قصص قصيرة جدًا بقلم عاشور زكي وهبة

قصص قصيرة جدًا بقلم عاشور زكي وهبة

انهيارٌ
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
بُعِثَ ذو القرنينِ لمعاينةِ السّدِّ. أذهله غزو الهمجية لطبائع البشر. وصل إليه؛ وجده مدكوكًا، وجحافل الهمج الجدد من كل حدبٍ ينسلونَ.

صرحٌ
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
استيقظَ فرعونُ فزعًا، تلاحقه كوابيسُ شتّى. استدعى هامان يبثّه مخاوفَه من: تضخّم خزائن قارون، اتخاذه قدوة لدى كثير من القبط وبني إسرائيل، قدرته على حشد جيش جرّار ينازع جنودهما، حتّى يطمحَ للملك، ويشطح للتأله.
هدَّأَ هامان من روعه قائلًا: يا ابن آمون! قارون حليفٌ لنا، إنّه طوع أمرنا..
قاطعه فرعون مزمجرًا: رَبَيْتُ موسى في قصري، فاتّخذَ إلهًا غيري، فلن انتظر حتّى يعلن قارون نفسه إلهًا على مصر. فكّر معي يا كبير كهنة المعبد!
صمتَ هامان ملّيًا، ثمّ استأذن فرعون في استدعاء قارون لأمر هامٍّ.
سأله فرعون متعجّبًا: فيم تفكر يا قائد الجند؟!
أجابَه هامان مُبتسمًا: بناءُ صرحٍ لقتل إله موسى، استنزاف خزائن قارون، شغل الرأي العام في مصر…
اتّفقَ الثلاثيُّ النكدُ. شُيِّدَ الصرحُ في زمن قياسيٍّ. حُشِرَ الناسُ ضُحًى. صعدَ فرعون بسيفه البتّار يخترقُ السماوات الغائمة بلونٍ قانٍ. استبشرَ الملأُ بنهاية الإله المزعوم. طعن فرعون كبد السماء. انهمرَ الدّمُّ يحاصرُ القومَ، يملأُ النيلَ، يدكُّ الصرحَ، خاسفًا بقارون وداره الأرضَ.

استنساخٌ
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
رَأَيْتُ “عمرو بن لُحي” يعكفُ على أصنامٍ حولَ الكعبةِ. صِحْتُ به مُعَنِّفًا: أمناة واللات مُجَدَّدًا في مكَّةَ؟!
أجابني مُسْتَنْكِّرًا: لا! بل أوثانٌ حديثةٌ أُشْرِبْتُموها في قلوبكم. أدناها كُرسِيُ السُّلطةِ المطلقةِ!
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
ملحوظة:
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
عمرو بن لحي هو أول من أدخل عبادة الأصنام في جزيرة العرب.
‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘‘
الجمعة 5/2/2021