قصة للنقد في صفحة الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي : الحُكم بقلم د. مايسة إمام

قصة للنقد في صفحة الأستاذة الإذاعية جيهان الريدي : الحُكم بقلم د. مايسة إمام

النص الأول ينشر النص بدون ذكر إسم كاتبه، ثم يعلن عنه بعد أن يكتب كل ناقد وقاص وجهة نظره النقدية أو التذوقية.

الحُكم …. بقلم د. مايسة إمام

اشتد لهيب الشمس ، مد يده يصفع وجوه جميع سكان الغابة وسياطه تجلد أجسادهم وطال الأمر علي ذلك الحال لعدة أيام ، ففزعوا جميعا نحو عرين الأسد يشكون له قسوة الشمس عليهم ويستشيرونه في حل لذلك فقد باتوا يتساقطون كأوراق الشجر في فصل الخريف الواحد تلو الآخر

في الطريق قابلهم ذئب عجوز وسألهم عن سبب هذا التجمهر فرووا له مأساتهم فما كان منه إلا أن اوعز لهم أن السبب في قسوة الشمس عليهم وشدة حرارتها هو وجود الجمل بينهم وهو مثال الصبر وتحمل الجوع والعطش في حرارتها لفترات طويلة دون أن يشكو أو يتضرر لذلك اعتادت الشمس تحمل الجميع لحرارتها فزادت وتمادت
اقتنع الجميع برأي الذئب ووجدوا فيه حجة مقنعة أن يطلبوا من ملك الغابة طرد الجمل نهائيا من الغابة أو التخلص منه وتقديمه هدية للملك يتغذى عليه وأسرته حتي تتيقن الشمس من أن الجميع ليسوا بجمال ولن يتحملوا لهيبها

في البداية رفض الأسد التخلص من الجمل لعلمه بأنه ليس مذنبا وأنها فطرة فطرها الله عليه ولكن بعد فترة من اشتداد الحرارة والضغط الجماعي من جميع سكان الغابة لم يجد الأسد بدا من مشاركتهم الرأي في التخلص من الجمل خاصة وأنهم وعدوا بتقديمه وليمة دسمة له وبذلك يكون قد صاد ثلاث عصافير بحجر واحد ..ضمن غذاءه لفترة لا بأس بها حظى بتقدير أكبر من سكان الغابة حين حقق لهم مطلبهم ، وفي نفس الوقت قدم الجمل قربانا للشمس لترحمهم من لهيبها كما اقنعوه

وفي اليوم المحدد للتنفيذ تجمعت كل الحيوانات الصغير قبل الكبير الأليف قبل المفترس تحقيقا لمبدأ في الاتحاد قوة لينقضوا جميعا علي الجمل وضربوه ضربة رجل واحد لا يستطيع أن يقاومها فيسقط صريعا وتنتهي معاناتهم مع الشمس ولكن ….
خابت ظنونهم حين فاجأهم الجمل قادما بأهله وعشيرته سربا واحدا بعدما أحس منهم نية الغدر
لم تعلم الحيوانات أن الجمل يتحمل الظمأ والجوع مجترا طعامه وشرابه وقت الحاجة لكنه لايتحمل الخيانة والخسة والقسوة ، لا يتحمل أن يعاقب بذنب لم يرتكبه لمجرد تحالف قوى الشر عليه

اندفعت الجمال تشق صفوف الحيوانات شقا كسيل هادر جعلهم يفرون كالجرذان المذعورة وأصوات الفزع تصدر منهم من هول الصدمة خاصة بعد اندلاع حريق كبير في أشجار الغابة كلها دفع الجميع للهرب وبينهم ذلك.الذئب العجوز الذي اشتعل ذيله وأخذ يقفز ويصرخ ولا أحد يلتفت لصراخه حتي احترقت جثته تماما
والأسد يقف مذهولا من احتراق مملكته وحلمه بالبقاء والغذاء وينتظر حكما عليه بالفناء

الآراء النقدية :

