موسوعه أدبية شاملة

teen spreads her legs for jock.https://fapfapfaphub.com

قصة للنقد : مقام سيدي الفخري

177

قصة للنقد : مقام سيدي الفخري

تحية طيبة أصدقائي:
تعيش مجتمعاتنا الشرقية من مغربها حتى مشرقها، حتى بلاد السند والهند، معتقدات بين الأسطورة والخيال، والخرافات أيضا، ومازالت، ربما لأنها أمم عريقة، تضرب جذورها في عمق الحضارات المتواترة عبر آلاف السنين، عكس الدول الغربية المادية التي لا يتجاوز عمرها عدة قرون.

إليكم نص جديد جدير بالمطالعة والإدلاء بأرائكم.

مقام سيدي الفخري

……..
إلى مقام سيدي الفخري ذهبت يوم جمعة مع أختي الكبيرة، تحملت بالكثير من الحكايات حول هذا المقام، كنا إذا خرجنا من كُتّاب القرية لا أذهب مباشرة إلى البيت؛ بل كان لي صولات من اللف حول القرية مع الفتية الصغار من زملاء الكُتّاب، جولات كنا ننال بسببها أشد العقاب من سيدنا الشيخ. كنا إذا ذهبنا ناحية المقام نتجه إلى الأرض التي حوله ننبشها بأيدينا الصغيرة، كنا نعثر أحيانا على عظام نخِرة، لا ندري إن كانت عظام الموتى التي ننسج حولها أساطيرنا أم هي عظام الطيور المأكولة من قاطني المكان، لكن وجداننا كان لا يصدق إلا أن تكون بقايا أموات من مقابر البلدة. قد كانت هناك أعشاب غريبة تنبت في جدار المقام، كنا نهابها ؛ لأنها شعيرات الشيخ، هكذا كنا نحكي لبعضنا، كنا نقول لبعضنا إذا دخلت المقام فاحذر من الشيخ حتى لا يؤذيك. نقدنا حارس المقام قرشًا ليسمح لنا بالدخول، دخلنا وطفنا حوله قبل الجلوس ، جلسنا، عيني تلف المكان بهيبة. بدأت العبث بأردية الشيخ الكثيرة بألوانها المختلفة، أكثر الألوان كان الأخضر ، تذكرت قول جدتي في حكاياتها :
_ ” من يُدْخل يده تحت الأردية السبعة يأكلها الشيخ القابع تحتها”.
تسللت بيدي خِلْسةً حتى لا ترمقني أختي الكبيرة، عددت حتى عشرة أردية بألوان مختلفة، وكنت كل مرة بعدما تجاوزت الرداء السابع أنظر إلى يدي بلهفة لأتأكد أنها سليمة ولم تُصَب بسوء، أستمر في العدّ، يزداد الخوف في قلبي الصغير حينما تحسست الرداء العاشر، بعدها نظرت لأختي التي لمحتني غاضبة فضربت بيدها على كفي الصغير :
_ قلت لك لا تعبث تحت المقام فتفقد كفّك أيُّها المشاغب.
قالتها بصوت رتيب خائف حتى لا يسمعها حارس المقام.
_ هيا اخرجوا أيها الأولاد، فقد انتهى وقتكم.
سمعنا صوت الحارس الأجشّ مصحوبًا بحركة عفوية من عصاه المأخوذ من فرع شجرة الصفصاف المزروعة خارج المقام ليرهب به الصغار. خرجت وعيني على المقام الأخضر، إحساس اللصوصية يصحبني لأنني قمت بفعلي المشين عكس ما حذرتني منه جدتي. شعرت بأن الشيخ كان في سبات والآن قد استيقظ على حركاتي الغبية، لا شك أنه يتهيأ للقصاص مني بسحب رجلي بيده الحديدية الطويلة التي سمعت أنها يمكن ان تمتد لتأخذني من على سريري إذا انا لم أنم الليل وخاصمني النوم ، انكمشت تحت جناح أختي وتقدمت عنها خطوة لأخرج قبلها من ذلك المكان الموحش ، تنفست الصعداء بعدما أتممت خروجي، هرولت إلى الخارج لأجرب شدّ شعيرات الشيخ من خلف جدار المقام، سحبت خصلة وجريت، شعرت بالزهو لأنني انتصرت ثانيةً على الشيخ، لم يحدث لي أي شيء، تجرأت أكثر ، علمت بأنني في أمان وأن الشيخ نائم فلن يؤذيني، جريت من يد أختي التي صاحت بصوت نائحة على ميت :
غلّبْتني يا بن المجنونة، سيخطفك الشيخ ويقطع يديك وقدميك ! ضحكت عليها، أمسكت طرف جلبابي بفمي، وقبضت بحجر يملأ كفْي الصغير، جريت نحو آخر معقل من معاقل الشيخ لأختبر صبره عليّ، اجتزت الباب الخارجي للمقام، صرت وجهًا إلى وجهٍ مع الحارس، حركت يدي خلفي لتصير كمدفع قوي أو منجنيق بدائي، بدأت بتحريكها بقوتي التي وضعها الله في جسمي الصغير، تفتحت عينُ الحارس كأنه مقبل على هلاك حتميِّ، أطلقت رصاصتي فأصابت رأسه فوقع من على كرسيه، انتابتني نوبة من الضحك عليه، سمعته يقول : أمسكوا لي ابنَ المركوب!
وقبل أن يعتدل من وقعته، تجاوزت عتبة المقام إلى فضائي الفسيح، أطلقت لقدمي العنان، خلفي أختي ترفع صوتها، تنوح باسمي ، تهرول خلفي تريد الإمساك بي، وخلفي صيحات أصحابي الشياطين يشجعونني على ما فعلت. انكفأت على وجهي، انتابني إحساس بأن يد الشيخ الحديدية اقتصت مني هذه المرة ، ارتميت في حضن أختي كمن وجد الأمان، نظرت إلى يدي فوجدتها سليمة، أعدت النظر إلى المقام وابتسمت ابتسامة النصر.

