قصيدة الظلُّ المُقَدَّس بقلم على أحمد. مصر
١- مِنْ عَجْوَةٍ صَنعُوا لهُ ظِلاَ
ما إنْ أتَمُّوا قَطَّعُوا النَّخْلَا
٢- فِيهِ رَأَوا مِليَارَ مَنقَبةٍ
هلْ مِن شَبِيهٍ هَاهُنَا؟ كلَّا
٣- في خِفَّةٍ صَاغُوه أُغنيةً
عَبْر الأثير تُهَدْهدُ الطِّفْلَا
٤- قالوا: غَدَا في الأرْضِ مُعجِزةً
هلْ صِيغَ مِثلُ جَلَالِها قَبْلَا؟!
٥- هُمْ شاهَدُوا في الكونِ فِتْنَتَهُ
هُوَ يَقْهرُ الأسْقامَ، لا يَبْلَى
٦- كُلُّ الخَلائِقِ رَوْضَهُ وَفَدتْ
بعدَ الفرَائضِ تُنجزُ النفْلَا
٧- تَهوِي الذبائحَ تحتَ قُبتِهِ
والمالُ يُزجَى طائعًا سَهلَا
٨- جُلُّ النساءِ أتَتْه راجيةً
زوجًا وبعدَ زِفافِها حَملًا
٩- خالوا التمائمَ مِنه ناجِعةً
تَمْحُو السِّقامَ، تُضاعِفُ الدَّخْلَا
١٠- نَسَجُوا حِكايَاتٍ لِقُدرَتِهِ
كمْ جاءَه شيخٌ مضى شِبلَا
١١- بلْ كمْ عَقيمٍ ضلَّ مَسْلَكُها
لمَّا رَقَاهَا غَادَرَت حُبلى!
١٢- في كَفِهِ الأموالُ ناسِلةٌ
فيها أجادَ وأحسنَ النَّسْلاَ
١٣- كمْ مِن فقيرٍ صارَ في رَغَدٍ
وغَدَتْ يداه تُعمِلق الفسلا
١٤- ظَنُّوا وهذا الظنُّ حَاقَ بِهمْ
لمَّا رَأَوْه بجَهْلِهِمْ حلَّا
١٥- حَجُوا إليه وحَوْلَهُ رَكَعُوا
كم مجَّدُوه كَأنَهُ المَوْلى!
١٦- فالشَّمعُ يُوقَدُ عندَ جَبْهَتِهِ
والدُّهْمُ تَقْرَعُ حَوْلَهُ الطَّبْلَا
١٧- مَنْ قَدَّمَ الأقْوَاتَ مُجْتَهِدًا؟
بَقَرٌ يَجُرُّ وَرَاءَهُ عِجْلًا!
١٨- والنَّذرُ يُلقَى تَحْتَهُ طَمَعًا
مِمَنْ يُقَوِّتُ عَقْلَهُ الجَهْلًا
١٩- خَلَعُوا عَليهِ جَميعَ ما ادَّخَرُوا
نَثَرُوا عليهِ الحَبَّ والبَقْلَا
٢٠- إنْ عَابَ عَبدٌ فِعلَهمْ سَخِرُوا
مِمَّا يَقُولُ وَسَفَّهُوا العَقْلَا
٢١- قالوا: ضَلِيلٌ جاءَ يُرْشِدُنا؟!
تَالله ذاكَ لنَفسهِ أَوْلَى!
٢٢- هَلْ كُنتَ تَرجُو هَدْمَ كَعْبَتِنَا؟
يَا مَنْ تُسِيءُ بِجَهْلِكَ القولا
٢٤- وغَدًا وَلِيُّ اللهِ مُنتَقِمٌ
مِمَنْ يُخالِفُ قَولُه الفِعْلَا
٢٥- إمَّا تُغادرُ مِن مَدِينَتِنا
أوْ أنْ تمِيلَ وتأَمنَ العزلا
٢٦- اذْهَبْ وفَارِقْنا على عَجَلٍ
أَوْ أنْ يَصِيرَ مآلُكَ القَتْلَا
٢٧- أفَكُلُّ مَن رامَ العُلا هَرَعًا
قَذَفَ الوَلِيَّ ورُوحَه المُثْلَى
٢٨- أوَ كُلُّ ذِي مَسٍّ يُسَفِّهَهُ
حتى يَنالَ بِقَدْحِهِ الفَضْلا
٢٩- إنَّا على عَهْدٍ، على ثِقَةٍ
لا لنْ نُطِيعَ اليومَ مُخْتَلَّا
٣٠- والنَّصْبُ يَجْهلُ ما يُحِيطُ بهِ
أوْ مَا يُقامُ لِمَجْدِهِ الأعْلَى
٣١- والنملُ يَمرَحُ فيه مُنتَشِيًا
سُبحانَ مَن قدْ قَيَّضَ النمْلَا
٣٢- والناسُ تَحْلُمُ أنْ يَكونَ لهَا
عَونًا ويَدفَعُ دونَها الذَّلَا
٣٣- حَولَ المَقامِ تَطُوفُ قَانِعَةً
سَبْعًا وتَسْفِكُ عندَه الفحلَا
٣٤- هُمْ يَغْفِلُونَ وليسَ خالِقُهُ
فخَشَاشُُ أرْضٍ ردَّهُ أكْلَا
٣٥- وهَوَى المَلاذُ أمَامَهُمْ إِرَبَا
لمْ يَمْتَلِكّ دَفعًا ولاحَوْلَا
٣٦- أشْلَاؤُهُ في الأرضِ قَائِلةٌ
أنَّ الذى عَبَدُوه قد ولَّى
٣٧- أيْنَ الذى بِالأَمْسِ أوْهَمَهُمْ
هَذا الهُراءَ ومجَّدَ البَغْلَا
٣٨- كُهَّانُهُ فَرَّوا بِمَا جَمَعُوا
لمْ يَتْرُكُوا زَيْتًا ولا خَلَّا
٣٩- عَمَّ الظَّلَامُ قُلوبَ مَن خُدِعُوا
وبِغَيْرِ رُشْدٍ قَوَّضُوا الحَفْلَا
٤٠- لَكِنَّ بعضَ الناسِ قَدْ زَعَمُوا
أنَّ الذى عَابَ الهُدَى ضُلَّا
٤١- هَذِي كَرامةُ عَارِفٍ وَرِعٍ
إنْ غابَ عنَّا اليومَ أوْ حَلَّا
٤٢- إنْ غَابَ ما زَالَتْ فَضائِلُه
بينَ العبيدِ تُمحِّصُ اللَّيْلَا
٤٣- ما ذَاكََ إلا فِتْنةٌ وهُنَا
رُوحُ اليقينِ تُعانِقُ الأَصْلَا
٤٤- والشكُ يورثُ أهْلَه نَدَمًا
بعدَ الوصُولِ سيَفْقِدُ النُبْلَا
٤٥- كمْ بالضَّلالِ تُساقُ أَدْمِغَةٌ
صَوْبَ الخُرَافَةِ تَبتَغِيْ الطَّوْلَا
٤٦- يا وَيْحَه مَنْ ذَاكَ دَيْدَنُه
يَبغيْ السماءَ فَيَبْلُغُ الوَحْلَا
التعليقات مغلقة.