رانيا المهدي

كتابة سلسة متدفقة وكون أنها تدور في غابة والأبطال من الحيوانات نقطة تحسب للنص لدعم الخيال.. اختيار الجمل ليكون المظلوم الذي يتحمل الجوع والعطش لكنه فطن ولا يتحمل الخيانة والإذلال اختيار ذكي فهذه فعلا صفات الجمل يخزن المشاعر السلبية ولا يرتاح إلا بالانتقام أو الموت.. الذئب هو الخادع في القصة لا أعرف مبرر الخديعة لديه ولماذا سؤال لم تجاوب عليه القصة لكنه نال جزاء مرضي في النهاية.. أكثر ما أعجبني هى حالة الانتفاضة الواهية من الحيوانات واستجابة الأسد الحاكم الذي يستمع ويخضع دون دراسة أو تعقل.. النهاية مريحة لكن كنت أتمنى أن تكون بشكل مغاير عن المطروح أو أكثر قوة.. شكرا جدا لصاحب القصة الممتعة.. وغاية السعادة بعودة فقرة النقد لأنها فقرة ثرية ومفيدة وحيادية جدا
تحياتي وتقديري للأستاذ المبدع محمد كمال سالم

إلهام فخري

أجمل مافي القصة أنها تحاكي الواقع الذي نعيشه من تخبط وعدم استخدام العقل وقلة البحث عن الحقائق بل الاستسهال في الأمر وإصدار الأحكام دون بحث وروية.. فيمسكون في آسباب فرعية للمشكلة او عنصر ليس له صلة بالمشكله الأساسية مثال اتهام الجمل بأنه سبب المشكلة في حين السبب الرئيسي يظهر في لقطة صغيرة جدا دل عليها عملية صفع الوجوه فمن قام بصفع الوجوه والذل والاهانةهي المشكلة الأساسية ولم تكن حرارة الشمس ولا الجمل بل ان حرارة الشمس ليست هي المشكلة من أساسها وهكذا نحن في حالنا الان.. أحسنت في الحبكة.. وسلم القلم

وفاء حافظ

النص يرمز للحياة ومدى ألا مبالاة التي تواجه الشعب من قبل المسؤولين وكأن ما يحدث امامهم لا يضيرهم في شيء طالما أمورهم مقضية.. القاء التهم على البريء واحكام التهمة عليه.. والجمهور او القاعدة العريضة تهب لتاصيل الظلم على البريء
دون محاكمة أو اجراء تحقيق يزيل اللثام وتتضح الأمور
انسياق الجماعة انسياق اعمي بلا روية
لكن الجمل المتهم بجريرة لم يرتكبها ثار ولم يقبل الظلم .وهذه وقفة جميلة من
قبل مظلوم رغم أن الجميع كانوا ضده.
والذئب الخائن صاحب الخديعة يفسر تصرفه ذلك أن الشخص الذي عُرف عنه الغدر يظل يحمل صفاته رغم العحز والجينات لا تتغير.
وفي النهاية انهار المجتمع ومملكة الأسد لانها لم تقم على دعائم العدل والحق، إنما مجتمع عشوائي لا بخضع لقانون سوى قانون الغاب
كل التحية للكاتب المبدع

عبد النبي عياد

قصة راائعة جدا ومعبرة تحاكى الواقع والسرد ممتع جدا أحسنت

أحمد فؤاد الهادي

قصة رمزية بلا تلغيز أو تعقيد صاغها الكاتب مركزا على الفكرة التي يعالجها ومتجنبا الكلمات المعجمية أو غير الشائعة وكذلك الأساليب المركبة التي تخرج القارئ من تفاعله مع القصة، فكان هذا السرد الرشيق الذي حكى بلا تكلف أو إسهاب ونجح في إشراك القارئ في الفكرة والرأي تاركا له باب التأويل مفتوحا.
خالص التقدير لكاتبنا المبدع.

عاشور زكي وهبة

قراءة في قصّة الحُكم:
على خطى كليلة ودمنة سار كاتب/ة القصة..
القصة على لسان الحيوان الأعجم تقنية سردية، ربما يلجأ إليها البعض اتّقاء لبطش ذي سلطان، ونقد للحياة الإنسانية التي دنت سيرورتها أو تدانت من قانون الغاب حيث البقاء للأقوى والأدهى…
ليست الديموقراطية تعني الرضوخ لرأي الغوغاء، دون دراسة لتوابع الحُكم الجائر الذي حصل على الأغلبية…
«أمرهم شورى بينهم»، لكن «أليس منكم رجل رشيد؟!»
أرى أن القاص/ة يرنو لما يحدث في غzة…
هل مقاومة المحتل أصبحت وبالا على أصحاب الأرض؟!
هل اكتفاء العالم العربي والإسلامي بالفرجة ومصمصة الشفاه أو التشفي في المقاومين هو الحكم العادل؟!
هل بلغت بنا الsهينة أن نتغافل ونلغي العقل في الحكم الرشيد؟!
هل المظلوم الذي تكالبت عليه الأمم هو الخاطئ،وعليه أن يرفع الظلم عن نفسه بنفسه؟!
القصة بها الكثير من الرموز؛ لكن أكتفي بهذا القدر، ليستشفّ أساتذتنا من ترمي إليه القصة رغم بساطتها.
في أمان الله.
عاشور زكي وهبة
السبت 2024/8/3

