قصة للنقد : “عائشةٌ ” للأديب علي جبل
قصة للنقد : “عائشةٌ ” للأديب علي جبل
كل عام وحضراتكم بخير:
هذا ٱخر نص للنقد سأقدمه هذا الموسم أصدقائي الأعزاء. وأترككم لتستمتعوا بنفحات أيام مباركات وليال عشر وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
“عائشةٌ “
في ظهيرةِ ذلك اليوم، وبينما أسيرُ في الشارعِ، الصخب يملأ المكان، عوادم السيارات تخنق الأنفاس، تصارعتْ الأفكارُ بداخلي، علا الطنينُ في أذني؛ قفزَ عقلي مِن رأسي، أخذَ يتدحرجُ أمامي كالكرةِ حتى انتحى جانبًا، ظللتُ أُراقبني مِن بعيدٍ، وقفتُ مشدوهًا لهولِ ما رأيتُ! .
أحدُهم يسرق آخرَ يقفُ بجانبه، هممتُ أنْ أمنعَه، عبسَ في وجهي، أشارَ إلى رقبتِه يُهدّدني بالذبحِ؛ فانسحبَ جسدي متخاذلاً أمامَ عقلي، وآثرتُ السلامةَ وانزويتُ بعيدًا حتى أَنهى مهمتَه وذهبَ في أمانٍ؛ فاستشعرتُ حينها الجبنَ والهوانَ، وكنتُ أظنني شجاعًا مقداما، فكثيرًا ما تحدثتُ عن الشجاعةِ والإقدامِ، وسرعانَ ما قلتُ لنفسي هذا حدثُ عابرٌ لا يستحقُ جَلد الذاتِ وتأنيبَ الضميرِ؛ فحوادثُ الحياةِ أكبرُ مِن هذا بكثيرٍ، وفِّر جهدَكَ وطاقتَكَ لما هو أغلى مِن ذلك، فلن تقفَ الأمورً على حافةِ جيبِ هذا الرجلِ الذي سُرِق مالَه على مرأى ومسمعٍ مني، والأهمُ أنّ جيبي أنا لم يُسرَق. دارتْ رحى الحربِ ثانيةً بين أعضائي، وفي هذه الأثناء، والشمسُ في منتصفِ السماءِ، وحرارةُ الجو تُلهِبُ المشاعرَ والأنحاءَ، سمعتُ صراخًا يأتي مِن بعيدٍ يعقبُه استغاثةٌ مدويةٌ لفتاة مقنَّعةٍ بكمامةٍ تُخفى ملامح وجهها، ناهيك عن خمارها الذي أخفى معظم جبهتها وهي تركضُ أمام شابٍ يطاردها بسكينٍ طويلٍ يلمعُ في يدِه، المارةُ لا يُعيرون اهتمامًا لاستغاثاتها، بل يقومُ بعضُهم بتصويرِ الحدثِ بدمٍ باردٍ، والبعضُ الآخرُ يُحوقلُ دون محاولةٍ لإنقاذِها، استَحَثَّتْ فيهم المروءةَ والنخوةَ: أشاحوا وجوهَهم عنها وكأنها لا تُخاطبُهم! استنهضَتْ غريزةَ الأبوةِ بداخلِهم؛ ولكنْ لا مشاعر لهم.
اندفعتُ نحوَهم، عقدتُ العزمَ على إنقاذِ هذه الفتاةِ المسكينةِ مِن بين براثنِه فانشغلَ بي، ركضتْ الفتاةُ بعيدًا، أشهرَ سكينُه في وجهي، هدّدني بالقتلِ، تذكرتُ ابنتي، تراجعتُ، وقلتُ: كيف لو قُتلتُ على يديه وتركتُها بلا أبٍ يحميها مِن أمثالِ هذا الشريرِ؟ اندفعَ نحوها ثانيةً، طعنها مرةً، ثم أخرى، فثالثةً، ثم نحرَها وولّى هاربًا. لملمتُ أشلائي المبعثرةَ، وكرامتي المُهدَرة، وهرولتُ إليها كي أُواري جسدَها النحيلَ، وأواري معه الخِزي، والجُبنَ، الذي تملّكني؛ فاحتدَّت عيناي! وشُلَّتْ قدماي! وانعقدَ لساني! وتجمّدَ الدّمُ في عروقي حين وجَدتُها ابنتي عائشة تسبحُ في بركةٍ مِن الدماء!
أ. شكري علوان
قصة رائعة ، وروعتها في فكرتها ، التي ظهرت بين السطور، لست وحدك، ولن تستطيع أن تعيش وحدك، لذلك لابد من مجابهة الباطل؛ لأنه يوما ما سيلحق بك.
أ. فتحي محمد علي
روعة!
قصة محبوكة يزينها روعة الحوار الداخلي السيكولوجي.
أ. هالة علي
موجعة بقدر حبكتها وروعتها … قصة عبرة واكبر دليل على ان … كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.