أ. فتحي محمد علي

قصة رائعة ذات مغزى هادف؛لكنها يمكن ان يختصر من جملها كثير؛فمثلا ماجاء بالمقدمة جزء كبير منه لافائدة من ورائه اللهم إلا شهوة القص.
تعد الفاظها_إلى حد بعيد موحية؛وكذا لغتها من حيث سلامة النحو والكتابة.

أ. أبو مازن عبد الكافي

قصة رائعة حقا.
إحساسي أنها لن تخرج عن أن تكون لواحد من مبدعين سامقين تمت الإشارة إليهما هنا. أ. أحمد فؤاد الهادي.
أ. محمد عواد.
وإن خرجت عنهما فستكون للمبدع الجميل الراقي أ. سيد جعيتم.
سأنتظر ربما يصدق حدسي.
القصة هادفة لها مغزى نبيل وهو نبذ الخرافة والالتجاء للموتى والتوسل بهم.
فمن مات ولو كان صالحا لا يملك لٱحد ضرا ولا نفعا. بل يحتاج لدعاء الأحياء له بالرحمة والمغفرة.
كوميديا خفيفة لطيفة هادفة.
تحياتي لمن نقشها بسلاسة ورقة.

أ. محمد كسبة

قصة مقام سيدي الفخري
العنوان يدل علي المحتوي و يحدد اتجاه الكاتب في الحكي
الفكرة الأساسية تقليدية جدا ،
الألفاظ سهلة و الأفكار مترابطة .
كنت أتشوق لحوار بين الحارس و الأطفال عن كرامات الشيخ و نبذة قصيرة عن تدينه و أفعاله الجيدة .
طريقة دخول و خروج الأطفال إلى المقام غير مقبولة خاصة مع وجود حارس .
فكرة الخوف من صاحب المقام وحدها لا تشبع نهم القارىء بل يجب أن تسندها فكرة التبرك بالشيخ كما يعتقد أهل الريف .
في المجمل النص جيد

أ. محمد عواد

النص بلا شك…قدير..
والكاتب بلا شك…مبدع…
لقد تقمص طفولتنا ببراعة احسدها عليها، حتى ظننته نفسي وأنا من أتحدث عليها…
الوصف محيط، والتماهي ينسال من قلمه كمصهور الزئبق، ربما يقتضي الحال ان يكون الشغف منخفض الضجيج، اما القفلة فاراها ترنحت منه بعض الشيء، كنت أتمنى ان يعري الشيخ من ستائر تابوته، فيكشف عورة جهلنا وجهلهم، لكن اختياره للحارس ليلقي عليه حجره..لم يكن ممنطقا ولا موفقا..
مجمل العمل رائع…تحياتي لكاتبه..وليس كاتبته..الذي أظن انه عاش تلك الطغولة ولم يخرج نصه إلا من ذاكرته…
محبتي للجميع..وشكرا استاءنا الجميل محمد كمال سالم

أ. هالة علي

حكايات جدتي … تُعد القصة واحدة مما اعتادت الجدات روايتها في الاماسي أمام .. بابور الجاز .. تصنع لنا فطيراتها الشهية.
وعلى ضوء النار نعيش الحكاية خيالات ترسمها ألسنة النار على جدران الحجرة.
قصة أعادات ليَ ذكريات افتقدها رغم ما يُغلفها من رعب طفولي يتملكنا حينها.

أ. نيرمين دميس

قصة طرقت باب الذكريات بقوة، فأيقظت ذكرى “سيدي عبد الرحمن” وقبته الكبيرة التي كانت وما زالت على مرآي من شرفة منزلنا، ولكنني لم أسمع عنه حكايات ولا كرامات، فكنت أطلق لخيالي العنان وتتصاعد من رأسي علامات الاستفهام، يفترسني حب الاستطلاع حتى حانت الفرصة للاقتراب وحضرت المولد الوحيد الذي أقامه له أهل البلدة بالجهود الذاتية، أذكر كم توسلت إلى والدي للموافقة على ذهابي وإخوتي وأبناء عمومتي لحضور الليلة الكبيرة كما سموها، والذي وافق على الذهاب حتى ساعة محددة، وبشرط أن نكون في صحبة غفير وخادمتنا الخاصة، أذكر أيضا كم كنت مبهورة بمظاهر الاحتفال، التي لم تثني عيني عن متابعة باب المقام لعله ينفتح فيأتيني من ورائه الخبر اليقين، حان وقت الرحيل ولم أرو عطش فضولي، لأعيش سنوات الطفولة الأولى أرقب المقام كلما خرجت إلى الشرفة.
نص فيه نوستالجيا لأيام العمر الجميل، وفيه رسالة واضحة تقول: ما هذا إلا هراء ولكن في قالب سردي ساخر وماتع، ذكرني بسيدي عبد الرحمن وما كتبته عنه يوما، تحية لكاتب النص ودام إبداعه إن شاء الله.

تعليق أ. محمد كمال سالم

عميق شكري لكم أساتذتي وأصدقائي تفضلكم علينا وكلماتكم الرائعة المستنيرة، وكان هذا عهدي بكم دائما/
فتحي فتحى محمد علي
Abo Mazen AbdElkafy
محمد كسبه
Mohamed Awwad
Halla Ali
Nermein Demeis

كان هذا النص الشجي، للرائع يسري ربيع داود
أحييه وأشكره على مشاركته الثرية.

صفحة الإذاعية جيهان الريدي

التعليقات مغلقة.