قصة للنقد : قتلٌ خطأ مع سبق الإصرار والترصد … طه هنداوي
قصة للنقد : قتلٌ خطأ مع سبق الإصرار والترصد … طه هنداوي
لا يستطيع أحد أن يطفء الشمس، أو يخبئها.
إليكم قصة جديدة للنقد، أثق أنها ستروق لكم
قتلٌ خطأ مع سبق الإصرار والترصد!
(1) بينما يتمشَّى في وقت فراغِه، إذ به يسمع بكاءَ طفلٍ، اتجه نحو الصوت، اقترب، زادت شدّة الصوت، أسرع الخُطى، زادت حدة البكاء، اقتربَ من الباب، أمسك مقبضه بيدٍ مرتعشةٍ، أدار المقبض، فتح الباب، انطلق نحو الطفل.. – ماذا بك؟ – ضـ..ضـ..ضـ..اااع قلـ..قلـ .. قلـ..مـي – كل هذا من أجلِ قلم؟ – ليس معي غيره ولا أستطيع شراء آخر – أين ضاع؟ – هنا – هل أنت متأكد؟ – نعم، كنت أكتب به منذ قليل. بحثا معاً هنا وهناك حتى استخرجاه من دُرْجِ “طُلْبَه” احتضن قلمَه، راح يقبّله ويقلّبه ويحدّق فيه كصديقٍ عزيزٍ التقاه بعد طولِ غياب، أشرق وجهُه، راح يجفّف دموعَه، نبتت البسمة في شفتيه من جديد.
(2) في طابور صباح اليوم التالي، نادى على (طُلْبَه) وقد جهّز له لافتةً مكتوبٌ عليها “أنا لص”، علقها على صدره وأمره أن يدور على التلاميذ وهو يردد “أنا لص.. أنا لص” ………… انتهى الطابور ودخل التلاميذ فصولَهم …. و… اختفى طُلْبَه
(3) في صبيحة كل يوم يتلهف الأصدقاء وصول طُلْبَه، فقد طال غيابه، كلٌ يذهب إلى اتجاهٍ لعله يأتي بالبشرى لكن دون جدوى. جلس التلاميذ في الفصل على أمل وصوله، صوت أقدام في الخارج، تقترب، يوجهون آذانهم لها، تقترب، تعلو دقات قلوبهم، تقترب أكثر، تعزف قلوبهم سيمفونيةَ لهفةٍ على صديقهم، الكل في سكون، يعلو إيقاعُ تلك الأقدام”طَمْ.. طَكْ، طَمْ ..طَكْ”، إنها خطوات طُلْبَه، تقترب، تزداد سرعة أنفاسهم، يَقرَع الباب، يضع التلاميذ أيديهم على الطاولات استعدادا للنهوض، يدور المقبض، ترتفع مقاعدُهم عن مقاعدِهم، يَفتح الباب، يهتف التلاميذ في صوت كورالٍ واحدٍ ليس فيه نشاز “طُلْبَه” فإذا بالعامل يستأذن لوضع صندوقَ القمامةِ في الفصل.
(4) مضى شهر ولم يأت طُلْبَه، عقد الرفاق اجتماعًا طارئًا، اتفقوا على ثلاثة منهم لزيارته نيابة عنهم، وصلوا إلى بلدته التي تبعد عن المدرسة ثلاثة كيلومترات، سألوا عن البيت، استقبلتهم أمه وكأنها كانت في انتظارهم، قال أحدهم: – أين طُلْبَه؟ انسكب الدمع من عينيها، فقال الثلاثة في صوت واحد مفزوعين: ماذا حدث له؟ – كنا ننتظركم منذ فترة ولكنكم تأخرتم
(5) رجع المعلم من أجازة، سلّم عليه تلاميذ الفصل، سأل عن طُلْبَه، سكت الجميع، أعاد السؤال، فقال أحدهم: لن يأت للمدرسة بعد ذلك. – هل أصابه مكروه؟! – نعم. – ماذا؟! – مات! – مات؟!، كيف ومتي؟! – يوم أن علّقتَ اللافتةَ إيّاها على صدره. تلمّس كرسيّه بصعوبة ثم سقط على الأرض.