فتحي محمد علي

يحمد للقصة أنها تحيي هذا الصنف من القص الذي يكون شخوصه من الحيوانات على سبيل الرمز والدافع التعليمي.
القصة جيدة جدا وإن ساد فيها السرد رغم أن هذا الصنف يكون الحوار أليق به.
دوام التقدم.

فاطمة مندي

قصة ترمز بذكاء إلي تخازل الدول العربية أمام تدمير فلسطين وكأن بطش العدو بمنئ عنهم والجمل يعطى لهم درس قاص بالاتحاد قوة والفرقة تخازل وضعف تحية للفكرة التى جاءت وسط تخازل الجميع أمام مهازل يرتكبها المحتل بضراوة وعنف ضد أبرياء قصر وهدم كل القيم وكل المبادىء وضرب جميع الآراء عرض الحائط تحياتي للبرنامج والقائمين عليه

كريمة شعبان

قصة رائعة ومعبرة للواقع الذي يعيشه البشر..وأنه لا شئ يدوم وكل شئ فاني ..وان الملك لله الواحد القهار

سيد جعيتم

نص جميل بلغة سهلة وسرد سلس، جميلة اراء كل من علقوا ، القصة تناص مع الواقع، الأسد الذي يتظاهر بالشورى، والصفوة الطامعين في إرضاء الأسد وفي الفتات التي يلقيها لهم، الجمل الصابر المغلوب على أمره ، والتصاعد الدرامي وسقوط المملكة. السرد غالب للحوار، الحوار لو كان مستقل عن السرد.. كان سيضفي تصوير على حالة الجمال والمستضعفين من الحيوانات ويعطي مبرر لسبب تمردهم. كان يمكن الاختصار فالإطالة في الوصف تميل للتقريرية، الترميز ممتاز جدا، تحياتي للكاتب

هالة علي

سرد سلس لكوننا مررنا به في طفولتنا. لغته مفهومة وبسيطة ويستطيع القارئ فهم ما بين السطور من رموز.
الجمل رمز الصبر ولكنه أيضا صاحب الذاكرة التي لا تُمحى والذكاء العجيب. وليس أقسى من انتقام الجمل.

محمد المراكبي

خابت ظنونهم حين فاجأهم الجمل قادما (بأهله وعشيرته )،
أظن أن حذف تلك الجملة سيضيف إلى النص روعة على روعته .زادكم الله من فضله كاتبنا الفاضل

أ. جيهان الريدي

دام جمعكم الراقي قصا ونقدا
ودمت جامعا لصاحبة الإبداع الراقية أستاذنا الكريم محمد كمال سالم

وائل عمر

نص جميل معبر يرمز لأنسياق الحكام وراء آراء وإن كانت ظالمة من أجل بقاءة في الحكم وأن احيانا يكون الانسياق الجماعي بالتباعية دون تروي ولكن في النهاية يحترق الظلم مهما طال به الحال ولكن كي يحترق يحتاج قوة تواجهه

سيدة بن جازية

تيمة الأنسنة أو التشخيص أن تحاكي الحيوانات قصص الإنسان متخذة تلك الرموز الواضحة لكشف مصائب الواقع، مذكرا إيانا بقصص كليلة ودمنة والوقوف على عبرها، محاولة طيبة كان بالإمكان الاشتغال أكثر على الحبكة و تقنيات القص .
بوركت جهودكم

تعليق أ. محمد كمال سالم

إلى هنا ينتهي التعليق على هذا النص أحبابي وشكرا جزيلا لحماستكم ولا حرمنا الله تفاعلكم
وكان هذا النص البديع للدكتورة
Dr-Maysa Emam Ebrahem
تحية كبيرة لها ولمساهمتها القيمة

تعليق د. مايسة إمام صاحبة النص

شكرا جزيلا بكل من مر وقدم كلمة نقد دافعة للأمام
لكم مني التقدير والاحترام