قصيدة بيروت تبكي بقلم علي أحمد
بيروت تبكي وهذا الدمع يدميها
والليل أمسى سعيرا بات يصليها
بيروت ماذا جنت فاهتز مرفؤها؟
ويقتل الغدر والإهمال من فيها
يا زهرة الشاطيء المحزون وا أسفا
أين الجمال الذي بالحسن يغنيها
ولى عن الأرض مذعورا ومندحرا
يخشى انفجارا عتيا راح يطويها
حل الدمار، فما أبقى بها علما
كأنه النفخ يوم البعث يأتيها
دوى الصفير، وصوت الخوف ألجمها
من أضرم النار؟ من بالشر يرميها؟
بركان رعد تلا تعويذة كتبت
بالدم، بالرعب، بالآلام تبريها
تبدل الوجه، فالآثار نجهلها
أضحت يبابا،غراب البين ينعيها
والناس صرعى كأعواد محطمة
قد عاثت النار في الأجساد تشويها
زاغت بصائر رشد بعد أفئدة
كيف النجاة وهذا الشر يرديها؟
وفرَّت الروح من أهوال فزعتها
كالحمر خافت أسودا الغاب تفنيها
تناثرت في فضاء الجو أبنية
ذرات صخر تلت ذرات أهليها
قد شيَّب الصبية الأبرار ما سمعوا
ولى الرضيع عن الأثداء يقصيها
يا ويح من كان هذا الرعب حاضهم
أو كحَّلوا العين بالنيران تشويها
يا رب رحماك لا تجمع لهم لهبا
والطف بمن تلكم الأحداث تؤذيها
ونج من في المشافي رهن صحوتها
فمن لها غير رب العرش يشفيها
تكالب الدهر والأرزاء طاغية
وأمة العرب تهوى في تدنيها
بئس الرعاة إذا ما ضيعوا وطنا
إن التلهي عن الأوطان يدميها
التعليقات مغلقة.