قصة للنقد : ” ما تخبئه الصدور”…محمود حمدون
قصة للنقد : ” ما تخبئه الصدور”…محمود حمدون
إذا كان الجسد ما هو إلا وعاء للروح، يهرم، يبلى، فياترى، ما رأيكم في الحب في آخر العمر، وهل للحب ولمشاعر الناس عمر؟
نص جديد للنقد/
” ما تخبئه الصدور”…محمود حمدون
كانت تلاحق خطواتي كمُهرة عربية, أو ربما كنت أنا أسابقها في عَدْوِها كحصان عجوز أوشك على الخروج من الخدمة ويأمل في الهروب من “رصاصة الرحمة”.
فلم أر من قبل امرأة طويلة القامة هكذا, لا أظن أن تفصيلاتها تخرج عمّا ورد بكتب الأقدمين. رشيقة حتى حسبتها راقصة “باليه”, انهت وصلتها منذ هنيهة, ضحكتها تملأ وجهها, حتى ظننت أن عينيها تنافس شفتيها في الابتسامة, لمن منهما الغلبة!
لكني وجدتني أنا من سقطت من شاهق, فبدا لي حديثها كأنما يأتيني من جب عميق, أرى حركة شفتيها, دون أن تصل إلي أذنيّ كلمة واحدة منها, قلت: لربما أصابني كَبر, فمن تجاوز الخمسين بكثير, لا يسمع ولا يبصر كباقي الناس, عَلّه يكتفي بقراءة الشفاه وما تخبئه الصدور, قد ينجح مرة , يفشل مئات.
غير أنها ردّتني بلطف وبضحكة صافية لا تخلو من شقاوة أنثى, قالت: ” انت معايا؟!”
فقلت: مع من إذن؟
فضحكت أكثر حتى بانت غمّازتان أشبه بتجويفين بخديها, زادها ذلك سحرًا, فارتبكتُ وخشيتُ على نفسي غياب العقل وأنا من لم يقرب الخمر قط,
ولأني أومن بأن كل ما أسكر كثيره فقليله حرام, لذلك فقد تعلّلت وأنا أنظر بشاشة هاتفي بضرورات ينبغي أن أذعن لها, أن الانصراف واجب الآن. فقامت تتقدمني لتوديعي, حينها سَرَتْ في المبنى العتيق رجفة شديدة, فاعتصمت بالباب خشية الوقوع من جديد, راجيًا السماء أن تمنّ عليّ بحُسن الختام.
أ. فتحي محمد علي
لقد تحول فهمي للقصة بالفقرة الأخيرة؛حيث رأيت بها رمزية هادفة.
أهي الدنيا لايطول خداع المؤمن الحق بها؟!لعلها كذلك.
قصة مبهرة حيكت بمهارة ومقدرة مع مراعاة التكثيف والوحدة فضلا عن تمكن وسلامة لغة.
تحياتي.
أ. أحمد فؤاد الهادي
رمزية ذكية دون إلحاح ولا تلغيز يستشعرها القارئ العادي بسلاسة ويسر.
سرد رشيق بمفردات ساطعة بلا غموض وإيجاز لايترك مجالا للشطط بعيدا عن متابعة الفكرة بنهم.
نظرة إنسان للدنيا بعد أن خبرها أكثر من خمسين سنة، استجاب لمغرياتها مرات، واحتمى بالمبادئ (الباب الخشبي) مرات أخرى، فلم يعد سهلا إغرائه برشاقتها وابتسامتها وشبابها الذي لم يهرم، فقد أصبح الطريق واضحا، والباب الخشبي حماه أحيانا ولم يستره أحيانا أخرى، وهاهي مستمرة في محاولة جديدة لجذبه … فإلى الباب الخشبي لعله يجد فيه ملاذا مما يعلم أنه إغراء يتبعه توريط.
قصة أعجبني فيها كل مكوناتها: الفكرة، المعالجة، الرمزية والنهاية المدهشة.
تحية إجلال للكاتب المبدع.
