قصيدة البيت أو الشعر الحر بين الماضي و الحاضر بقلم توفيق الحمزاوي
كتابة قصيدة البيت أو ما يسمى بالشعر العمودي أو “باب بدفتين” كما يحلو لمحمود درويش أن يسميه ليس ارتدادا إلى الوراء أو حنينا إلى فترة ما أو تقليد ما كان يُكْتَبُ قديما وإنما هو امتداد و سَدُّ فراغ، ذلك أن العرب قديما وحديثا لم يكتبوا الكثير من الأشعار الجيدة ولم يستنزفوا بحور الخليل وإنما تركوها عارية خلف الخيام تحتاج من يعتني بها ويحضنها. ومن قال أن القدامى أغلقوا مجال الإبداع ولا أحد يستطيع تجاوزهم فهو واهم؛ فالشعر والأدب أكبر بكثير من الأشخاص وعادة العرب أنها تقدس أسلافها وتحتقر أبنائها. فقصيدة البيت لا تزال قادرة على استيعاب قضايانا وحياتنا ولها جمالية خاصة لا تتوفر في باقي أنماط الكتابة ولكن هذا لا يعني أننا نهمل قصيدة التفعيلة أو ما نعبر عنه بالشعر الحر . فالشعر الحر هو بالضرورة شعر موزون وميزانه التفاعيل المعروفة التي تزخر بالجوازات القديمة والمحدثة مما تمنح الشاعر مساحات شاسعة للتعبير والإبداع ولكن الشعر الحر ليس سهلا كما يعتقد البعض فهو أشد تعقيدا من شعر البيت ذلك ما جعل بعض الشعراء يتشبثون بالعمودي وينفرون من الحر، وفي هذا السياق يقول ت آس اليوت T.S Eliot سنة 1912″ الشعر الحر ليس حرا بالنسبة للشاعر الذي يتوق أن ينجز عملا جيدا”.
فالشاعر الوفي الذي تعود أن يكتب القصيدة الكلاسيكية يصعب عليه أن يعشق نمطا آخر وينخرط فيه وعندما يحاول يصيبه الإحباط ويشطب ما كتبه لأنه لا يرتقي للجمالية المطلوبة ولكن لا بد أن يطرد اليأس من أمامه وبعد عديد من المحاولات الفاشلة سيمتلك أدوات جديدة ويشق طريقه نحو الابداع والتألق.
24-04-2022
التعليقات مغلقة.