قصيدة بكيتُ الشام بقلم الشاعر .. محمد داود
“بكيتُ الشامَ حتى جفَّ دمعي”
وكـلُّ الكـونِ لـم يُفلـح بردعي
.
كأنَّ القدسَ في الأعماق قلبي
وشـامَ العُـربِ للخفاقِ ضِلعـي
.
فقـدسُ اللهِ جـزءٌ مِـن شـآمي
إذا مـا ثار فـي الأرجـاءِ نقعـي
.
وإنَّ الـقـدسَ بالهيجـاءِ سـيفٌ
وشـامَ المجـدِ للويـلات درعي
.
وهبتُ الروحَ يا شـامَ النشامىٰ
إذا ما خـاننـي في الحق ربعي
.
فما جدوايَ في سـوحِ المـنـايا
إذا ما عَزَّ وقتَ الجِـدِّ نفعي !؟
.
فمُـذ ألقيتُ في الشَّـهبا بذوري
ومِن ماءِ الوريدِ سَـقَيتُ زرعي
.
وصارَ الدَّمُّ في الخفاقِ سـوري
اثارَ الشـوقَ في الأعماقِ لوعي
.
أتـىٰ الـزلـزالُ يَفـجـعُ كـلَّ قلبٍ
صُراخُ الرُّضَّعِ ٱسترعاهُ سَـمْعي
.
قـضــاءُ اللـهِ نرضى إن تـبــدَّىٰ
وإن زاد القضاءُ بحجـمِ فجْعي
.
يغضُّ ٱلكَـونُ عنهُ الـيـومَ طَرفاً
كأنَّ القتلَ في الارجاءِ شرعي؟
.
أنا السُّـوريُّ أحـيـا فـي شـتاتي
وفِيَّ الشـامُ تحيا رُغـم وضعي
.
كما الزيتـونُ مغروسٌ بشـامي
وليس يُميتُني لو قُصَّ جذعي
.
يظلُّ الجـذرُ في الأعماقِ ينمو
ويَنبتُ عُـنـوةً سـاقـي وفرعي
.
عـدوَّ الشـعبّ لا تَحلُـم بِنـصـرٍ
ستغرقُ بالـدِّما إن فاض نبعـي
.
لتحيا الشـامُ كالشـهد المصفىٰ
ويَكتبُ مجدَها وِتْري وشفعي
التعليقات مغلقة.