أ. جمال الشمري
قلم جميل ببساطته وعفويته ورشاقته ولغته الرائعة
وأضم صوتي لمن يظن أن المرأة ماهي الا الحياة ككل في نظر رجل وصل مرحلة الشيخوخة
ولكن الا تظنون معي ان عمر الخمسين هو سن النضج واكتمال الرجولة أيضا
فلا يحق ان نصفها بشيخوخة قاسية وان ننزل فيها معاناة مبالغ فيها قليلا
مع تحياتي للكاتب الرائع وسرده المتقن
أ. هالة علي
رحم الله امرأ عرف قدر نفسه … سرد مميز وواضح بلا مواربة. قد تكون هي الدنيا او الغانية وفي كلا الحالتين هي … اللذة الفانية التي يُجنبها من رحم ربي.
اللهم ارزقنا حسن الخاتمة.
دام التميز بكل جميل.
أ. وائل هجرس
قصة هادفة ذات مغزى وتحدث كثيرا فالإنسان مهما تقدم به العمر له قلب ينبض لكن عليه ان يفكر فيما يناسبه من كل الزوايا وتختلف من شخص لآخر..تحياتى للكاتب
أ. نيرمين دميس
رجل خمسيني يوقن في نفسه باقتراب النهاية، ولكنه يخر صربع الهوى بامرأة شابة تلاحقه، يفتن بحسنها لدرجة تجعله يذهب بعيدا، غلا يسمع ما تقول، وعندما يجد لتأثيرها الغلبة والسلطان عليه، فإنه يلوذ بالهرب متحججا بمهام هامة، كي يقي نفسه من الوقوع في براثن الرذيلة ولو في خياله، فمثله يتأملون حسن الخاتمة..
هو صراع النفس الدائم بين الخوف من الوقوع في الخطأ والمعاصي، وبين الاستسلام للذة لحظات الضعف، عندما يحكم الإنسان عقله الناضج، فيرجح كفة السلامة.. أعود إلى سؤال أستاذ محمد..هل المشاعر سن ؟!
بالطبع لا ولكن عندما تكون مشاعر حقيقية ناضجة مسئولة، موجهة إلى من يناسبها ويستحقها، ولكن الأمر هنا مختلف، فالرجل كهل مجرب، والمرأة مهرة كما شبهها، كما أنها تلاحقه وتطارده، وهل هذا يعقل؟! أن تسعي شابة حسناء كما وصفها برجل مثله، الحب هو أسمى المشاعر الإنسانية، ولكن يجب أن يلازمه الرشد، فيعيش قويا خالدا.
تحياتي للكاتب / ة
أ. رزق فهمي
سرد مكثف لعل السلاسة وتجنب الترهل وشاعرية الوصف والاحكام والوضوح والابانة عن الفكرة اهم ميزاته
أ. أبومازن عبد الكافي
أقصوصة ذات شجن، تشبث بالأمل في الحياة يغطيه حياء السن، والاستسلام لحتمية النهاية وبلوغ سن اليأس.
تحية تقدير واحترام لمن نسج هذه الحالة الإنسانية الواقعية.
وجم احترامي وتقديري لحضرتك أستاذي أ. محمد كمال سالم المبدع الخلوق السامق.
تعليق الأستاذ محمد كمال سالم
كان هذا النص الرومانسي البديع القاص والروائي الكبير الأستاذ محمود حمدون
الذي نشكره كثيرا على تفضله بإثراء فقرتنا المحببة قصة للنقد
تعليق الأستاذ محمود حمدون صاحب النص
بل جزيل شكري وتقديري:
أولًا لمن قرأ النص ثم وضع تعليقًا عليه, الحق أن التعليقات جميعها أسعدتني , فأقصى ما يأمل فيه أي كاتب أن يجد من يقرأ ما كتب, سواء اتفق مع النص أو رأى غير ذلك.
ومن قبل مجبتي للمجموعة والقائمين عليها
أ. سامح صبري
رائع استاذنا الكبير..انا عشت الحدوتة وسرحت بخيالي معاها…دمت ودام.قلمك.مبدعا
التعليقات مغلقة.