أ. محمود حمدون
روعة يعيبها فقط, أنه لم يترك النهاية مفتوحة للقارئ, أظن الفقرة الخامسة كاشفة للقصة
أ. يحيى إبراهيم
ياااااااه قاسيه جدا ولكن اسمح لي كوني اعمل بحقل التعليم موضوع اللافته محال حدوثه حاليا سابقا ممكن تحياتي لك ولشخصك الكريم ولقلمك الأروع
أ. نيرمين دميس
صورة موجعة من صور التنمر الذي بات للأسف شائعا في مجتمعنا، ضحية أخرى تسقط أمام هذا العدوان النفسي الغاشم، سقط “طلبة” كما سقط وما زال يسقط كثيرون، لاكتهم ألسنة ساخرة، وسحقتهم قلوب متحجرة.
تحية لنص عبر بسلاسة عن ظاهرة أخلاقية سلبية معيشة، مع تسليط الضوء على أثرها البالغ، وإن كنت أتفق مع أستاذ محمود حمدون في إلغاء الفقرة الأخيرة التي أغلقت النص، وأن تكون فقرة زيارة” أم طلبة ” هي الخاتمة، فيظل النص رغم انفتاحه، مفهوم المغزى والمضمون.
أ. شكري علوان
رائعة لفظا ومعنى ، وقد تحقق فيها مبدأ التكثيف ، فهي وإن كانت عن (طلبه) إلا أن المجتمع مليء بألف طلبه، وقد أجاد الكاتب اختيار العنوان حيث عبر عن الحدث والمغزى من الحدث في آن واحد ؛ لذلك فهي من الروعة بمكان .
أ. عبير عزاوي
القصة استوقفتني حقيقة ليس لجمال سردها ورشاقة تنقلات القلم ومدى صدق الاحساس ومهارة استخدام التقنيات اللونية والصوتية التي برع بها الكاتب ولكن لأهمية الفكرة نفسها وكون القصة سلطت الضوء على العلة التي تكمن في جهل المعلم وعدم كفاية أدواته التربوية لمعالجة مثل هذه المشكلة وهذا نمط من المربين ابتلي التعليم به كثيرا وبشكل مؤسف حقا ولعل العنوان كشف قليلا عن القتل الخطأ وريما هو المقصود بسبق الاصرار والترصد وهذا الجزء من العنوان أظنه مبالغ به ولاضرورة له .
الحبكة المفككة لعبت دورا جيدا في تسليط الضوء على جوانب مختلفة من النص وان كنت أعارض الكاتب في تقسيم النص الى فقرات بترقيم معين وأظن أنه لو استبدلها بتقسيم مشهدي يعتمد على الوصف الزماني والنفسي لكان النص أكثر بريقا.
الملاحظة التي اعتبرها الأهم هي تفاوت قوة النص بين ثغرات التأسيس في المقطع الأول والثاني رغم أهمية الحدث كونه الحدث المؤسس والمحوري للقصة وبين التفصيل الشديد في المقاطع الثلاثة الباقية لانتظار طلبة وموقف الطلاب والزيارة ومعرفة مصيره وتلقي المعلم للخبر المفجع . وهي أحداث قابلة للتكثيف أكثر لتناسب سرعة ايقاع السرد في المقطعين الأولين .
اللغة بديعة جدا في استخدام الأفعال المتلاحقة والأصوات المقطعية والإيحاء والتلميح .
النص رائع حقيقة ويستفز الأقلام للكتابة عنه وتفكيكه ولعل لنا وقفة مطولة أخرى .