أ. صابر قدح
رائع ومميز ومعالجة قوية للسلبية والخنوع
دام الألق والتميز
أ. مصطفى بدرة
القصة رائعة والسرد جميل ومفهوم وسلس رغم استدعائك لبعض العبارات فائقة البلاغة إلا انها مطلوبة حتى لا ننسي عذوبة نطقها ، وفى المجمل القصة فيها رسالة للجميع ملخصها كونوا ايجابيون لإنقاذ أبنائكم
أ. محمد الدليمي
الله الله على الفكر عندما ينضح تنويره من خلال النص الأدبي الذي حبك بشكل نسيج رائع من المعاني وتألقها وألفاظه المنسوجة في حبكات كأنها اصداف اللؤلؤ من الجميل أن نقرأ قصة ذات فكر تنويري عظيم وفيها التصوير الذي يأخذك الى ساحة ومعارض كأنك زرتها في يوما ما هذا هو الابداع الادبي الذي لابد من تعليمه للمبتدئين في تعليم فن القصة تحيتي للادبي القاص الكبير
أ. فاطمة مندي
نحن في زمن الموبقات كل شيء اختلفت موازينه واختلت توازنه وهذا لاننا جميعا نهرب من المسؤلية عند مشاهدة الخطأ خوفا على ذوينا سرد سلس ممتع تحياتي
أ.السيد الشيتي
تراجيديا إنسانية نفسية موجعة تعالج السلبية الناتجة عن الخوف والإفتقار إلى الإرادة من خلال سرد رائع وأُسلوب جميل وحبكة درامية ممتازة
أ. عبده حامد
جميله جدا وتحاكى الواقع وتؤكد الابداع وتكشفنا جميعاً فى زمن حب الدنيا وكره الاخره تحياتي لحضرتك
أ. حامد جمعة
قصة جميلة ،، حقيقةً
أ. جيهان الريدي
لا حرمنا الله عطاءك الممتد أستاذ محمد كمال سالم
تحية كبيرة لكاتب/ة النص
بقدر ما فيه من تعرية حقيقية لضعف الإنسان وتخاذله أمام ما يمكن أن يتخيله تهديدا لحياته
بقدر ما كانت النهاية صادمة ومفجعة وغير متوقعة
إلى جانب التكثيف الرائع الذي لا يجعل للملل أي وجود
بالإضافة لاستخدام المفردات الروحية المعبرة
كل هذا جعل النص يستحق الإشادة وجعل كاتبه/ ته يستحق التحية والتقدير
ستكون معنا بإذن الله في برنامج هذه قصتي
تعليق الأديب علي جبل صاحب النص
شكرا لحضراتكم جميعا أساتذتي الأفاضل
على آرائكم المقدرة والمعتبرة جدا والتي تعلمت منها الكثير والكثير والتي أعتبرها
وساما على صدري.
الأستاذ والعالم الجليل فتحي محمد علي
وقيثارة الإذاعة الأستاذة جيهان الريدي،
ولها كل الشكر والتقدير والإحترام على
مجهوداتها المقدرة في نشر الأدب والفكر والثقافة الهادفة، ولقد شرفت باختيارها لقصتي التي ستذاع في برنامج هذه قصتي.
وأستاذي وأخي الحبيب والأديب المبدع
الأستاذ محمد كمال سالم على تحمله كل هذه المشاق من اجل نشر الوعي والفكر الذي يحمل رسالة هادفة.
والأستاذ حامد جمعه والأستاذ عبده حامد
والأستاذ الفاضل Elsayed Elshiety والأستاذة الأديبة Fatma Mondy وأستاذي الحبيب والأخ الكريم صاحب المدرسة الجديدة في نشر علوم اللغة
الأستاذ والكاتب الكبير محمد الدليمي
وأستاذي الفاضل Mousstafa Elbadrawy والأستاذ صابر قدح والأستاذة Khadiga Elbalkiny والأديبة الأستاذة Halla Ali وشاعرنا المبدع الأستاذ شكري علوان.
محبتي والورد لكم جميعا.
أ. خديجة البلكيني
من تفوق لتفوق ان شاء الله
للاسف الان الناس بتصور الحدث ولا تنقذ
واصبح الرجال عندهم لا مبالاه وخوف وبلاده وافتقدوا للنخوه
لو الناس اجتمعت على اامجرم بالتأكيد هيغلبوه
لكن التصوير أولًا
د. مايسة إمام
صفعة قوية في وجه المجتمع
أ. فايزة سالم
قصة رائعة وكلها وجع ..
أ. عبد الحميد أحمد المحمود
نص اعتمد الواقعية المفرطة
و الصراع بين الأنا و الأنا العليا
لتنتصر الأنا على الأنا العليا انتصارا جحيميا حين يفاجئنا الكاتب بالنهاية الصادمة…
نص جميل رغم استخدام عبارات مباشرة و تقريرية و لكن النهاية أو القفلة أو الخرجة هي التي حملت النص و ارتقت به…
و لكن لا يلام الكاتب هنا على استخدامه هذه الطريقة المباشرة في سرد الحدث لأنه يتحدث عن أمر واقعي جدا باتت تعاني منه مجتمعاتنا و كان من الصعب استخدام لغة شاعرية أو قفزات تخييلية أو فانتازية…
كل التوفيق و التألق للكاتب
أ. دعاء فتحي
قصة رائعة كشفت ان سكوت الإنسان وتخاذله عن إيقاف الجريمة يجعل منه ضحية لها في القريب العاجل
أ. كريمة شعبان
دام الابداع والتميز
أ. أبو مازن عبد الكافي
الله
هكذا يكون الإبداع. وهكذا يكون التجديد والابتكار وسمو الأفكار.
ماشاء الله يا مهندس علي، ربنا يبارك لك.
التعليقات مغلقة.