قصة للنقد : ” ورق عنب ” للأديب محمود حمدون
قصة للنقد : ” ورق عنب ” للأديب محمود حمدون
أهلا بكم أحبتي في دورة جديدة وفقرتكم الغالية “قصة للنقد”
لم أجد أفضل من المحشي أستقبلكم به بعد غياب، خاصة لو كان كرنب هههههه لكن ورق العنب أيضا جميل، تذوقوه وقولوا رأيكم
محبتي أنا و جيهان الريدي
” ورق عنب “
تذكّرته بهيئته, سمته و وقاره, كان يرتدي كعادته ” بدلة” أنيقة, غالية الثمن, تسبقه رائحة عطره. رأيته من بعيد, فأسرعت إليه مرحّبًا, لم أقف كثيرًا أمام موته منذ سنة مضت, فلم يعد يدهشني تواصل الأموات معي كل فترة أو التقائي بهم بأماكن كثيرة, فقد اعتدت وجودهم بحياتي, هم أيضًا يأنسون إليّ, يسرّون لي بكثير مما لا يعرف الأحياء!
لذلك سألت العائد من الآخرة بعدما تفحّصته من رأسه لأخمص قدميه: تبدو سعيدًا, كأنما الحياة كانت شقاءً لك!
فربّت على كتفي بودّ, ابتسم, ثم لاذ هنيهة بصمته المعهود عنه, أخيرًا أشار برأسه لبعيد وقال: أحدهم هناك يعدّ لنا الغداء, لنسرع إليه.
انحدرنا في طريق قصير على جانبيه تتراص غرف كثيرة, جميعها مغلق إلاّ واحدة كبيرة أشبه بقاعة اجتماعات رسمية, حين دخلناها وجدنا جمعًا من الزملاء والزميلات, يشمرون عن سواعدهم, تتراص أمامهم آنية من أحجام مختلفة, بعضها يمتلئ بخضروات من فلفل, باذنجان أبيض, ورق العنب, وكومة كبيرة من الأرز, غيرها من خضروات وأشياء أخرى أجهلها, فأيقنت أن القوم بصدد وليمة كبيرة, أن ” المحشي”, هو الصنف الرئيس على المائدة اليوم.
وسط الزحام, لمحت قيادة كبيرة سابقة. يقف بينهم, يشير لهذا بحزم, يأمر هذه برقة مفرطة, الجميع خلية نحل تعمل بدأب. حين طال بي وصاحبي الميت الوقوف على عتبة الباب, بحثت بعيني عن كرسيين للراحة قليلَا, فأدرك المدير السابق مرادي..
فصاح بلهجة حادة: لا مكان لدينا هنا للجلوس, الجميع كما تَرَيان يعملون بجدِ منذ الصباح, ثم زعق فينا, قال: عليكم إعداد “السَلطَة”, أشار برأسه لامرأة خمسينية سمينة, فألقت أمامنا بأكوام من الطماطم, الخيار, الجرجير, الفلفل, الليمون, البصل, سكين حاد, طبق كبير من بلاستك أقرب لحوض استحمام طفل رضيع, ثم انصرفت من أمامنا تعزف بردفيها لحنًا أشاع في الجو بهجة زادت من حماس الخلق الموجودين, دفعت “المرحوم”, فنزع سُترة, شمّر كميّ قميصه الحريري ناصع البياض, ثم قفز بمهارة داخل الوعاء.
