ لمتابعتها للنهاية، هو ليس نص قصصي بالمعنى المعروف ولكنه نظم موسيقي لإثارة الإنتباه وإبراز الفكرة
تحياتي وتقديري
أ. محمد عبدالمجيد الصاوي.
مقاربة نقدية في قصة قصيرة جدا
سَفْسَطَة
للقاص المصري :
علي جبلْ Ali Gabal
بقلم أ. محمد عبدالمجيد الصاوي.
يثير القاص هنا جدلية العربي والغربي، فهذا الوافد الذي صدع الرؤوس بمفاهيم زائفة وفارغة، عندما جوبه بالمعلم الأمين الذي يحمل فكرا صادقا، ووعيا صادقا وانتماء خالصا، يقدم طرحه بسلاسة عرض وسلامة فهم، كشف عن ضحالة هذا المتستر خلف العباءة الأوربية، فأثار غضبه!!
ليتبين للجموع أنه مخادع، جاء من قاع تلك البلاد التي تمارس القمع والقهر
وإن كانت أوروبا تمارس الديمقراطية بجدية، وتمنح مواطنيها الحرية والأمن، وتوفر لهم رغد عيش، إلا أنها تسلبنا خيرات بلادنا العربية، ولا تُصَعِّدُ إلى سدة الحكم إلا أرباب هذا السفسطائي، وتمارس علينا أبشع أنواع القهر..
لكن المفارقة كانت جلية.. هذا الببغاء المتسلط قادم من قعر البلدان الدكتاتورية..
استطاع القاص أن يجمع بين الفكر الرصين السامي الذي ينير عتمات الواقع، بعيدا عن الهبوط والإسفاف، الرافض للفاحشة والرذيلة، وبين الفن الجمالي..
فأقام نصه على تجريس سجعي خفي، جلي في آن واحد؛ علمية.. حرية.. ديمقراطية.. فهو باعد بين العبارات، فلم يجعل النص محشوا بتلك التسجيعات.. بل جاء بها متراتبة متصاعدة.. حتى إنني لم ألحظ ذلك إلا في القراءة الثانية للنص. واقترب بذلك من المقامة العربية القديمة، وهذا يؤكد تقدير القاص للتراث واتساقه معه.
وكانت لغته تحمل دلالات السخرية والتهمك اللاذعة والمبطنة..
لم تحمل أسلوبية النص التعقيد والتمييع والتمطيط، بل جاءت شفيفة تحمل عمق الوضوح بغير التباس وتلبس.. فكان النص القصصي القصير جدا لوحة رشيقة، ووجبة هضيمة..
ويجد المتلقي أن موقف الجمهور بعد كلمة المعلم انطلق من قصدية مسبقة، وعفوية صادقة في آنٍ، فهم أرادوا إغاظة هذا المقتحم عليهم مدينتهم باسم حرية زائفة، وعبروا عن دعمهم وتأييدهم لابن بلدهم الحقيقي. وهذه لمحة تزف ميادين البشرى بالانعتاق من ظلامية الواقع الذي أدخل الأمة سراديب التيه والويلات.. ورسالة صادعة: الشعوب تنتظر الصادقين لتلحق بدربهم وتعلي رايتهم وتصطف في خندقهم.
ولا تخفى على المتلقي المتأمل ما حمله العنوان من دلالة سيميائية، تجلت بما يحمله لفظ سفسطة من مضامين في الذهن العربي يشير إلى العبثية والاتجار بالأفكار وبيعها، فكانت سيميائية اللفظ هنا جديرة بجلد هذا المتاجر العابث بالمبادئ والعقول.
إنها قصة قصيرة جدا في تكثيفها الجلي، وعرضها الاختزالي، لكنها رواية مفتوحة الآفاق بما تقدمه من صفعات لوجه الباطل..
نص نثري قصصي يثير إعجاب الذواقة ويدفع الناقدين لاستجلائه.. عشت معه وفيه لحظات التلقي الممتع..
تعليق الأديب علي جبل
كل التحية والتقدير لحضراتكم جميعا على مشاركاتكم وآراءكم المعتبرة والقيمة.
بارك الله فيكم جميعا.الاستاذ الفاضل
محمد كمال سالم والاستاذ المبجل فتحي فتحى محمد علي والاستاذ
احمد أحمد فؤاد الهادي والاستاذ
محمد كسبه والاستاذ جمال الشمري
والاستاذ محمود حمدون والاستاذ
Mohamed Ibrahem Mohammed والاستاذ Mohamed Assad والاستاذة Halla Ali
والاستاذ Nermein Demeis
والاستاذ Abo Mazen AbdElkafy
مع وافر حبي.
التعليقات مغلقة.