قصة لوحة (ليلة النجوم ) لڤان جوخ كتبت الفنانه عبير شلبي
اللوحة الزيتية ليلة النجوم (Starry Night) التي قام الفنان الهولندي فينسنت فان جوخ برسمها على القماش في يونيو عام (1889م) حيث قام من خلالها بتصوير المنظر الظاهر له من النافذة المقابلة لشرق غرفة اللجوء بسان ريمي دي بروفانس، وكان ذلك قبل وقت شروق الشمس مباشرةً، وقد أضاف تصوراً باللوحة لقرية مثالية، إلا أن أصبحت إحدى اللوحات الدائمة في المجموعة التي كان يتم عرضها بنيويورك في متحف الفن الحديث عام (1914م).
تم تصنيفها كونها إحدى أفضل لوحات الفنان العظيم والرسام فان جوخ حيث تم اعتبارها أنها أحد أكثر اللوحات التي حققت شهرة بتاريخ الثقافات الغربية، حيث تبرز أجمل مشاهد الطبيعة الخلابة للسماء وقت الليل.
بعد أن قام بالاحتفاظ بها لمدة أثني عشر شهراً بملجأ الصحة النفسية سان بول دو موسول الذي لا يبعد كثيراً عن سان ريمي دو بروفانس في فرنسا، ثم قام بإرسالها إلى شقيقه ثيو فان جوخ في باريس بتاريخ (28 سبتمبر عام 1889م) ولم يرسل تلك اللوحة فقط بل كانت ضمن مجموعة بلغت حوالي عشر لوحات، ولكن بعد مرور أقل من ست أشهر مات ثيو.
منذ ذلك الحين أصبحت جو أرملة ثيو هي الراعي المؤقت لإرث فان جوخ وقد قامت ببيع ليلة النجوم إلى الشاعر الفرنسي جوليان لوكليرك بباريس عام (1900م)، والذي قام ببيعها، وظلت اللوحة تباع من شخص لآخر إلى أن استقر الأمر بها في متحف الفن الحديث عام (1941م).
كان فان جوخ دائم الكتابة للرسائل حول لوحاته ولكنه لم يكتب عن تلك اللوحة إلا القليل وبعد أن شاع الحديث عن رسمه للسماء مرصعة بالكثير من النجوم في شهر يونيو، قام حينها بالكتابة عنها لثيو قبل أن يقوم بإرسالها إليه مباشرةً.
وقد كتب عنها قائلاً (في كل الأشياء الوحيدة التي أعتبرها جيدة بعض الشيء هي ويتفيلد، الجبل، البستان، أشجار الزيتون مع التلال الزرقاء والصورة ومدخل المحجر، والباقي يقول لي شيئا).
وعلى الرغم من كونها تمثل ظلام الليل وتعكسه إلى أنه قد قام برسمها في وضح النهار من ذاكرته لما شاهده في اليوم السابق، وقد تضمنت رسم واحد وعشرون نجماً والعديد من الدوامات وقد قيل إنها تمثل انعكاس لما كان يمر به في ذلك الوقت من حالة نفسية صعبة.
تم البحث حولها ودراستها بواسطة علماء معهد روتشستر للتكنولوجيا كما قام بدراستها علماء متحف الفن الحديث بنيويورك، وقد أظهر تحليل الصباغ أن السماء رسمت بالكوبالت واللازورد الأزرق، والقمر والنجوم حيث قام فان جوخ باستخدام أصباغ نادرة مثل الزنك الأصفر والصبغة الهندية الصفراء.
تحتوي اللوحة على دوامات ذات لون أزرق وهلال بلون أصفر والعديد من النجوم التي تمثل أجرام سماوية ينطلق منها إشعاع، بالإضافة إلى وجود شجرة تم وصفها باللهب المحلق لما يوجد بها من أغصان مجعدة ذات لون داكن متمايلة في اتجاه السماء التي تحجب جزء من الشجرة.
وفي وسط جميع الرسوم تلك تم رسم قرية صغيرة في الجزء الأيمن باللوحة من الأسفل، حيث رسم خطوط مستقيمة تمثل المنازل الصغيرة الريفية، ومنارة تخرج من أعلى كنيسة.
كما يوجد بها مربعات متوهجة صفراء تخرج من المنازل مثل الأنوار الترحيبية المعبرة عن هدوء المنازل، الأمر الذي ساهم في برز زاوية من الاستقرار والطمأنينة وسط ذلك الصخب.
تم ذكر اللوحة في الكثير من الكتابات مثل ما ذكره عنها الأمريكي مايكل بنسون في كتابه (كوسميجرافيك) حيث قال إن الدوامات واللوالب بها ما هي إلا مجرات الكون، كما تمت مقارنتها بنجم فلكي أطلق عليه وحيد القرن وقد تم رصده واكتشافه عام (2004م) بواسطة مرصد هابل وقد تم القول أن ما تمت رؤيته يحط بذلك النجم يشبه لوحة فان جوخ.
التعليقات مغلقة.