أ. سرحان الركابي
يبدو لي ان القصة ناضجة ومتماسكة ومن خلال الاسلوب يتبين لنا ان الكاتب ة يمتلك اسلوبا وتكتيكا سرديا رائعا بحيث انه ساح بنا في عوالم فنطازية اخذتنا الى عالم الاموات , العالم السفلي كما يسمى في ادب وادي الرافدين او حياة ما بعد الموت كما يسمى في ادب وادي النيل , والاخرة كما تسمى في ادبيات الاديان السماوية , لقد نجح الكاتب في قيادة ثيمته من البداية الى النهاية واضعا بين سطوره اسرارا ورموزا تحتاج الى تأمل طويل كي نفك مغاليقها , لكن الكاتب ة تجاهل اضافة ادوات الربط بين بعض الجمل وحرف العطف في جمل اخرى , تحياتي للجميع
أ. جمال محمد الشمري
قصة محبوكة جيدا
متعة وتشويق وسرد بسيط لكنه ممتع
فقط أعطي رأيي بما فهمته من القصة
اننا أدوات لو كان بيننا متسلط أو طاغية ولو بهيئة مدير
وذاك المتسلط له معاونيه الأكفاء يعرفون كيف يحركون الغرائز والرغبات لصالحهم
لنكون في النهاية ورق عنب مرصوص بجانب بعضه البعض
اتمنى اني قد وفقت
والله أعلم
أ. يحيى إبراهيم
رائعه من روائع الميتافزيكس الذي اتعشقه اديب يملك ادواته جيدا
عوالم خفيه ومنظوره سرد سلس ولا اروع تيمه غير مطروقه تحياتي للكاتب والشكر موصول استاذي
محمد كمال سالم
أ. أحمد فؤاد الهادي
ليس الموت هنا بالمعنى الذي نعرفه، ولكنه الحياة بلا إرادة، الحياة بالتبعية لمن هو أقوى نفوذا وسلطانا، فلم يبق لنا سوى الشهوات التي كرسنا لها وجودنا والتي وضع الكاتب الطعام والجنس على رأسها، الكل مستعبد ويكد مع القطيع طمعا في المحشي كرمز لشهوة البطن، والسيدة التي أحضرت الخضروات والسكين تعرف أنها ستثير القطيع في صمت، وقدمت إناء في حجم حوض استحمام طفل صغير تعبيرا عن نظرتها إلى الضيفين بأن هذا هو حجمهما الفعلي ومقدار تفكيرهما (مثلهما مثل الجميع)، أما المكان فقد صوره الكاتب بطريق (الحياة) تحفه غرف صغيرة (خصوصية كل فرد) ثم القاعة الكبرى والتي تصور الإجماع.
هذا تأويل ماقرأت، والنص متعدد التأويلات، وهي شهادة في حق من أبدعه وأخرجه بهذه البساطة (المعقدة)
تحياتي لكاتب/ة هذا النص، وليس لدي تصنيف أخصه به سوى أنه نص بديع.
أ. فتحي محمد علي
ماإن ابتدرتني جملة”سألت العائد من الآخرة”؛حتى تداعي لذهني نسج”الكوميديا الإلهية”ل”دانتي”،ومن قبلها”رسالة الغفران”ل”أبي العلاء”والذي يقولأيضا:
خلق الناس للبقاء فضلت أمة يحسبونهم للنفاد
إنما ينقلون من دار أعمال إلى دار شقوة أو رشاد
نمط من القص عن الحياة البرزخية صعب المراس؛لكن الأديب أداره بمهارة وحرفية.
د. محمد محي الدين أبو بيه
القصه تحتوي علي رمزية العبوديه وحتي لو عاد من الموت فانه يغرق لأذنيه في عبودية السُلطه والشهوه
…سلمت انامل الكاتب ة
أ. ميرفت محمد
قصة رائعة يحتاج القارئ ان يعيد قراءتها عدة مرات ليفهم المقصود منها ولم ار جملة اوضح من قوله كأنما الحياة كانت شقاء بالنسبة لك لتبين مضمون القصة
تعليق الأستاذ محمد كمال
شكرا لكل أساتذتي
Sarhan Alrekabi
جمال محمد الشمري
يحيى ابراهيم
Nermein Demeis
أحمد فؤاد الهادي
Khadiga Elbalkiny
غريب الشعراوي
فتحي فتحى محمد علي
مصطفى بدر فهمي طلبه
د.محمد محي الدين أبوبيه
Fatma Mondy
مرڤت محمد
حامد جمعه
كان هذا النص المتقن عالي الترميز، قابل لكل تأويل ذهب إليه كل منكم
ويبقى المعنى وسبر أغواره في بطن الأديب والروائي القدير محمود حمدون
تحية إليه من القلب أن أثرى فقرتنا
وغدا أعدكم مع عظيم ٱخر بإذن الله
تعليق الأديب محمود حمدون صاحب النص
االزملاء والزميلات من المبدعين والمبدعات, القاص القدير : محمد كمال سالم, سعيد سعادة بالغة بمروركم على النص, رؤاكم القيّمة, بلغت سعادتي قمتها حين ألقت تأويلاتكم للنص أضواء جديدة لم أرها من قبل, تحياتي ومحبّتي لكم جميعًا.
تعليق أ. أبو مازن عبد الكافي
الله الله الله…
رائعة من الروائع،،،
فانتازيا محبوكة طريفة أيما طرافة!
تحية تقدير واحترام لحائك هذه السيمفونية السردية التي أسالت لعابنا، وأشاعت جو البهجة والترقب في نفوسنا، وهيجت عصافير بطوننا نحو تلك الوليمة اللذيذة.
أبومازن عبدالكافي.
الجمعة 8شوال 1444هجري.
28 أبريل 2023م.
التعليقات مغلقة.