قصيدة تحياتي لمَنْ رَحَلَ كَرِيمَا
شعر محمد إبراهيم النمر .. السبت 18 / 4 / 2020 م
تقديم المبدع الشاعر الأستاذ نصر الحجازي
أداء قيثارة العربية الدكتورة وجيهة السطل جزاها الله عنا وعن لغتنا الجميلة خير الجزاء
إليكَ أزفُّ أسمَى أمنيَاتي .. نجوتَ مِن المماتِ إلى الحياةِ
فيا من غادَرَ الدُّنْيَا هنيئا .. سَلِمتَ من الوجوهِ الكالِحاتِ
ومن طلابِ علمٍ قد أهانُوا .. بكلِّ غباوةٍ علمَ الثِّقــاتِ
ومن تجارِ زيفٍ قد أتَونا .. وما ربَّوا بجيلٍ مَكرُماتِ
وجُهَّالٍ أمَاتوا الذَّوقَ فينا .. وأحيَوا لهجةً، بنتَ الذواتِ
=
طبيعةُ عصرِنا سلِّم بهذا .. ألا تحيا بعصرِ المُعجزاتِ
أيا أعجوبةً، ماذا جَنينا .. سوى الحسراتِ والعارِ المواتي ؟!
أنَرْضَى بالغُثاءِ ونحنُ نَبعٌ .. فنُغضِبُ أمَّنا أمَّ اللغاتِ ؟!
فلا صَحْوٌ يطيبُ ولا منامٌ .. كأنَّا فوقَ كُثبانِ الفَلاةِ
فشكرا للأكارمِ هذَّبُونا .. وشكرا ثم شكرا فُضْلَياتِى
=
وليس الخيرُ في عيشٍ كئيبٍ .. ومَرْحَى بالحسانِ الخيراتِ
سَموتَ إلى جوارِ اللهِ، بُشرى .. بجناتٍ وحُورٍ خالداتِ
يُغنينَ الأحبةَ مشرقاتٍ .. عَذارَى طَاهراتٍ قاصراتِ
ألا فاصْعَدْ، ودَعْنَا لليَالِي .. نذوقُ بها كؤوسَ النائباتِ
تغربلُنا وتطحَنُ ما تبقَّى .. وتَذْرُونا على جَمْـرِ الشَّتَاتِ
وإن ضَحِكَتْ فللأيامِ مكرٌ .. نيوبُ الليثِ تبدو باسماتِ
=
وكمْ منْ راغبٍ يَرجو مَزيدا .. وهل تُلقي لنا غيرَ الفُتاتِ
وتَغرسُ في نفوسِ الخلقِ حِقدا .. فتأكلُ كالبهائمِ من عِضاةِ
فإنَّ المالَ مالُ الله حقا .. فأدِّ الحقَّ في فيضِ الهِبَاتِ
فلم تولَدْ وفي كفيكَ شيءٌ .. فإن تملِكْ أتبخَل بالزَّكاةِ ؟!
أخا الدُّنيا عطاياها ابتلاءٌ .. فكنْ يا صَاحبِي حُلوَ الصفاتِ
وَدُودَا شاكِرًا ورِعًا تقيًّا .. تفُزْ بالباقياتِ الصَّالحَاتِ
هي الأعمالُ يُحصيها عليمٌ .. فأكثرْ يا أُخيَّ من الصَّلاةِ
فزينةُ هذه الدنيا سَرَابٌ .. وسَلْ مَنْ عُمِّروا فيها المِئاتِ
=
فهلْ رَحَلوا بمالٍ أو بجاهٍ.. ورتِّلْ آي ربِّكَ واعظاتِ ؟!
فذي عادٌ بكبْرٍ قد تولَّتْ .. ووعْدُ الحقِّ ذي الجَبَروتِ آتِ
فهبتْ ريحُ ربِّ الكونِ تَعْوِي .. فصاروا مثلَ نخلٍ خاوياتِ
وهذي ناقةٌ مُسَّتْ بسُوءٍ .. ألا بُعْدًا ثمودُ وكلَّ عَاتي
وذو الأوتادِ عَاثتْ في غُرُورٍ .. وسَوطُ عذابِ ربكَ للعُصَاةِ
ففرعَونُ الذي يُدعى إلها .. غَريقٌ ليس يملكُ من حَصَاةِ
فجندُ الله في بحرٍ وريحٍ .. وفَيروسٍ يَسوقُ لنا العظاتِ
شَكَوتُ إليكَ يا مَولاي ضَعْفَا .. وأنت رجاؤنا فارْحَمْ شَكاتي
ويسِّرْ أمْرَنَا، سدِّدْ خُطَانَا .. وسلِّمْ من هُمومٍ مُفْزِعِاتِ
وسترَكَ يا إلهي أنتَ حَسْبي .. ولُطفَك في الحياةِ وفي المماتِ
أيا من ضَاقَتِ الدُّنْيَا عَليهِ .. فثِقْ باللهِ تُلهَمْ بالثَّبَاتِ
ويا كُلَّ الورى عُودُوا لربٍّ .. ففي مَرْضَاتِهِ طوقُ النَّجاةِ
فذكرُ اللهِ أكبرُ كلَّ شيءٍ .. وحبُّ المُصْطَفى مِرقاةُ ذاتي
فصَلِّ على الحبيبِ بكلِّ آنٍ .. وأزواجِ النبيِّ الطاهرَاتِ
وآلِ البيتِ عِتْرَتِه وصَحبٍ .. همُ الأخيارُ ، أكرمْ بالهُداةِ
وأنصارٍ بعهْدِ الله أوفوا .. تراهُم كالبدورِ النيِّراتِ
بفضلهمو أتانا الدِّينُ غَضَّا .. حماةُ الحِصْنِ أنعمْ بالحُمَاةِ
إستمع للقصيدة الآن :
التعليقات مغلقة.