أ. عزيزة طرابلسي
كم سمعت بمثل هذه الجرائم في المدارس خلال العمر الطويل الذي أمضيته في التعليم ، ودائمًا كان يتملَّكني الغضب ، كيف نلقي بأفلاذ أكبادنا بين يدي مَنْ أقل ما يقال فيهم أنهم جاهلون لحدِّ الأمَّيِّة في التربية … فأضعف الإيمان أن يخُتار المعلم على أسس من علم النفس ومبادئ التربية…
القصة كفنٍّ أدبي ناجحة و ومشوِّقة وقد استطاع الكاتب ان يوضح فكرته باسلوب سهل مشوِّق .
أ. جمال الشمري
سرد مترابط متسلسل ومشوق
بحبكة ممتازة
لغة سلسة جميلة بسيطة زادت متعة القصة
قلم رشيق يعلم متى وكيف يمتع ويشوق
قاص مميز باسلوب راقي وتقطيع بديع للقصة
الفكرة والمضمون أكثر من رائعين
أتمنى له دوام التوفيق
أ. هالة علي
روعة السرد والتشويق ونهاية مؤلمة قد تكون الجزاء الاوفى
… المزيد من الإبداع والتوفيق
أ. ريم محمد
اللعب على العاطفة وخاصة بلسان الطفولة لغة لايتقنها الكثيرون …
المعالجة جميلة ولو أن بها بعض الإطالة إلا أن الخاتمة المميزة زادت التأثر ورجحت الكفة قليلا
بين العلم والتربية دروس ودروس
التعامل مع الطفولة هي ملكة لايملكها الكثيرون
جميلة جدا بالتوفيق
أ. جدوة
اللعب على العاطفة وخاصة بلسان الطفولة لغة لايتقنها الكثيرون …
المعالجة جميلة ولو أن بها بعض الإطالة إلا أن الخاتمة المميزة زادت التأثر ورجحت الكفة قليلا
بين العلم والتربية دروس ودروس
التعامل مع الطفولة هي ملكة لايملكها الكثيرون
جميلة جدا بالتوفيق
أ. فاطمة مندي
كان افضل تسمية القصة تنمر منذ فترة قد نشرت قصة مماثلة من الادب العالمي نفس الموضوع ولكن المدرس عالج الامر بطريقة متحضرة دمتم بكل خير
أ. علي جبل
أسلوب شيق! وسرد ممتع، وتتابع تدريجي في الأحداث، مشهدية رائعة، ونهاية متوقعة لتصرف سيئ من مدرس لم يتعلم علم النفس. العنوان طويل فقط وكان من الممكن ان يختصر بكلمة واحدة كما قال بعض الأصدقاء.
كل التحية للكاتب/ة
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
جزيل الشكر لكم أساتذتي الأعزاء لاهتمامكم جميعا
كان هذا النص الجميل للقاص المبدع/طه هنداوي فشكرا جزيلا له ومشاركته القيمة
تعليق الأستاذ طه هنداوي صاحب النص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أدباءنا وأساتذتنا الأعزاء
تحية خاصة للأديب الرائع الأستاذ محمد كمال سالم على ما يقوم به، متعه الله بالصحة والسعادة.
تحية ملؤها الحب لكل منكل أحد باسمهاقتطع من وقته وجهده في قراءة وتحليل النص كل من زاوية رؤيته التي لها قيمتها التي تضيف لي لتحسينه، والوصول به إلى الأفضل، وسعادتي بهذا الجدل حوله، وأما النص المماثل في الأدب العالمي فإني لم اقرأه مع اختلاف المعالجة لاختلاف البيئة والثقافة، غي إن قصتي حقيقية وبطلها بنفس الاسم، حيث كنت أرسلت نفس القصة لمبدعنا الراقي الأستاذ محمد كمال سالم مع تغيير الاسم حيث انتبهت لذلك مؤخرا.
مودتي لكم جميعا
وتحية واجبة للإذاعية القديرة القيثارة جيهان الريدي.
التعليقات مغلقة.