قصيدة بعنوان : أحبكما بحر المتقارب

قصيدة بعنوان : أحبكما بحر المتقارب

أُحِبُّكُمَا وَأُحِبُّكُمَا
وَلَن يَتَوَقَّفَ حُبُّكُّمَا

وَمَهْمَا يَطُول الزَّمَانُ الْجَمِيلُ
وَمَهْمَا يَخِفُّ جَمَالكُمَا

سَيَبْقَى فُؤَادِي كَبِيرا عزيزا
وَفِيًّا ثريا لأجلكما

أُخَبِّأُ كُلّ الْمَسَافَات تحتي
لِكَيْ لاَ تَغِيبَا إذَا غِبْتُمَا

5 يشاركني الْبَدْر حُبَّكُمَا
و يَجْهَلُ أنِّي أَنَا لَكُمَا

تفاجأ حين قبلت التحدي
ولما رآى حبنا غمغما

لِينْصَحَهُ اللَّيْلُ أنْ يَتَوَارَى
فَمَن عَاشَ فِي الْأَرْضِ لَن يُهْزَمَا

رَأَيْتُ الْهَوَى فِي يَدَيْهِ كِتَابًا
فهل سَيَكُونُ لَنَا حَكَمَا

تَعَالَ إلَيْنَا وَ لَا تَتَوان
ألست صديق الثَّرَى و السَّمَا

10 فَلَا مَنْ هَوَى قَد هوى و بَكَى
وَلَا مَنْ سَمَا قَدْ سما و نَمَا

صحيح بأنك نور اللَّيَالِي
وَلَكِنَّ قَلْبَكَ مِثْل الدُّمَى

لَقَدْ كُنْتَ يَا بَدْرُ بِالْأَمْس أَحْلَى
كَبِرْتَ وَصَار الْهَوَى عَدَمَا

وَهذا فُؤَادِي كطير ينادي
كَنَهْر يُداعِب غَيْثًا هَمَى

يَطُوف . . يُقَبِّلُ سحر الْبوادي
و يَسْقِي الْمَشَاعِر والهِمَمَا

15 فَلِي فِي الْهَوَى مَالَهُ في الحياة
ومن في الحياة رأى القلما

عُيونَكُمَا أرسلاني بعيدا
إلى عالم قلبه ابتسما

زُهُور الْجِبَال تُحِبّ الرَّبِيع
أَلَيْس الرَّبِيع ربيعَكُما

سَتُزْهِرُ كُلّ الْبَسَاتِين حِينَ
تَرَى بَسْمَتَيْنِ بِخَدَّيْكُمَا

لتَبْتَسِمَا واقهرا الْمُسْتَحِيلَ
قِفَا هَاهُنَا حَقِّقَا الحُلُمَا

20 وَسيرا كما لا يسير الطريق
و لَا تَسْلُكَا دَرْب مِن تَمْتَمَا

ولاتَرْضَخَا لِلْحَقِيقَة يَوْمًا
لِأَنَّ الْحَقِيقَةَ أَصْلُ الْعَمَى

وَلَا أَسْتَطِيعُ سِوَى أَنَّ أَقُولَ
وأرفع صوتي أُحِبُّكُمَا

لِأَجْل وجودكما فِي حَيَاتِي
شعاع الْهَوَى فِي فُؤَادِي اِرْتَمَى

كَمَا يَفْرَح الْوَرْد يَفْرَح قَلْبِي
وَهَل يَفْرَح الْقَلْب دُونَكُمَا

25 لَقَد سحرتني عُيُون اللَّيَالِي
بِرَبّ السَّمَاوَات مَنْ أَنْتُمَا

فَقُولَا لِكُلّ الَّذِين رَأَوْنِي
بان فؤادي فؤادكما

ولا فرق بيني وبن قصيدي
ولا فرق بيني وبينكما

وما كنت أجرأ أن أتمنى
وأن أزرع الحلم لولاكما

توفيق بن السنوسي الحمزاوي